بكل إمعان قرأت مقالتي الأستاذين أحمد أبو المطر وباسم النبريص.. كلاهما أحترمهما وأتوق لقراءة كتاباتهما لأنهما يربطاني بعقلية المواطن الفلسطيني الإنسان الذي أحترمه وأبذل جهدي لدعم حقوقه....
في كلا المقالين.. خيارات المثقف العربي.. والسياسه والمقاومه لا يلتقيا... تفصيل واضح وصريح للحاله الفلسطينيه السابقه والراهنه.. وفي الحالتين لا تبشرا بأي خير على الإنسان الفلسطيني.. ولا على المنطقة العربيه برمتها.. فلقد أوجز النبريص الوضع الفلسطني حين وصفه بالكارثه.. تحتاج إلى معجزه للخروج منها.. وأنا معه في كل كلمه كتبها عن القياده السابقه التي خلقت من شعب كامل مجرد ظل دمى يحركه عرفات بإصبعه كيفما شاء....
حتى في وصفه للمثقف الفلسطيني الذي باع ضميره إما خوفا وإما طمعا..والتحق بالقياده السابقه أشاركه الخوف الأكبر من إلتحاقه بالقياده الحاليه مع علمه الأكيد بأنها مقدمه على كارثه أكبر من السابقه فيما لو إستمرت في تعنتها.. وأضيف عدم تجاوبها مع متطلبات المجتمع الدولي..
أما مقالة الأخ أحمد أبو المطر.. فأنا أيضا معه في كل كلمه.. إتفاق أوسلو المجحف والغبي أسقط المسؤوليه القانونيه عن إسرائيل.. وخلق إلتباسا دوليا بأن الصراع قد إنتهى.. وكنت أتمنى أن ينتهي.. لقد بكيت حين قرأت تفاصيل إتفاق أوسلو.. ولكنني إعتقدت بأن بإمكان القياده العمل على تقويته من خلال مفاوضات واضحه تضع مصلحة الإنسان الفلسطيني قبل مصالحها وطموحاتها الشخصيه.. والماليه.... ولكنني مثل أخي أبو المطر أصبت بصدمة حين إنتقل هذا الإتفاق من سيء إلى أسؤا.. حين إستمرأت الحكومه الإسرائيليه غباء وإستغباء القياده الفلسطينيه .. وجرجرتها إلى سلسلة التنازلات إلى أن وصل المجتمع الفلسطيني برمته إلى الوضع الراهن.. فقر مدقع... وحياة شاقه تقتل الروح قبل الجسد...
الفرق الوحيد مع الأخ أبو المطر أنني وكبريطانيه من جذور فلسطينيه ... لست في المقلاة وأستطيع التفكير بموضوعيه .. وأحتفظ بحقي كفلسطينيه لأن جميع أحبائي من أهل وجيران يحترقون في هذه المقلاة .... لن أرضى بلغة حماس الضبابيه والتناقضات في التصريحات.. لن أرضى بمحاولة حماس او غيرها أسلمة المجتمع الفلسطيني ..الإسلام دين وليس سياسه.. وآن الأوان أن نأخذ بتعاليم الإسلام السمحه التي تدعو إلى التسامح. وإلى حقوق الآخرين.. وإلى الحياة بدل الموت..
لن نحرز أي سلام.. ولا أي مصداقيه بدون لغه شعبويه واضحه ومفهومه تصل للجميع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.. وعليه وفي ظل الوضع الراهن الذي يحدو بسرعه نحو كارثه إنسانيه ...
فإنني أطالب قيادة حماس بأحد هذين الحلين..
إما حل السلطه وإجبار المجتمع الدولي على الإعتراف بان إسرائيل دوله محتله.. وأننا لا نملك من أدوات القوه سوى أننا بشر نريد الحياة بسلام وأمن مع الجيران ومع العالم أجمع.. وأن على إسرائيل الإلتزام بالقوانين الدوليه المعروفه في معاهدة جنيف الرابعه حول إلتزامات الدوله المحتله تجاه الشعب المحتل..
أوإجراء إستفتاء داخلي يرتكز على أسئله واضحه ومحدده.. لا تحتمل إجابتها اللبس اللغوي الذي أسمعه من قيادة حماس هنا وهناك.. أسئله إجابتها تقتصر على أحد الكلمتين... نعم أو لا..

هل تريد من حماس الإعتراف بالدوله الإسرائيليه
هل تريد من حماس الإعتراف بالإتفاقات السابقه
هل أنت مع المقاومه العسكريه..
هل أنت مع عمليات عسكريه داخل حدود ما قبل 67
هل أنت على إستعداد لتقديم نفسك وأبناؤك للقيام بعمليات عسكريه
هل ستؤدي العمليات العسكريه إلى موقف تفاوضي أفضل..
هل نقبل بدوله فلسطينيه في حدود 67
هل نريد دوله فلسطينيه على كامل التراب الفلسطيني
إسرائيل إستمرأت الوضع الدولي المنشغل بالعراق . وبتحدي ايران للمجتمع الدولي في إمتلاك القوه النوويه.... وتعمل على إدارة الصراع بما يروق لمصالحها وأمنها.. وتعبث بحياة ومستقبل الفلسطينين ولن يكون هناك من رادع عسكري عربي أو إسلامي أو حماسي لها سوى وضعها في خانة المحتل وكشفها على المستوى الداخلي والدولي .. بالإجابه الواضحه التي تسوق إلى الإسرائيلي.. واليهودي في الداخل والخارج رغبة فلسطينيه لا إلتباس فيها من الممثل الشرعي حاليا للشعب الفلسطيني.. بأن القياده الفلسطينيه لن تستخدم العنف وتعترف بحق اليهودي في العيش بأمان..
لقد أجمعت دول العالم على أن الإسلام السياسي خطر عليها وعلى المصالح المشتركه بينها وبين الدول العربيه والإسلاميه.. وحماس بقيادتها الحاليه وبإرتباطها بالحليف الايراني تضع نفسها في خانة الخطر الدولي.. مهما حاولت تبرير ذلك..
قرار الإتحاد الأوروبي المقاطعه الماليه لحكومة حماس لن يضع الأوروبيون في أي مأزق..سوى تنبؤات بعمليات عنف... وأتساءل هنا من المستفيد الأول مرة أخرى من أي من مثل هذه العمليات..ومن هو الخاسر الأكبر .. المأزق الوحيد الذي تواجهه الدول الغربيه هو كيفية التعامل مع الخطر الذي يعشعش في أحشائها جراء هجرة الكثيرين من العالم الإسلامي إلى بلدانها.. كيفية معالجة الخطر الزاحف من المنطقه العربيه والإسلاميه.. في شكل الإسلام المتطرف الذي يرى أنه يمتلك الحقيقه المطلقه لقيادة العالم كله بالشريعة الإسلاميه التي لا تنتمي قوانينها إلى هذا العصر الذي نحن بحاجة ماسه فيه إلى ألخذ بميثاق حقوق الإنسان للتطور والنمو ومجاراة الدول المتقدمه الحديث لضمان عالم أفضل لمستقبل أبناؤنا جميعا..
حماس أكبر المتضررين من قطع هذه المعونات.. لأن الأنظمة العربيه قاطبه تخشى من امتداد أثرها.. والدول الإسلاميه أيضا تريد أن تنأي بنفسها عن هذا الصراع أو المساعدة على ايجاد مخرج يحفظ ماء الوجه لما يمسى بالأمه الإسلاميه الذي إعتمد عليه الفلسطينيون للستين سنه السابقه.. والتي خلالها حرموا من تأشيرة عمل لسد رمق عوائلهم تحت الإحتلال
.. فيما عدا ايران التي تلجأ إلى التصعيد بلهجتها وبحقوقها غير عابئة بالمجتمع الدولي.. وبالأخطار التي تتهدد المنطقه العربيه من طريقة الإملاء التي ستتبعها بما يتناسب مع طموحاتها في الهيمنه الإقتصاديه على المنطقه النفطيه الغنيه وفي أن الإسلام السياسي هو القوه الوحيده القادره على إدارة هذا العالم... ..

أحلام أكرم - باحثه وناشطه في حقوق الإنسان.