* كلمة السر التى تمنحك السيطرة هى أن تركب الموجة وتطلق على أى شئ صفة إسلامى لتكسب من تجارة الدين فيصبح لديك كوافير إسلامى ومايوه إسلامى وهاتف إسلامى وإنفلونزا طيور إسلامية.

* بيزنس الإعجاز العلمى إمتهن قدسية الدين وجعله سلعة قابلة للفصال والمزادات.

*ماهو السبب فى إهداء كتاب الإسلام وإنفلونزا الطيور للواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهره؟!
* نحن اصبحنا نشمت فى أى فشل علمى، فنهلل لسقوط مركبة فضائية، ونصفق عندما يصيب الإيدز مواطناً أوروبياً ، ونرقص طرباً عندما نسمع عن وفاة عالم فى الهندسة الوراثية بالسرطان.

* تفسير المرض على أنه عقاب إلهى هو تفسير فى منتهى الخطورة على الدين وعلى العلم ايضاً.

* القرآن الكريم سر إعجازه فى أفكاره الثورية العظيمة وليست فى أنه كتاب كيمياء أو فيزياء.

* وزير الأوقاف يهاجم زغلول النجار فى الأهرام.

كان آخر ماسمعته عن د.محمد عبد العال رئيس حزب العدالة الإجتماعية المتنازع عليه هو تكوينه لحركة مضادة لحركة quot;كفايه quot;، وهى حركة الإستقرار من أجل الإزدهار والتى إنضم إليها المطرب شعبان عبد الرحيم، وترفع هذه الحركة شعار إستقرار الرئيس مبارك على كرسى الرئاسة حتى يتحقق الإزدهار، ولامانع بالطبع من تكوين الحركات فى مصر وخاصة التى تشجع على إنتشار الإستقرار والإزدهار والعمار والخيار وجميع أنواع الخضار!، وبالرغم من أن دكتور محمد عبد العال نفسه هو الذى قدم أوراق ترشيحه للرئاسة ضد حسنى مبارك بعد تعديل المادة 76، إلا أننى لاأعتبره تناقضاً بل هو فرط وطنية من الدكتور محمد الذى بدأت رحلته السياسية بإنشاء حزب العدالة الإجتماعية وجريدة الوطن العربى ثم عضوية مجلس الشورى وإنتهت بمطاردات وإتهامات ونزاعات وأحكام بالسجن وقضية رشوة من السويركى ضده يتهمه بالإبتزاز حيث ذكر السويركى أن عبد العال قد طلب خمسين ألف جنيه لكى يكف عن مهاجمته فى جريدة الحزب !، ولاإعتراض لى على تاريخ د.محمد عبد العال النضالى، فكل سياسى خاصة إذا كان حزبه صاحب تأثير كاسح فى الشارع المصرى مثل حزب العدالة الإجتماعية الذى لايتجاوز عدد أعضائه سكان دور فى عمارة، سيتعرض حتماً لقذف الأحجار على شجرته المثمرة الوارفة الظلال !، وأعتقد أن د.محمد قد أعلن توبته تأثراً بتوبة الفنانات التائبات، وقرر ألا يعتزل مثلهن ويعود إلى الشاشة بصفة أخرى تضمن له مكسباً فى هذه الأيام المفترجه وهى صفة الكاتب الإسلامى التى قدم بها نفسه فى كتابه الأخير الإسلام وإنفلونزا الطيور !، ولاأعرف منذ متى بالضبط تحول الدكتور محمد عبد العال إلى كاتب إسلامى ؟، ومن أين أخذ الرخصة ؟، وهل هو إكتسب هذه الصفة بنفحة إلهية كاولياء الله الصالحين؟، أم رؤية فى المنام كما حدث للراقصة التائبة سحر حمدى ؟، أم أخذ العهد والمدد من شيخ صوفى جليل كما حدث للحلاج ؟، أم أنه إكتسبها بعدوى هذا الزمان الذى أصبحت فيه كلمة السر التى تمنحك القوة والسيطرة أن تركب الموجة وتطلق على أى شئ صفة إسلامى لتكسب من تجارة الدين فيصبح لديك كوافير إسلامى ومايوه إسلامى وهاتف إسلامى....إلى آخر هذا البيزنس الذى لاينتهى والذى إمتهن قدسية الدين وجعله سلعة قابلة للفصال والمزادات ؟!.
كتاب quot;الإسلام وإنفلونزا الطيور quot; ينتمى إلى هذه الموضة الجديدة التى تضمن نجاح خلطتها السحرية بإضافة الدين إلى أى موضوع مهما كانت درجة إبتعاده وعدم إرتباطه بالدين، فهو باسبور المرور ومحلل الإرتباط الشرعى وأيضاً وهذا الأهم ضمان المكسب المادى فى مجتمع غارق فى الغيبوبة مستعد أن يدفع أى شئ ضماناً للخلاص الفردى والإغتسال من جنابة خطاياه، الكتاب مهدى إلى محافظ القاهرة عبد العظيم وزير وهذه مبلوعة ويمكن تمريرها، فمن الممكن أن يكون محافظ القاهرة لديه مزرعة فراخ ويهمه الإطلاع على هذا الكتاب، ولكن المستغرب والذى لايمكن بلعه ويقف كغصة فى الحلق هو إهداء الكتاب للواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، وأعتقد أن نسخة الكتاب الأصلية كان مكتوباً عليها quot;فقه الأمن المركزى quot; أو quot; كيف تخوزق معتقلاً ؟quot;، أو quot; المرشد الحماسى لجماع المعتقل السياسى quot;!!، ولكن جل من لايسهو فمن الممكن أن يكون إهداء هذه الكتب تلخبط مع إهداء الكتاب الأساسى، ولذلك نعديها لكاتبنا الإسلامى الفحل نظراً لمشاغله المتعددة، ونبدأ فى تصفح الكتاب الذى ينتمى لمدرسة الإعجاز العلمى كما يقول المؤلف، ويبدأ المؤلف مدرسته الإعجازية بإقتباس الآية التى تقول quot; ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون quot;، ويربطها بالتنبؤ بإنفلونزا الطيور، وكأن إنفلونزا الطيور هى الفساد الوحيد فى الأرض، ولأن الكاتب الإسلامى محمد عبد العال رئيس حركة الإستقرار من أجل الإزدهار فهو لم يكتب عن فساد المستقرين على كراسيهم وعلى قلوبنا، المهم أنه يقول ربطاً بين هذا وذاك فى صفحة 8 quot; بإنزال ماسبق على فيروس إنفلونزا الطيور سوف نجد أن هناك وباء يهبط إلى الأرض ويهز العالم ويحير العلماء من حين لآخر، فقبل أن يفيقوا من مرض الإيدز وجدوا أنفسهم أمام رعب إنفلونزا الطيور، وذلك لأن هؤلاء العلماء نسوا خالقهم فأنساهم أنفسهم ؟، لقد إعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا ومافيها بعلمهم الغزير لكنهم أدركوا فجأة أن الفساد إستشرى فى البر والبحر فكانت هذه الأوبئة خير عقاب للمفسدين !!!quot;، إنتهى كلام الكاتب الإسلامى ولى عليه بعض التعليقات لما له من دلالات خطيرة:


أولاً: أنا لاأفهم سر هذه الكراهية التى باتت تنتابنا نحن المصريين والعرب تجاه العلم والعلماء !، هذه الكراهية التى تحولت رويداً رويداً إلى مقاومة كل ماهو علمى، ومحاربة كل تفكير يتبع المنهج العلمى فى التفكير، فالعلم فى معمله لايفكر على الإطلاق وهو يجرى تجاربه وينظر فى ميكرسكوبه ويدون ملاحظاته أنه فى وضع تنافسى مع الخالق عز وجل، هذا ليس فى مخيلته تماماً، بل على العكس فإنه كلما توغل فى العلم إزداد تواضعاً وإزداد ضميراً وإيماناً وفهماً، والسؤال الذى يطرح نفسه ماهى علاقة العلم بنسيان الخالق ؟، ومن الذى قال هذا ؟، وماهذا الربط التعسفى بين هذا وذاك ؟، نحن اصبحنا نشمت فى أى فشل علمى، فنهلل لسقوط مركبة فضائية، ونصفق عندما يصيب الإيدز مواطناً أوروبياً أو من دولة متقدمة علمياً، ونرقص طرباً عندما نسمع عن وفاة عالم فى الهندسة الوراثية بالسرطان ونعلنها تحدياً ونتساءل لماذا لم ينقذ نفسه من السرطان بهندسته الوراثية الملعونة ؟!!!!، ولانريد أن نفهم أن الذى نسميه فشلاً هو سر نجاح العلم، فالعلم فى تعريفه الفلسفى هو القابل للتكذيب ولايدعى الحلول السحرية المطلقة الميتافيزيقية، فهو نسبى ويبغى المزيد من الضبط والتصحيح فى مساره، ولذلك فهو يحل لنا معضلاتنا الحياتية، ويعلن لنا أن ماليس له حل الآن سيحل غداً بمزيد من الدرس والتجريب والملاحظة، ومالاحظه نيوتن عدله أينشتين بدون أن يرميه بالجاهل الكافر، ومن الممكن أن يأتى عالم آخر ليعدل أينشتين ويضيف إليه، ولكن العلماء الثلاثة كل منهم وضع لبنة فى بناء العلم الحديث والمنهج العلمى فى التفكير، وعالم الكمبيوتر حين إخترعه لم يفكر فى يوم ما أن ينافس به كاربوف بطل الشطرنج ويفوز عليه، ومخترع الصاروخ لم يخطر على باله أن يتباهى بإختراعه ويقول صاروخى يسبق النسور التى هى من صنع الله، وهكذا كل عالم من المؤكد أنه كان يفكر فى سعادة البشرية بدون أن يستعرض عضلاته على خالقه.

ثانياً: تفسير المرض على أنه عقاب إلهى هو تفسير فى منتهى الخطورة على الدين وعلى العلم ايضاً، وتصوير الخالق سبحانه وتعالى على أنه يبعث لنا إنفلونزا الطيور قبل أن نفيق من الإيدز هو تصوير قاسى لايفقه معانى العدل والرحمة وهما نفحتان وصفتان وإسمان له سبحانه وتعالى، وكما فسر د.زغلول النجار الزلازل والبراكين على أنها عقاب إلهى وتحدث عن تسونامى وبلاد سياحة العراة بإستفاضة لم نسمعه يتحدث عن زلزال أندونيسيا المسلمة الأخير، لجأ د.محمد عبد العال إلى نفس منهج التفسير، ولم يشرح لنا إذا كان الإيدز قد أصاب الكفرة فلماذا يلتهم مثانة المصريين الغلابة المسلمين السرطان، ويميت أكبادهم تليف فيروس سى، وتمنحهم البلهارسيا إستسقاءها اللعين ؟، وبماذا يفسر إجتياح إنفلونزا الطيور للبلاد المسيحية والبوذية واليهودية والهندوسية وأيضاً الإسلامية بدون تفرقة ؟، إن هذا التفسير العقابى يجعل معيار تديننا الخوف من الإنتقام القاسى العنيف ولايجعل معياره الحب، أما العلم فيصاب بهذا التفسير فى مقتل، فالعالم الشامت الواعظ لن يستطيع إكتشاف الإيدز ولا علاجه طالما هو ينظر من خلال منظار الإدانة لهذا المريض الشاذ الكافر إبن ستين فى سبعين، الذى بإختصار يستحق كل اللى يجرى له، وسيتخلى عن البحث عن أسباب المرض الموضوعية الطبية ليدخل فى زار الوعظ ودروشة الإنتقام.
#ثالثا ً: سوبر ماركت الإعجاز العلمى الذى يريد د.عبد العال بيع بضاعته فيه، هذا السوبر ماركت أعلن إفلاسه حين كشف الناس أنها تجارة، وأنها خطر على الدين قبل العلم لأنها تربط بين العلم النسبى المتغير والدين المطلق الثابت، وان القرآن الكريم سر إعجازه فى أفكاره الثورية العظيمة وليست فى أنه كتاب كيمياء أو فيزياء، وأنه كتاب دين وهداية وليس مرجعاً فى علوم البيولوجى والفلك والذرة كما يريد له تجار الإعجاز، كل هذا إكتشفه الناس، وإكتشف خطورته أيضاً بعض المفكرين الإسلاميين ورجال الدين وآخرهم وزير الأوقاف د.حمدى زقزوق الذى كتب فى الأهرام بتاريخ 6 يونيو ونادى بأنquot; تتحول هيئات الإعجاز العلمى إلى مراكز بحث علمية جادة تسعى إلى إكتشافات جديدة فى مجالات العلم quot;، وإقتبس من الشيخ شلتوت رفضه لنظرية الإعجاز العلمى خوفاً من تعريض quot;القرآن للدوران مع مسائل العلوم فى كل زمان ومكان، والعلوم لاتعرف الثبات ولا القرار ولا الرأى الأخير، فلو طبق القرآن على هذه المسائل العلمية المتقلبة لعرضناه للتقلب معها وتحمل تبعات الخطأ فيها، ولأوقفنا أنفسنا بذلك موقفاً حرجاً فى الدفاع عنه quot;، وبرغم أن وزير الأوقاف قد أمسك فى بعض العبارت العصا من المنتصف إلا أنه فى النهاية إستشعر مثلنا خطورة مايفعله هذا الطابور من الإعجازيين بقيادة د.زغلول وعضوية د.عبد العال.
ويظل د.عبد العال كاتبنا الإسلامى الفذ يتحدى العلماء ويسالهم هل فهموا بعقلهم القاصر لماذا تهاجر الطيور ؟، ومن أين لها بالقدرة على الطيران بهذه السرعة الفائقة ؟، وأنصح د.عبد العال أن يشاهد قناة ديسكفرى وناشيونال جيوجرافيك لكى يعرف مجهودات العلماء اللى بجد، والذين يجوبون البحار والصحارى لدراسة ظاهرة أو تفسير سلوك حيوان او طائر، ثم يفسر د.عبد العال وباء إنفلونزا الطيور ويستخدم حديثاً نبوياً كمطية لتفسيراته الإعجازية، والحديث يقول quot; إذا سمعتم بالطاعون فى أرض فلاتدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها quot;، وهو بهذا الإستخدام التبريرى للحديث النبوى ينتهكه ولا يحافظ على جلاله، لأنه سيوجد من يسأل وماعلاقة هذا بإنفلونزا الطيور ؟، وهل قدم لنا حلاً بلقاح أو مصل أو دواء ؟، وأعتقد أن حديث أنتم أعلم بشئون دنياكم فيه الرد الكافى على محاولات الكاتب الإسلامى لركوب الموجة والسير مع موضة الإعجاز العلمى.
لن نناقش نوايا الدكتور محمد عبد العال فالله أعلم بها، ولكننا يجب أن نناقش مثل هذه الكتب المخربة للعقول والتى تحاول إقحام الدين فيماهو خارج مجاله، وماليس مطلوباً منه، فالعلماء فى الخارج يحاولون البحث عن علاج لإنفلونزا الطيور، ولايجهدون أنفسهم ويضيعون وقتهم فى الربط التعسفى بين دينهم وبين إنفلونزا الطيور، وإثبات أن كتبهم الدينية قد سبقت الكون فى إكتشاف وعلاج الوباء، وغفر الله لى ولك ايها الكاتب الإسلامى.
[email protected]