جاء في القاموس المحيط: ( قَصَعَ الرجلُ القَمْلة ونحوَها: قتلها بظفره). و(القملة) حَشرة طفيلية تعيشُ في فروة رأس الإنسان قيتخلص منها العربُ (بقَصعِها) بأظافرهم . أحد السعوديين (الظرفاء) في أحد منتديات الانترنت، اعتبرَ أن عملية مقتل الزرقاوي بمثابة (قصع القمل) لتخليص العراق والعراقيين من هذه ( القميلات) الطفيلية التي تقتات على امتصاص (الدماء) لتعيش وتبقى وتتكاثر على أراضيهم . وقد قام العراقيون والأمريكيون باستبدال (الظفر)، كما كان (السلف) يفعلون، بطائرات الإف 16 الأمريكية، فأدّت هذه الآلة العجيبة المذهلة عملية (القصع) على أفضل وجه، الأمر الذي جعلَ (أبو البراء الصحوي) يقول معلقاً على هذه (القصعة) المحزنة : قاتل الله (الغرب) وطائراتهم، فلولاهم لما استطاع (الرافضة) قبحهم الله قصع (قملتنا) المباركة في العراق!
وتدور ألأحاديث في مضارب بني صحوة هذه الأيام بعد نجاح عملية (قصع القملة) الأخيرة في العراق، والتي تعاونَ فيها الأمريكيون والعراقيون والأردنيون، حول مآلات وتطورات نجاح مثل هذه العملية .. ومن ذلك ما (أسرّ) به لي أحد كبار الصحويين يقول: أن محلل بني صحوة، (وسابر) تحركات الأعداء (أبو ثاقب البصر بن زرقاء اليمامة) حفظه الله بعينه التي لا تنام قد علق بقوله : ( أيها القوم، الخطبُ جلل، والخـَـطرُ مَثــَـل، وكأني أرى طائرات بني الأحمر، وهي تتبع قملنا، القملة تلو القملة، فتقصعها قصعاً، وتبيدها جَمعاً .. و واصل ابن زرقاء اليمامة قوله : ( وقد حدثني من أثق به أن بوش والرافضة والعلمانيون الأردنيون يأتمرون بكم، ويسعون إلى اجتثاث قملكم المجاهد، فانتبهوا واحذروا، فوالله وتالله إن أخشى ما أخشى عليكم (القصعَ) فهو آفة القمل المبارك)!
وسُــألَ (بروفيسور) مضارب بني صحوة عن رأيه في (قصعة) القملة المباركة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، فقال : ( أذكر أنني قرأت في أحد كتب السلف : لتـُـقصعون قصعاً، وتبادون جمعاً. ففي آخر الزمان يُسلط أعداء الله عليكم أظافراً غلاظاً كأنها قطعٌ من السحاب، تأتي من فوق رؤوسكم، فتقصعُـكم، وتفني نسلكم. انتهى . وقد أوّلَ شهيد الأمة سيد قطب رحمه الله تعالى هذه السحب بأنها (مظاهر جاهلية القرن العشرين)، فالمقصود بها ndash; والله أعلم ndash; الطائرات) كما يقول ! ... وعن الصورة التي أظهرها الأمريكيون للزرقاوي بعد مقتله، علق البروفيسور إياه قائلاً : (الله أكبر، ألم تروه وكأنه يبتسم بعد استشهاده، فكأنه ndash; والله ndash; يستبشرُ بلقيا الحور العين في الجنة، فنصره الله على الأمريكيين الكفار بهذا الوجه المستبشر . ألا سُحقاُ للكفار)! . وكان الأمريكيون قد نظفوا وجه الزرقاوي من آثار الدماء بعد مقتله!.
سياسة (القصع) التي اعتمدها العراقيون و الأمريكيون في العراق، يبدو أنها ستكون السياسة الأمريكية للمرحلة القادمة لمواجهة (قمل) الإرهاب . خاصة بعد أن أدرك الأمريكيون أن تعاونهم مع الأجهزة الأمنية المحلية، كالأجهزة الاستخباراتية الأردنية مثلاً، هي شرط ضرورة لتتبع (القمل) ليس في (فروة) الرأس العراقية فحسب، وإنما في كل فراء الرؤوس العربية، التي كان لها دور رئيس على ما يبدو في امتصاص الدماء، ومعها العقول والإفهام من رؤوس بني يعرب.