ترتبط الإجازة في أذهان الشعوب وفي ذاكرتها الجمعية، بأنها مناسبة ترتبط بحد معين إما ديني، أو شعبي، أو سياسي، أو اجتماعي... لذا هي يوم يكتسب أهميته من أهمية مناسبته، من هذه الزاوية يبدو الخميس عارياً من أي أهمية!
ومن المعلوم بالضرورة أن السبت والأحد هما إجازة غالبية دول العالم، بل إنهما إجازة الدول ذات الثقل السياسي، في حين أن الإجازة لدينا تتمثّل في الخميس والجمعة، بمعنى من المعاني أن المواقع والمؤسسات الحيوية ذات الطابع العالمي كالبنوك والسفارات والشركات ستكون مشلولة الاتصال بالعالم، أربعة أيام في الأسبوع، الأمر الذي يجعلها في إجازة أكثر مما هي في عمل، وهذا أمر مضحك، يجعلنا في حالة شذوذ وقتي، بحيث لا نجتمع مع العالم حتى في إجازته!!! إذن ما الحل!
لا يمكن لمسلم عاقل أن يمس يوم الجمعة، ولكن ماذا لو جُعل يوم السبت بدلاً من الخميس، مصاحباً ليوم الجمعة بوصفها إجازة رسمية، بذلك نحقق المكاسب التالية:
تقريب الخطوات بيننا وبين نظام العمل العالمي، بحيث نتصل مع العالم أربعة أيام ونختلف عنه في ثلاثة أيام.
إعطاء فرصة للمؤسسة ذات البعد العالمي مثل البنوك والسفارات والملحقيات المختلفة للتواصل بزيادة يوم واحد، بمعنى من المعاني إضافة 25% من الوقت في حالة العمل يوم الخميس والاستعاضة عنه بيوم السبت.
رد الاعتبار ليوم الجمعة، والذي يظهر في حياة الناس بوصفه يوماً كئيباً لأنه quot;أي
يوم الجمعةquot; يعقبه السبت المليء بالعمل ووهم الدوام، وثقل المدرسة، ورعونة الإحساس بالاستيقاظ الباكر، فكل ما تراه عصرية الجمعة تلمح في وجهه quot;هم يوم السبتquot;، ولكن عندما تكون الجمعة بداية الإجازة الأسبوعية، لن يحب الناس quot;التلاميذ والموظفونquot; العمل، بل ستتحول اللعنات والضجر والكآبة إلى عصر السبت.
إننا حتى وقت قريب كنا ندرس يوم الخميس، لماذا لا نرجع إلى ماضينا، وquot;نحن أمة تعشق الرجوع للماضيquot;، ولن يكلفنا ذلك شيئاً، ولن يكون هناك خاسر واحد، سوى أغنية الفنان المتألق محمد عبده، التي ستدخل متحف الغناء القديم، إذ لن تعود quot;ليلة خميسquot; بموعدها الساعة الثامنة وقتاً للقاء الأحباب.. الأمر الذي سيعيد الوهج والتألق لأغنية المتألق الراحل/ طلال مداح -رحمه الله- عندما خرج بصوته العذب قائلاً:
أغلى الليالي تراها، ليلة الجمعة***مذكورة بأول الدنيا وتاليها!
وبهذه المناسبة على الشعراء الاجتهاد بكتابة نص يمجّد ويخلّد quot;ليلة السبتquot;، التي سترث يوم الخميس بكل إلفته وعذوبته وسهره ولياليه!
إنه اقتراحٌ، ليته يجد طريقه لمجلس الوزراء الموقر، أو مجلس الشورى، ليدرس هكذا اقتراح.. إننا تعبنا من مخالفة العالم، لنفعل هذه الخطوة، ونتقارب مع العالم، ولنقلّص المسافة الزمنية، طالما أننا عجزنا عن تقليص المسافة الفكرية، ويئسنا من تخفيض المرحلة التقنية... لنضبط أيامنا- ولو بشكل تقريبي- حسب التوقيت العالمي، فنحن بوصفنا مكاناً وزماناً مرتبطون بهذا الكون- شاء من شاء وأبى من
أبى- لندخل العالم من بوابته بعد أن دخلناه عبر منظمة التجارة العالمية.
[email protected]