منذ شهور ونحن نتساءل ببلاهة ولكن بجدية حول دور ما يسمى بوزارة الأمن الوطني في الحكومة العراقية المؤقتة؟ وحول طبيعة عمل تلك الوزارة؟ والمهام الحقيقية لذلك الوزير (المعجزة) المدعو (عبد الكريم العنزي)؟ والذي هو في الوقت نفسه أحد قياديي (الدعوة ــ تنظيم العراق)! أي الجماعة المنشقة عن الحزب الأم (الدعوة الإسلامية) والذي تبدو منطلقاته وهويته الفكرية والعقائدية إيرانية الهوى والولاء والتفكير؟ وذلك من طبائع الأمور!!، لقد كتبنا وقتها ما كتبناه من تساؤلات حول العجز الفاضح لوزارة الأمن الوطني والتي أسميتها تخصيصا (وزارة إطلاعات)! تيمنا بشقيقتها في إيران! بهدف معرفة النشاطات الحقيقية لتلك الوزارة الإفتراضية في مجال مكافحة الإرهاب الأسود المنتشر في العراق؟ وقد إنتقدنا وزيرها من واقع الأداء الوظيفي وليس لأسباب شخصية على الإطلاق؟ و هاهي الأيام تكشف لنا المستور، وتفضح (المستخبي)!! وتضع النقاط على الحروف!، وتؤكد حقيقة أن الطبع يغلب التطبع! وإن حكايات الولاء القديمة وقضية التسابق في الخدمة لحلفاء الماضي و(معازيب) الحاضر لا بد أن تستمر!، ففي كشف حقيقة الوكر التعذيبي في بغداد والذي أقيم بمعزل عن معرفة الحكومة العراقية ومن قبل أطراف مشاركة في السلطة تحمل الولاء لأسيادها في إيران أكثر من ولائها للعراق لم يعد الحديث عن إتهامات متطايرة هنا وهناك عن دور مفترض لمليشيات سلطوية في حملات القتل والإغتيال والخطف مجرد شكوك وإتهامات يعوزها الدليل! بل على العكس فإن (الإكتشاف) الأخير والذي تم على أيدي القوات الأميركية يؤكد مدى الجحيم الذي سيعيشه العراق فيما لو إنسحبت تلكم القوات بأسرع وقت وفقا لأجندة أهل المثلث الإرهابي!، أو وفقا لرغبات أهل الولاء الإيراني!!، فما كشف من فظائع في (سلخانات) الموت الإيرانية في العراق مجرد أول الغيث في إمبراطورية إيرانية إستخبارية سرية بنت قواعدها وركائزها في العراق وتنتظر فرصة القوادم من الأيام لتطبيق أجندتها السرية الرهيبة التي فضحت ولم يعد هناك بعد اليوم أدنى مجال للشك في الهوية الحقيقية والولاءات السياسية لمن سطو على الساحة الشعبية العراقية وتغلغلوا من خلال الشعارات الطائفية للهيمنة على العراق وتقديمه لقمة سائغة في خدمة المخططات والستراتيجية الإيرانية الخبيثة والباردة والمتسربة بصمت قاتل للهيمنة على مراكز العراق العصبية، من أجل إشعال الفتنة الطائفية وتغذية وقود الحرب الأهلية خدمة للمشروع الطائفي الإيراني الواضح... لقد تجاوز الأمر مرحلة الإتهامات، ودخلت (سلخانات) التعذيب الحملة الإنتخابية الشعبية المحتدمة، وثقتنا كبيرة في أن يحسم العراقيون في الإنتخابات القريبة القادمة الموقف ويلعنوا تلك الأصوات والوجوه التي إرتضت أن تكون تابعة وخاضعة لمشاريع تقسيمية وتدميرية، وأن تدنس أياديها بجرائم القتل والتعذيب وسلخ الجلود وبما يعيد للإذهان ذكريات وجرائم البعث النافق المجرم الذي تسبب في كل هذا الدمار والتشظي الذي نراه في العراق اليوم؟ لا شك أن ما حصل لا ينبغي أن يمر بسهولة! فاللوبي الإيراني في العراق أساليب خبيثة للتسلل وإستغلال الموقف!، وله من الإمكانيات والطاقات ما يجعله في حصن أمين، ولعل وجود وزير أمننا الوطني الهمام (عبد الكريم العنزي) في طهران هذه الأيام هو جزء من حملة الرد التضليلية التي سيحاولون فيها طمس القضية وتسويتها وفقا للأساليب المعروفة!!... معسكر الأحرار في العراق مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتصدي لصبيان المخابرات الإيرانية ووكلائها المتغلغلين في أروقة السلطة العراقية، لقد سقطت الأقنعة، وبانت الحقائق، وتبين الخيط الأبيض من الأسود من الغدر الذي تبيته الجماعات والأفراد المنخرطين في المشروع التقسيمي والطائفي لتدمير العراق والذي إتضحت معالمه بعد أن تهاوت كل التبريرات الساذجة السابقة.. هنالك (سلخانة) إيرانية في قلب بغداد!!، وعلى العراقيين أن يفتشوا عن عشرات السلخانات وأقبية التعذيب الأخرى المنتشرة في جنوب العراق تحديدا والتي تديرها العصابات الطائفية التي تشوه حقيقة الفكر الشيعي في العراق والتي يبرأ منها شيعة العراق الأحرار الذين ناضلوا من أجل حرية العراق بأسره وليس من أجل تقديمه لقمة سائغة لإيران أو لغيرها..!
إنه موسم فضح (السلخانات) الطائفية المريضة.. ,وإنها فرصة أحرار العراق في تطهير البلد من أدران العملاء والجواسيس ولو كانوا برتبة وزراء!!... وسيسلخ الشعب العراقي الحر كل من يحاول مصادرة حريته وكرامته وأمنه... إنه موسم تساقط العملاء...فترقبوا المزيد من الفضائح!.
- آخر تحديث :
التعليقات