نعم إيران لا تختلف عن إسرائيل:
وهذا دليل جديد من قادتهم

كتبت كثيرا، وتحدثت صراحة في أكثر من لقاء تلفزيوني بأن إيران ملالي الخميني بالنسبة لرؤيتي الفكرية لا تختلف عن دولة إسرائيل، لأنه لا يوجد احتلال جميل يمكن الدفاع عنه واحتلال قبيح يجب مقاومته، فالاحتلال احتلال بدليل أنني هاجمت بعنف احتلال صدام حسين لدولة الكويت العربية المستقلة، وملالي إيران من الخميني إلى خلفائه كانوا وما زالوا يحتلون الأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث التي تم احتلالها في زمن الشاه، وبالتالي فهم لا يختلفون عن الشاه الذي كانت الصحافه العربية تسميه ( شرطي إسرائيل في المنطقة ) وبالتالي فهذا الوصف ينطبق على الملالي رغم تلفعهم بعباءة الإسلام، وغالبية ممارستهم ضد الإسلام بدءا من استمرار احتلالهم للأرض العربية وإشاعتهم لأفكار القتل والتكفير ضد خصومهم.
وقبل أيام قليلة أضاف حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى في إيران والمشرف العام على مؤسسة كيهان الصحفية دليلا جديدا واضحا صريحا، يثبت صدق رؤيتي ضد أولئك الملالي ذوي السياسات الاستعمارية التوسعية، فقد أعلن ذلك المستشار أن ( هناك حساب منفصل للبحرين بين دول مجلس التعاون في الخليج ( الفارسي ) حسب وصفه، لأن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية وقد انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ). من يصدق هذا التصريح الصادر عن ميناحيم بيجن الإيراني؟. ويدّعي هذا الاحتلالي الكريه أنّ ( المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة التي تمّ فصلها عن إيران إلى الوطن الأم والأصلي أي إيران الإسلامية ومن بديهيات الأمور أنه لا يجب ولا يمكن التخلي عن هذا الحق المطلق لإيران والناس في هذه المحافظة التي تمّ فصلها ). وهذا يعني أن شاه إيران كان أكثر إنسانية وديمقراطية من ملالي إيران لأنه اعترف بنتائج الانتخابات التي صوّت فيها شعب البحرين العربي للاستقلال أي أنهم دولة عربية لا علاقة لها بإيران الفارسية.
هذا ولم يتأخر رد فعل كافة الفعاليات البحرينية العربية التي رفضت هذه التصريحات والمواقف الاحتلالية الإستعمارية، بدءا من حكومة البحرين والأمين العام لجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي الدكتور حسن مدن الذي أعلن أن ( عروبة البحرين أمر محسوم بإرادة شعبها وبإقرار المنظمات الدولية التي قبلت البحرين دولة مستقلة ذات سيادة على أراضيها وشعب البحرين بأكمله ملتزم بعروبة بلده واستقلاله )، وكذلك الدكتور عبده محمد حسن رئيس شورى جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة الذي قال ( إن تصريحات المسؤول الإيراني مردودة عليه، وأن لشعب البحرين خياره الذي عبّر عنه في الاستفتاء الذي أجرته الأمم المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي...وهذا أسخف ما سمعته أذني..والبحرين مملكة عربية مسلمة وكان من المفترض لهذا المسؤول أن ينظر للتاريخ ليعرف أن انتماء البحرين منذ القدم كان عربيا إسلاميا منذ فجر التاريخ ). وكذلك الناطق باسم المجلس الإسلامي العلماني الشيعي الشيخ محمد صنقور الذي أكدّ ( أن موضوع استقلال البحرين محسوم رسميا وشعبيا ).
أين العرب والجامعة العربية؟
هذه المواقف الاحتلالية التوسعية الإيرانية ينبغي أن لا تمر بسهولة، فالجامعة العربية التي تدعو لاجتماعات طارئة لأمور عادية وليست بهذه الخطورة يتوقع أن تدعو لاجتماع طارىء لشجب هذه المواقف من ملالي إيران والتأكيد على استقلال البحرين وعروبتها، و الموقف العروبي المطلوب هو من حلفاء إيران مثل النظام السوري وحزب الله وحماس وغيرهم أن يدللوا على عروبتهم الحقيقية إن كانت موجودة، ويعلنوا رفضهم لهذه المواقف الإيرانية التي ليست من فراغ بل من نظرة توسعية تثبت أن التسلح الإيراني لا ولن يهدد إسرائيل، فهو موجه للجوار العربي ليس لاستمرار احتلال ما سبق أن احتلوه، ولكن لتوسعات احتلالية جديدة لن تكون البحرين فقط إن سكت العروبيون التقدميون.
ومن ناحية موازية ينبغي على بعض القوى العراقية تحديدا أن تعلن موقفها خاصة أنها لا تضيع فرصة دون الدفاع عن ملالي إيران وسياساتهم، ويتضح ذلك من مواقف بعض الكتاب العراقيين الذي يهاجمون كل من ينتقد السياسة الإيرانية ويلصقون به صفة الطائفية. الموقف الإيراني الجديد واضح في صفته الاحتلالية التوسعية ولا يحتاج إلى توضيح، فالكاتب أو السياسي العربي إما أن يكون ضده أو معه، فالاحتلال احتلال ينبغي رفضه أيا كانت ديانة ومذهب المنادي به، ولن يخدعنا ملالي إيران بدفاعهم المزعوم عن الإسلام فالمسلم الحقيقي لا يمكن أن يفكر في احتلال شعب مسلم آخر....الموقف خطير ويحتاج لردود فعل عربية تناسب خطورته.
[email protected]