فنتازيا عربية

الأستاذ quot;صامت احمد ساكتquot; هو المقابل أو المناظر للأستاذ quot;ثابت احمد هاتفquot; ( الذي كنت قد كتبت عنه عدة مرات)، وهما شخصيتان رمزيتان أردت بهما التعبير عما حدث ويحدث للأمة الاسلاربية (أي التي تشمل بني يعرب وبني يسلم) في خلال العقود الماضية، وهي الأمة التي دخل العالم إلى القرن الواحد والعشرين بدونها، غير انه لم يتركها في القرن العشرين، ذلك انها وبمحض إرادتها وتحت قيادة الأساتذة ( ثابت)، بكل أشكالهم وتلوناتهم، قد اختارت التسلل إلى القرن التاسع عشر بينما كان العالم يزحف ناحية القرن الواحد وعشرين، وبعض المتشائمين يزعمون بأنها في زحفها ألتقهقري هذا قد وصلت إلى القرن السابع، ولكنهم لم يحددوا ما إذا كان السابع قبل أو بعد الميلاد، لذلك أطالب بتشكيل لجنة لتحديد هذا الأمر، ( عشان نعرف نحن فين بالضبط). كان الأستاذ ثابت قد ساد أجوائنا عربياً وإسلاميا طيلة العقود الخمسة الماضية، بينما الأستاذ صامت انزوى وتقوقع وانكمش، فاغراً فاههه،خائفاً مرعوباً، لاهثاً خلف مطالب عياله، باحثاً لهم عن التعليم والتطبيب، بل الأكل والشرب والسكن، وهذه أشياء متوفرة بالنسبة للأستاذ ثابت ولا تشغله في شئ لذا فقد تفرغ لمنافحة ومناكفة العالم ـ شرقاً وغرباً ـ وتحديه واستفزازه، وذلك حفاظاً على مقدرات الأمة التي لم يشرحها أو يوضحها للأستاذ صامت.
كان الأستاذ ثابت يعرف عنا حقائق كثيرة استفاد منها كثيراً:
1.كان يعرف اننا امة لا تقرأ، وإذا قرأت لا تفهم، وإذا فهمت تنسى، وإذا تذكرت تسكت وتضرب طناش، كان هذا بسبب الطيبة والجهل فيما مضى عندما كان الأستاذ ثابت يعتمد أساليب الغش والخداع واللعب على العواطف ودغدغة المشاعر، أما الآن فهو بسبب الخوف والرعب بعد أن صارت للأستاذ ثابث مصالح يدافع عنها وصارت له أنياب تحمي تلك المصالح.
2.كان يعلم بأن المؤمن صديق وطبعاً كلنا مؤمنين، ونصدق كل شئ.
3.يعلم بأنه هو الناطق الرسمي والوحيد، باسمنا، وليس لنا حق نقاشه أو محاججته والرد عليه، وذلك بسبب أسلحته الفتاكة التي يواجهنا بها، وهي التخوين والتعميل (أي الاتهام بالعمالة ) ثم أضاف إليها أخيرا التكفير والإخراج من الملة.
لكل ماسبق فهو مطمئن البال، يقول ما يشاء، كيف ومتى شاء، لذلك يمكنه بكل بجاحة وفجاجة إطلاق آرائه من دون النظر إلى منطقيتها وواقعيتها وعقلانيتها وصدقها، لأنه يعلم أن لا خيار لـquot;صامتquot;غيران يسمع ويسكت، ويصفق إذا صدق أو لم يصدق، لا بل وانه يستطيع أن يجرجرنا كما السوائم خلف مغامراته ومناكفاته وشطحاته، التي غالباً ما تجرجر لنا البلاوي والمصائب التي تقع على رؤوسنا من دون أن تمسه هو ـ أي الأستاذ ثابت ـ لأنه يجيد فن المراوغة والزوغان وقولبة الحقائق وجعل أعاليها اسافلها، وتحويل الأنظار، ويستطيع أن يصنع من الرمل عصيراً ويفرض علينا شُربه، بينما هو يشرب كازوزة نهاراً، وبلاوي أخرى بالليل....... ولنا مع quot;ثابتquot; و quot;صامت quot; معارك لاحقة.

كاتب سوداني