فنتازيا عربية

عطفاً على ما سبق، فقد شرحت كيف أنني مندهش من جنون أسهم البورصات، التي ترتفع وتنخفض بلا مبررات ولا منطق. وقد قلت أيضا انني بعد أن رأيت تلك الملايين التي تتطاير في البورصة، وافقت على اقتراح صديقي بمساعدته في إدراج بقالته في البورصة أملاً في الخروج بهبرة من هذا المعترك ولأنني لا خبرة لي في هذا المجال، فقد طلبت منه أن يشرح لي قصة تلك البقالة، والدور المطلوب مني أداؤه فقال انه سوف يطرح بقالته للاكتتاب في البورصة على أن يكون سعر السهم 5 يورو ويكون عدد الأسهم 10،000سهم وهنا سألته، أولا أين توجد بقالته تلك وما هو حجمها؟ ولماذا السهم باليورو؟ فكانت إجابته هي انه لا يملك بقالة حالياً، لكنه سوف يقوم بإيجار محل كبير ويضع عليه يافطة اكبر منه ويكتب عليها ( البقالة الدولية عابرة القارات )، وعندما سألته عما إذا كان يملك ثمن إيجار ذلك المحل الكبير قال لا ولكنه سوف يستلف باعتبار ما سيكون أما لماذا الأسهم باليورو وليس بالعملات المحلية فلهذا عدة أسباب كما قال، ذلك لأنها كما يدل اسمها بقالة عالمية وليست محلية، يضاف إلى ذلك ان وقع دولار ويورو على مسامع بني يعرب أقوى بكثير من وقع العملات المحلية، ذلك على الرغم من الجعجعة والنفخ الفارغ الذي نسمعه منهم في معاداة الغرب، إضافة لأنها عندما تكون بعملة محلية سوف تكون محدودة بينما نحن نريد ان ( نلهط ) من جميع بني يعرب من البحر إلى النهر.. آسف الظاهر دي بتاعة إسرائيل.. قصدي من المحيط إلى الخليج أما دوري أنا في هذا الموضوع فيأتي بعد ان يكون صاحبنا قد قام بإيجار المحل وتعليق اليفط، إذ أقوم أنا بالدعاية لتلك البقالة، وكيف انها سوف تكون اكبر بقالة في العالم، ثم في يوم الاكتتاب أقوم معه بجمع مجموعات من الأهل والجيران والأصدقاء، لعمل زحمة أمام فروع البنك الذي سوف يبيع تلك الأسهم طبعاً مع مواصلة الدعاية وتضخيم شأن تلك الأسهم فقلت له : يعني حا نبيع عشرة آلاف سهم في خمسة يورو، ونلهط خمسين ألف يورو؟ فقال لي، لا لا . لاتسعجل، نحن لن نبيع كل الأسهم، وإنما سنبيع جزء بسيط منها، ألف سهم مثلاً، ثم نعلن نفاذ الكمية ونحتفظ بباقي الأسهم لأنفسنا، وبعد عدة أيام تذهب أنت (أي أنا) إلى البورصة وتطلب شراء أسهم تلك البقالة على عشرين يورو، وتشيع بان هذا السهم قد ارتفع سعره كالصاروخ وهو قابل للمزيد من الارتفاع، وعندما ما يسمع حملة السهم هذا الكلام فسوف يكلبشون في أسهمهم ويطلبون المزيد منها، وهكذا نبيع كمية من الأسهم على عشرين يورو ثم وبعد عدة أيام نكرر نفس اللعبة مع رفع سعر السهم إلى ثلاثين يورو، وتستمر العملية هكذا، وفي كل مرة نديها نفختين في سعر السهم ويتصاعد السعر وفي كل مرة نبيع بأسعار أعلى من المرة السابقة، وهكذا حتى تخلص بقية الكمية من العشرة ألف سهم، والتي يمكن ان يصل سعرها في الآخر إلى أكثر من مئة يورو، وبالتالي يكون نصيبك أنت لوحدك يا فالح من هذه اللعبة أكثر من خمسين ألف يورو كان هذا هو آخر ما قاله لي، فقلت له على خيرة الله فلنبدأ من بكرة.

(كاتب سوداني)