الحرية نعمة وهبها الله للبشرية لكي يتعرفوا من خلالها على الخطأ من الصواب وما ينفع وما يضر وما هو حق وما هو باطل.حيث جعل كل هذه العوامل في الإنسان وترك له حرية اختيار أياً منهما بقوله تعالى ((ألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)). والحرية هي جز من غايات الإنسان و بدونها لا تتحقق ولا تكتمل سعادته. فالحرية هي حياة كما يقال.
إلا ان ما جعل الحرية التي وسع الله ميدانها تضيق وتتقلص بهذا الحجم الذي نراه هنا وهناك إنما هي الاجتهادات الخاطئة للإنسان نفسه فهي التي ضيقت من سعة هذه النعمة الرحبة وقلصت ميدانها وجعلتها جحيم لا يطاق..
ومنها فقد أصبح وجود quot; جريدة إيلاف quot;، والتي نختلف معها في مواقع ونتفق معها في مواقع أخرى، غاية في الأهمية عندما وسعت من ميدان حريتها لتصبح الرئة التي يتنفس من خلالها الكثير ممن حرموا من نعمة نسيم حرية التعبير عن الرأي والفكر وقول الحقيقة.
لقد شكلت quot; إيلاف quot; طوال السنوات الخمس الماضية من عمرها قبلة للملايين من المتصفحين لمواقع الانترنيت. وذلك بعد ان فتحت بابها للكلمة المعبرة والفكر الهادف. و بهذا أصبحت دار للحكمة ومنتدى للمقال ومعرض للفن وديوان للأدب. الأمر الذي دفع بهذا الكم الهائل من المتصفحين ينهالون عليها للبحث عن، حرية الصحافة، حرية الرأي ، حرية الفكر، وقراءة الخبر الصادق.
ومن المؤكد ان هذا العدد الكبير من الزوار لم يستمر بالتواصل مع quot; إيلاف quot; لولا انه وجد ضالته فيها. وقد استطاعت هي الأخرى باعتمادها سياسية( ليبرالية ) ان توسع من نوافذها لتحقق لنفسها ما عجزت عن تحقيقه الكثير من وسائل الإعلام العربية الأخرى التي أغلقت نوافذها و جعلتها حكرا على لونا معينا من ألوان الطيف السياسي والثقافي.
لقد كانت إيلاف من الصحف العربية القلائل جدا التي كسرة حجاز الصمت الإعلامي المضروب على معانات الشعب العربي الأحوازي وغيره من الشعوب والقوميات المضطهدة في ايران وصارت تتناقل أخبارهم وتعرض وجهات نظرهم حتى أصبحت جسرا بين أبناء تلك الشعوب المقموعة داخل ايران و بين العالم الخارجي.
و نحن إذ نحي إيلاف وجميع العاملين فيها ونبارك لهم هذا الإنجاز الإعلامي المهني القيم فإننا نتمنى ان نشاهد صحافة عربية حرة و نزيهة حتى لا يكون القارئ العربي مضطرا للجوء الى وسائل إعلامية أخرى في ظاهرها حرة وديمقراطية وفي أصلها مأجورة ومعادية لا تريد إلا التدمير لقيمنا و ثقافتنا وتمييع مجتمعاتنا وتشويش أذهان شعوبنا تحت مسميات جميلة ولكنها في الحقيقة لا تهدف إلا للهيمنة وفرض رؤيتها المعادية.
مرة أخرى نهني العاملين بإيلاف، أدريين، مراسلين ،كتاب وفنيين، الذين تمكنوا ان يكسبوا ثقة القراء ويحققوا لهم أنجاز إعلامي رائع استحقوا ان ينالوا عليه مرتبة الخمسة نجوم.