أحد أهم أدوات المتطرفيين فى العالم العربى هو quot;الأرهاب الفكرىquot; لان تكمييم الأفواه يضمن لهم نشر رؤيتهم الظلامية، ولان الكلمة الصادقة تكشف زيف تجارتهم بالدين واستغلاله للسيطرة على المجتمعات الحرة.
الظلاميون الأسلاميون لم يدينوا ولم يتصدوا لغلاة الارهابيين من بن لادن الى الزرقاوى ولكنهم يسخرون طاقاتهم الشيطانية فى إرهاب اصحاب الأقلام،وخلال الخمسينات فرض المتطرفون فى بعض الولايات الأمريكية حظرا على نشر اى كتابات تدين العبودية حتى يستطيعوا الأستمرار فى سياساتهم العنصرية تجاه الأفارقة الأمريكيين ،ولكن جاء التعديل الأول للدستور الامريكى لدعم حرية التعبير لأنها ركيزة أى مجتمع متحضر وأحد الأسس الهامة لتقدم أى مجتمع، ونص التعديل علىquot; يجب ألا يصدر الكونغرس أى قانون ينتقص من حرية التعبيرquot;. وقد أرست المحكمة العليا الأمريكية فى تفسيرها لهذا التعديل ولضمان حرية التعبير مبدأ هام وهو أنه فى الحالات الصعبة والشائكة تخاطر المحكمة باحتمال الوقوع فى الخطأ لصالح حرية التعبير وتفضل ذلك على منح سلطة أوسع للحكومة تقيد بأى شكل هذه الحرية.
حرية التعبير والضمير من الحريات المقدسة فى أى مجتمع يأخذ بأسس التقدم وأى أستجابة لتهديد الظلاميين معناه أن المجتمع يسلم عقله وقلبه لدعاة التخلف وحراسه الأشداء.
مهما كانت الضريبة التى سيدفعها المجتمع من جراء مقاومته للمتطرفين فهى أفضل بالتاكيد من سقوط المجتمع كله فى بئر سحيق يصعب الخروج منه.الظلاميون الذين احرقوا العلماء فى اوروبا فى عصورها المظلمة هم عينهم الذين يسعون لحرق المجتمعات العربية باسرها وأدخالها فى دوامة من العنف والتخلف يصعب الخروج منها.
على كل دعاة الحرية فى دولة البحرين الصغيرة الجميلة أن يتضامنوا مع صحيفة الأيام ومع كل دعاة الحريات حتى لا تحدث نكسة خطيرة سيدفع ثمنها المجتمع ككل، وكما يقول الروائى نجيب محفوظ quot;الحرية هى ذلك التاج الذى يضعه الأنسان على راسه ليصبح جديرا بأنسانيتهquot;.
[email protected]

كاتب ومحلل سياسى وداعية للحقوق المدنية-واشنطن