حساسة هذا الموضوع ndash; الزواج المختلط ndash; و إرباكاته المتعددّة تملي على الباحث أن يغوص في كافة الأسباب التي جعلت مثل هذا الزواج ينتهي بشكل درامي في بعض الأحيان و كأنّه الوجه الأخر لصراع الحضارات ولكن بشكل مصغّر و النماذج التي عاينّاها هنا وهناك إنتهت بشكل درامي للأسف الشديد، وحدث أن أصبح الأولاد عرضة للضياع والتذبذب النفسي والحضاري أيضا، وهنا لا بدّ أنّ أشير إلى أنّ الزواج في حد ذاته هو ظاهرة اجتماعيّة حضاريّة نصّت عليه كل الشرائع السماويّة والفلسفات الباحثة عن سعادة الفرد والمجموع، لكنّ الزواج شأنه شأن المؤسسّات يحتاج إلى مبررات الاستدامة وشروط الاستمراريّة وعوامل الصقل والحفاظ على الديمومة وتحصينه من الانهياّر، ويعتبر التوافق الثقافي و التلاقي الحضاري والعقائدي بل الانسجام التقاليدي من أهم عوامل ديمومة هذا الزواج، وفي الغرب على وجه التحديد حيث أعيش وأرصد الأحداث والتطورات من موقع المراقب فإننّا شاهدنا أسرا عربية وإسلامية انهارت عن بكرة أبيها وانتهى الأولاد إلى عهدة المؤسسات الاجتماعيّة والآباء إلى المصحّات النفسيّة والأمهّات إلى الانتحار أحيانا ومردّ ذلك إلى عدم قدرة هذه الأسر والتي هي خلايا صغيرة على التفاعل مع الجسم الغربي العام، فأصيبت هذه الخلايّا بالتلافي والتلاشي تماما كما يحدث للخليّة العصبيّة عندما تتلاشى. ومن ناحيّة أخرى فانّ أحسن مثال على صراع الحضارات وصدامها يمكن اختزاله في مؤسسة الزواج المختلط، لأنّه وبعد انتهاء النزوة أو الغرض الذي من أجله تمّ هذا الزواج ndash; من قبيل الحصول على الإقامة الدائمة أو الانبهار بالمظهر المادي الأخر ndash; تبدأ المتناقضات تتجلّى و الشعور واللاشعور يتضاربان، وحتى العربي أو المسلم الذي لا يلتزم بأيّ قيّم دينيّة أو أخلاقيّة تستيقظ نخوته وشرقيته عندما يبصر أنّ قرينته تعيش وفق الإيقاع الغربي الاجتماعي الذي تعودّت عليه. وربمّا الزيجات التي صمدت هيّ زواج العربي أو المسلم من غربية مسلمة وحتى هذا الزواج لا يخلو من مدلهمّات أحيانا باعتبار أنّ الغربية المسلمة ورغم إيمانها بتعاليم الإسلام إلاّ أنّها لم تتخلّ بالمطلق عن تركتها الفكريّة والسلوكيّة، وأحيانا يحدث العكس فربّ مسلم يتزوّج من فتاة غربية مسلمة تصبح هي تعظه لأنّه مقصّر في أداء واجباته الدينية، وعلى سبيل الذكر لا الحصر اعرف عربيّا متزوّجا بفتاة سويدية تدعوه صباحا مساءا إلى ترك الخمرة وبقيّة المعاصي وأن يكون مسلما قلبا وقالبا، لكن هذه الحالات نادرة. وتفيد الإحصاءات الدقيقة في الغرب أنّ الزواج المختلط كثيرا ما ينتهي إلى التلاشي وبالتالي يصبح الأطفال هم الضحيّة ويتأرجحون بين ثقافتين ومنهجين في الحياة، وفي الغالب وحسب العينّات والنماذج التي رأيتها تكون الغلبة الحضاريّة للأم الغربية التي تكوّن أبناءها وفق منظومتها الفكريّة والاجتماعيّة يساندها في ذلك مجتمعها وأقاربها و محيطها وحضارتها و سلطاتها، و هناك في الغرب حيث أعيش حالات من الضياع وسلسلة انهيارات وسط الأسر العربية والمسلمة هيّ فيما أتصوّر امتداد للانهيارات الكبرى التي باتت سمة مرحلتنا العربيّة الراهنة.
وللإشارة فانّ الزواج المختلط ومشاكله أرخى بظلاله على العلاقات الدوليّة، فعمرو موسى وعندما كان وزيرا لخارجية مصر التقى في ألمانيا بوزير خارجيّة ألمانيّا يوشكا فيشر وأتفقّ الطرفان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة من الجانبين لبحث القضايا والمشكلات الناتجة عن الزواج المختلط بين المصريين والألمانيّات.
وفي سيّاق الزواج المختلط أشير إلى أنّ الإشكاليّة ليست حصرا على الدائرة العربية والإسلاميّة فقط، فهناك وثيقة وإحصاءات صادرة في سنة 2002 عن المؤتمر اليهودي العالمي وتشير الوثيقة إلى أنّ 200 ألف يهودي ارتدّوا عن ديانتهم اليهوديّة و أغلبهم نتاج الزواج المختلط بين اليهود وغيرهم، وقد كشفت هذه الدراسة أنّ اليهود أبناء الزواج المختلط لا يعتبرون أنفسهم يهودا. واستنادا إلى هذه الدراسة وبإيعاز من المؤتمر اليهودي العالمي دعت الجامعة العبريّة إلى عقد مؤتمر عنوانه : الهويّة والثقافة اليهوديتان في القرن والواحد والعشرون، وقد انعقد هذا المؤتمر في أيّار ndash; مايو الماضي وشارك فيه علماء يهود متخصصون في علم الاجتماع والنفس واللاهوت من مختلف دول العالم.
ويبقى القول أنّ الزواج المختلط بين العرب والمسلمين وغيرهم قد يجني على عشرات الآلاف من الأبناء يشعرون بالضياع الكامل ولم تنبر أي مؤسسة عربية أو إسلامية رسمية أو أهليّة في فتح تحقيق ووضع خطة لإنقاذ هؤلاء الأطفال من الضيّاع.....
و يلجأ الكثير من العرب والمسلمين إلى الزواج من فتيات سويديّات أو غربيّات للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسيّة الغربيّة وتأكيد البقاء في الغرب والحصول بعد ذلك على الإمتيازات الاجتماعية التي توفّرها المؤسسات السويدية والغربيّة للمواطنين والمقيمين بطريقة شرعيّة وبإعتبار أنّ الدول الغربية ضيقّت الخناق إلى أبعد الحدود على اللجوء السياسي واللجوء الإنساني واللجوء بكل أنواعه وقد أصدرت قرارات وقوانين للحدّ الكامل من ظاهرة اللجوء فإنّ الحل الوحيد المتبقي أمام الراغبين في الإقامة في الغرب هو الزواج من فتاة غربية تقوم هي بالطلب من السلطات المعنية الإبقاء على زوجها بإعتبار أنّ زواجها ممن ترغب حق يكفله لها القانون الغربي، وكثيرا ما لجأ بعض العرب والمسلمين إلى الزواج بغربيات مسنات جاوزنّ سنّ الخمسين حتى أنّ أحد الشباب من المغرب العربي قال لقد أمضيت في بلدي سنتين في الخدمة العسكرية وأنا مجبر لخدمة عسكرية أخرى مع هذه العجوز، وعندما يتزوّج الشاب العربي والمسلم المرأة الغربية المسنّة والشابة فإنّه لا يمنح الإقامة الدائمة فورا بل يمنح إقامة تجددّ كل ست أشهر وإذا حدث أثناء زواجه أن أختلف مع زوجته فلزوجته الغربية حقّ طرده في أي ساعة، وما عليها إلاّ أن تتصل بالجهات المعنية لتقول لم أعد أريد هذا الشخص في بيتي ليكون مصيره الطرد من البلد الذي يعيش فيه ولذلك تجد الشاب العرب والمسلم يبدي كل أنواع الطاعة لزوجته ويقوم بتغيير شخصيته كليّة، وهذا الشاب الذي كان يتعالى عن مساعدة أمه وأخوته في بلده الأصلي في غسل الأواني والصحون وغيره فإنّه مجبر وبإسم الحياة المشتركة وسلطة المرأة ووقوفه تحت رحمتها إلى غسل الأواني وتكنيس البيت والطبخ وقد تذهب زوجته إلى المراقص وليس له أن يشكل على تصرفاتها ومسلكيتها وزواج الإقامة هذا كثيرا ما ينتهي إلى الفشل الذريع أو الإنتهاء فور حصول الشاب العربي والمسلم على الإقامة الدائمة التي تعطيه حقّ الإقامة في هذا البلد الغربي وذاك مدى الحياة، وقد أدركت بعض الغربيات حاجة الشباب العرب العربي والمسلم إلى الإقامة فأصبحن يعرضن على من يرغب زواجا وهميا يسجلّ على الورق مقابل 10000 دولار أو أقل من ذلك بقليل ويسمى هذا الزواج الزواج الأسود كالعمل الأسود المنتشر في الغرب والذي يهدف صاحبه إلى التهرّب من دفع الضرائب، ولا بدّ من الإشارة هنا أنّ بعض الفتيات المسلمات المتجنسات بتن يلجأن إلى أسلوب الزواج بأشخاص عرب أو مسلمين في سوريا أو الأردن وغيرها والغرض جلب هذا الشاب إلى السويد أو الدانمارك أو النرويج أو كندا مقابل 10000 دولار، ويتم الطلاق فور حصول الشخص على الإقامة وهو نوع أخر من أنواع تهريب البشر إلى أوروبا ولكنها طريقة مضمونة في الحصول على الإقامة.
وكثيرا ما يلجأ بعض الشباب العربي والمسلم إلى الإرتباط بفتيات غربيات عن طريق المراسلة أو الإنترنت وتنشأ علاقة حب بين الطرفين وخصوصا في ظل عيش الفتاة الغربية في مفردات الحبّ والهوى ويحدث أن تطلب هذه الفتاة الغربية هذا الشاب وتضطّر أن تسكنّه في بيتها وتصرف عليه وقد صادفت في السويد على سبيل المثال عشرات الشباب العربي الذين يعيشون بهذه الطريقة والأكثر أنّه لا يوجد عقد شرعي بينهم وبين هذه الفتيات اللائي يعيشون معهن بل هو نظام المعاشرة تماما كالسائد في الغرب، والمهم أن يشبع هذا الشاب رغبة هذه الفتاة الجنسية خصوصا في ظل البرودة الجنسية لكثير من الرجال في الغرب.
ومن جهة أخرى فقد حدث أنّ طلقّ بعض العرب والمسلمين زوجاتهم وأرتبطوا بغربيات بعد أن أغراهم الجمال السويدي أو الغربي وكانت النتائج فظيعة فيما بعد. وتحت السقف الواحد تبدأ التناقضات تتصادم، والخلفيات الثقافية والاجتماعيّة تتضارب وقد تفضي في أغلب الأحيان إلى الطلاق، وعندها قد تطلب المرأة السويدية أو الغربيّة من دوائر الهجرة طرد هذا الأجنبي الذي اتخذّ من الزواج مطيّة للحصول على الإقامة.
وهذا لا يعني أنّه لا يوجد غربيات إلتزمن بالإسلام عقيدة وسلوكا وأصبحن قدوة حتى بالنسبة للمرأة المسلمة التي تعيش في الغرب، والمسلمة الغربية التي إعتنقت الإسلام عن قناعة وقرأت الكثير عن الإسلام أمكنها أن تسعد زوجها وتنشئ له ذريّة مسلمة، وهناك مئات الزيجات المختلطة التي تواصلت وإستمرت بين شباب من العالم العربي والإسلامي وغربيات، ويحدث أن تصدم المرأة الغربية المسلمة من تصرفات زوجها المسلم إذا لم يكن ملتزما قولا وعملا بالإسلام على إعتبار أنّها قرأت أنّ الإسلام يدعو مثلا إلى الصدق وهو يكذب، وإلى الصلاة وهو لا يصلي وتنشأ التاقضات داخل الأسرة وقد تتأثر المرأة الغربية المسلمة لمثل هذه التصرفات،
وبعض الزيجات التي صمدت إلى حدّ ما هي زواج بعض العرب من سويديّات أو غربيات مسلمات واللائي إعتنقنّ الإسلام، ومع ذلك تنشب بعض الخلافات خصوصا وأنّ السويدية المسلمة على سبيل المثال تحتفظ في لا شعورها بثقافتها الخاصة، والعربي أو المسلم قد تصدر منه بعض التصرفات التي لا تنسجم مع روح الحضارة العربيّة والإسلاميّة. وفي المشهد العام فإنّ الزواج المختلط وفي حال استمراره وتواصله فانّ الإحصاءات أكدّت أنّ معظم أولاد المرأة الغربيّة ينشأون وهم لا يتقنون اللغة العربية أو اللغة الفارسية أو التركيّة ndash; لغات الآباء -، كما أنّ المسلكيّة الأخلاقيّة والاجتماعيّة والثقافية للأبناء تكون غربيّة خالصة، فربّ فتاة من أب فلسطيني وأمّ سويدية تعيش كما تعيش أي فتاة سويدية ترتبط بأي عشيق وتتصرّف بحرية مطلقة بدون قيود، ولا يملك الأب أي سلطة على أبنته ويكفي اتصّال هاتفي واحد بالدوائر الاجتماعيّة ليصبح الأب مطرودا من البيت، وإذا كان الآباء المسلمون لا يملكون توجيه بناتهم أو أولادهم من أمهّات عربيّات ومسلمات فما بال القارئ بالأولاد من أمهّات سويديات أو غربيّات.
و في مجال الزواج المختلط فانّ الذي يدفع الضريبة بشكل كبير هم الأولاد الذين يتأرجحون بين ثقافتين متغايرتين، وبين مسلكيتين في الحياة لا يلتقيان. وعلى سبيل المثال فانّ الأطفال المتبنين الصغار الذين استقدمتهم عوائل سويديّة متمكنّة ماديّا من سريلانكا والفيتنام والبلدان الفقيرة، ورغم أنّهم تربوا في كنف ثقافة سويديّة خالصة إلاّ أنّ هؤلاء الأطفال وبعد أن كبروا باتوا يتساءلون عن هويتهم وثقافتهم وجذورهم وحقيقة الحضارة التي ينتمون إليها، فما بالك بأطفال تتولّى توجيههم ثقافتان، منهجان في الحيّاة. وحسب معلومات دقيقة تبينّ أنّ المنهج الذي يؤثّر على الأبناء أكثر من غيره هو منهج الأم، باعتبار أنّ ثقافة الأم لها مستند في الواقع السويدي أو الغربي، و يلعب الأقرباء والأهل دورا كبيرا في تعميق الانتماء الفكري للمجتمع الغربي، فيما الأب يكون غريبا ويقضي معظم أوقاته في العمل، بينما الأطفال يعيشون تفاصيل الواقع والثقافة السويدية والغربية في المدرسة والبيت وبقيّة الأمكنة، وقد تسنى لي أن أشاهد وألتقي بأطفال لا تربطهم بالحضارة العربيّة والإسلامية غير الاسم فيما مضامينهم ومسلكيتهم وثقافتهم سويدية وغربية قحّة.
وغالبا ما ينتهي الزواج المختلط بالطلاق وها هنا يتعلق الأبناء بوطن أمهم باعتبار أنّهم لا يعرفون شيئا عن وطن أبيهم، لأنّ هذا الأب العربي والمسلم حدثّ بنيه عن وطن ديكتاتور، عن وطن فوضوي، عن وطن سجّان، عن وطن بوليسي، باعتبار أنّ العديد من الآباء العرب والمسلمين إنّما هاجروا إلى الغرب لدوافع سياسية أو اقتصادية وكل ناقم على وضعه العربي والإسلامي، وفي الوقت الذي يتحدث فيه الأب عن وطن مرعب، فإنّهم يرون بأم أعينهم وطنا يوفّر لهم الأمن والطمأنينة والسلام، ويوفّر لهم راتبا من الصغر يتيح لهم شراء حاجياتهم. وفي هذا المجال يصبح الوطن الحقيقي لهؤلاء الأبناء هو السويد وبقيّة العواصم الغربية، فيما يعيش الأب على أمل الرجوع إلى وطنه لصقل شخصية أولاده، لكن الزمن يغالبه فيجد أمامه أبناء من صلبه بيولوجيّا، وثقافيّا من صلب الحضارة الغربية.
وحتى إذا حاول هذا الأب العربي والمسلم أن يهرب بأبنائه إلى العالم العربي والإسلامي فانّ العواصم الغربيّة وضعت من القوانين ما به تسترجع حتى القطّة الغربية المهربّة إلى العالم العربي والإسلامي وخصوصا في ظلّ الضعف الرسمي العربي، وغيّاب مؤسسّات عربية وإسلاميّة جادة تحصّن الأسرة العربية والإسلاميّة في الغرب.
وفي ظلّ غياب مؤسسات عربية وإسلامية قويّة تعنى بمسألة الإحصاء وإنجاز الدراسات الميدانية عن الزواج المختلط في الغرب فإنّه من الصعوبة بمكان إعداد جدولي رقمي عن تحديات الزواج المختلط وإنعكاساته على الأبناء، لكن ومن خلال إمعان النظر في مئات العينات يمكن القول بأنّ أغلبية الشباب العربي والمسلم الذي يتزوج من غربيات وخصوصا المسنات إنما يريدون الحصول على الإقامة، وكثيرا ما ينتهي هذا الزواج بمجرّد تحقق المراد وهو الحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية، كما أنّه لا يجب في هذا السياق أن ننكر الدور الذي لعبه بعض العرب والمسلمين في إيصال الإسلام إلى بعض الفتيات الغربيات حيث أصبح الزواج المختلط الهادف والمدروس وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام وقد حدث وأن أسلمت مئات الغربيات جراء إقترانهن بشباب واعين ولا يوجد إحصائية رسمية عن عدد الغربيات اللائي أسلمن عن طريق الزواج المختلط، والمرأة الغربية المسلمة إذا حسن إسلامها فسينعكس ذلك على أبنائها حيث تحاول أن تنشئهم على مفاهيم الحضارة الإسلامية، و إذا كانت متحللة فالشواهد الميدانية أثبتت أن الضياع هو مصير الأطفال وهي الكارثة الأخرى التي جعلت الكثير من الآباء المسلمين يصرخون يا ليتنا ما جئنا إلى الغرب، ولسان حالهم ربمّا جمعنا مالا، لكن فقدنا أسرنا وأولادنا ولا حول ولا قوّة إلى بالله.
التعليقات