نحن نقول ان هناك فهما خاطئا للاسلام..
ونقول ان اعداء الاسلام يتعمدون تشويه صورته امام العالم..
ونقول ان الاسلام هو عقل وأدب..
لكن لو كنت انا اليوم مسيحيا او يهوديا وفي زيارة الى دولة اسلامية في هذا الشهر تحديدا، اي شهر رمضان، لخرجت بقناعة أن الاسلام ليس سوى جنس وعنف.
العنف آراه في سلوك الناس.. ابتداءً من لحظة الامساك عن الطعام فجرا الى ساعة الافطار.
لا احد يطيق احدا، وكل جاهز للانفجار، كما لو كان الصيام عملية تعذيب حقيقية لا تزكية للنفس.
لست رجل دين، ولا عالم بأصول الفقه، لكني ارى أن من الافضل للمسلم ان يكون صاحب اخلاق حميدة بلا صيام، على ان يتجرد من اخلاقه وهو صائم.
وكما هو العنف كما هو الجنس يسكن في هذا الشهر عقل كل واحد منا.
ويبدو ان الغرائز الجنسية الاسلامية، الفائرة طوال العام بطبعيتها، تزداد ثورة في شهر رمضان. حتى ما يعود الاسلام وقوانينه واحكامه برمته اكثر من قصص جنسية.
ولمن يقول بخلاف ذلك اطلب منه ان يستمع الى الفتاوى الرمضانية التي تمتلئ بها كل وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة في العالم الاسلامي.
جلست ذاك اليوم اقلب في قنوات اذاعية ابحث عن شيء يسليني، فوجدت ثلاثة ارباع الاذاعات العربية منصرفة الى شيوخ يجيبون على اسئلة الصائمين.
ما هي الاسئلة يا حضرات؟
لامست زوجتي في نهار رمضان حتى أسلت الماء من عضوي.. فما حكم صيامي؟
سؤال آخر:
داعبت زوجتي وداعبتني في نهار رمضان لكني لم اولج فيها.. فما حكم صيامي؟
سؤال آخر:
احتلمت اثناء الصيام.. فما حكم صيامي؟
سؤال آخر:
داعبت عضوي دون شعور حتى سال منه ماء خفيف.. فما حكم صيامي؟
وعشرات من الاسئلة الاخرى التي تكشف اولا، سطحية تفكيرينا وتفاهته. وثانيا، كم نحن مهوسون بالجنس حتى النخاع. اكتشفت ايضا اننا نمارس كل طقوس الجنس الطبيعية والشاذة دون ان نسأل انفسنا عن حكمها الا في شهر رمضان، كما لو كانت السماء لا تعمل سوى هذا الشهر في العام.
سيقول البعض ان اسئلة كهذه يسألها قلة تجهل أمور دينها، ولا حياء في الدين.
لكني اقول ان من يقوم بذلك هم كثرة، ولا علاقة للحياء او الدين بالموضوع.
في قناعتي ان المسلمين اليوم ليسوا من كان بالامس. و الاسلام اليوم ليس هو من كان بالامس.
المسلمون اختلفوا، والاسلام اختلف، لماذا نلوم الآخرين اذا عندما يسيئون الظن بنا اليوم؟
نعم.. اسلامنا اليوم عنيف، لأننا عنيفون.
واسلامنا اليوم جنس وتعذيب، لأننا مهوسون بالجنس، ومشبعون بالألم.

[email protected]