رغم أن السعودية كنظام ودولة هي من أقل الأنظمة عدوانية، وأكثرها ميلا للسلم، فلم تشغل نفسها ببناء ترسانات نووية بل التفتت الى التنمية والتعليم، ولم تعتد على أحد، وهي لا تتدخل عادة في شؤون الآخرين، وتصلح بين المتخاصمين ، حتى أن البعض يطلق على النظام السعودي بأنه هو رجل المطافئ في المنطقة، فتراه يدعم لبنان ويقف الى جواره وينتشله كلما غرق، وتراه يقف مع الكويت حتى تتحرر وتشاهده وهو يجمع الفرقاء الفلسطينيين ويسعى -وفي محاولة فاشلة -الى توحيد كلمتهم.
ولكن ورغم أن النظام السعودي دائما ما يجنح للسلم، ويترفع عمن يسيء اليه، ويصادق عدوا ليس من صداقته بد في سبيل مصالح شعبه واستقراره، لكن بالمقابل لا نجد صراعا في المنطقة أو حرب أو معركة بمعنى أو بلا معنى، بطعم أو بلا طعم، الا وتدخل فيها أفراد سعوديون، فنراهم الأكثرية في غوانتانامو بعد أسرهم في أفغانستان، ونراهم في العراق ونشاهدهم والجيش اللبناني يلقطهم من مخيم نهرالبارد في حرب عدمية ضد جيش هذه الدولةالصغيرة المسالمة، واذا لم نتحرك ونأخذ هذه القضية بجدية سنجدهم جاهزون للانخراط في أي صراع قادم وأدوات في أيدي أنظمة أخرى وجدت فيهم أفضل من يحقق أهدافها بعد اغرائهم بالوصول الى الجنة وخداعهم بعدالة قضايا وهمية ومزورة.
وبفضل هؤلاء أصبح الجوازالسعودي -المدلل سابقا -دليل ارهاب حتى يثبت العكس، ولم يعد مرحبا بنا كما كنا في السابق، أما الطلبة الذين حرموا من تحقيق طموحاتهم في الدراسة في الولايات المتحدة فحدث ولا حرج، الجميع تضرر، والمشكلة أنهم يتصورون أنهم يحسنون صنعا ويذهبون الى الحروب بنوايا بريئة وساذجة وأهداف نبيلة -من وجهة نظرهم -ورغم أن الكثير من المنظرين يرون ضرورة محاربة الفكر بالفكر، وهوما حدث بعد أن خرج أصحاب الفتاوى في التلفزيون وسحبوا فتاواهم وتم تنظيم حملات ضد القتل والارهاب لكن يظل كل ذلك ناقصا.
فحتى الآن لا يوجد قانون واضح يمنع السعودي من المشاركة بحروب الآخرين رغم توافق هذا المنع مع الحكم الديني الذي يقول أن quot;الجهاد لا يكون الا باذن من ولي الأمرquot;، ولا توجد عقوبات واضحة لمن يرتكب مثل هذه المخالفات التي تعارض بشدة سياسة الدولة التي لا تتدخل بالشؤون الداخلية للآخرين، وتضر بمصالحها ومصالح مواطنيها .
تقول جدتي (المجنون يربط )، واذا كان لدينا بعض المغيبين والمخدوعين فواجبنا حمايتهم وحماية أنفسنا من طيشهم حتى ولو بالقوة.
[email protected]