كنت مدعوه للعشاء في بيت أحدى الصديقات.. ونظرا للأحداث التي يمر بها العالم العربي تطرق النقاش إلى أن معدل هجرة الأقليات تزايدت في السنوات الأخيرة.. وكيف أن معاملته للأقليات هي أحد أسباب هجرة هذه الأقليات... وأن صعود الإسلام السياسي أدى إلى التضييق عليهم في محاوله مبرمجة لإخلاء العالم العربي من المسيحيين والتخلص منهم... وتشعب الحوار ما بين مؤكد على ذلك وبين من ينفي نفيا قاطعا بأن تكون هذه عمليه مبرمجه من الإسلاميين وأنهم مواطنون لا يقلوا محبة وإنتماء له....
إلى أن وصل الجدل إلى ما هو أهم...
ماهو الحل وكيف نستطيع الخروج من هذا المأزق.. لحماية ثروة الوطن البشريه من كل أبنائه..
وجهة النظر الأولى.... تقول بأن العودة إلى جذور القومية العربيه بدلا من الإسلام السياسي هي الحل..
والأخرى تؤكد أن معاناة الأقليات في العالم العربي تحتم على هذه الأقليات الإنفصال التام مابين المسلمين والمسيحيين في نفس هذه الدول الصغيرة في المنطقة العربية..
الحادثة الأخرى.. وهي خلال حضوري لطرح كتاب عن مأساة العراق الحالية. أتفق معظم الحاضرين، والمفروض بهم، الإهتمام الحقيقي بالشأن العراقي والخوف على وحدة العراق.. على أنه حتى وبعد خروج قوات التحالف عاجلا أم آجلآ.. فإن العراق مهدد بالتفتت إلى دويلات صغيره.. السبب هو الحرب الدائرة بين جميع أطيافه ومذاهبه.. ولكن ما لفت انتباهي هو أنه لم يتطرق أحد منهم إلى الحل كما يعيشونه هنا في الغرب.. وهو تعميق وتجذير مفهوم المواطنة.. بل بقي الشيعي يدافع عن حقه.. والسني بالمقابل يدافع. والكردي يصرخ ويقول أريد حقي من الثروه النفطيه الموجودة على أرضي في كركوك.. ولم يتطرق أحد إلى الوطن الذي ينزف.. على أنه وطن للجميع...
حزنت أنه وبرغم طول سنوات الإقامة في هذا الغرب..... لم يتطرق أي من كلا الطرفين إلى تجربته الشخصيه في الغرب.. وكيف أن المساواة في القانون بينه وبين الجميع هي التي أعطته الإحساس بالعدل والعدالة... وأن الحرية أدت إلى القبول بالتعددية السياسية وأن التنوع الثقافي من جميع القادمين أدى إلى تنوع الحضارات وإغنائها للحضارة الغربية في ظل نظام سياسي يضمن الأمن والأمان للجميع.. ويكفل احترام الكرامه الإنسانيه للجميع..
مفهوم المواطنة التي ساوت بيننا وبين أهل البلد ذاته.. هذا المفهوم الذي احتضن جميع القادمون المهاجرون تحت مظلة الحقوق الإنسانيه المتساويه وسيادة القانون ومساواته للجميع..
كيف أغفل كلا الطرفين عن أنه هو وحده طريق الخلاص لحماية الوطن العربي. والهوية العربية...؟؟؟...؟؟؟
أحلام أكرم باحثه وناشطه في حقوق الإنسان في لندن
التعليقات