حمل بعنف على حركة الأخوان المسلمين quot;التي لا تعتذرquot;
دحلان: quot;حماسquot; لا تستطيع أن تكون مقاومة
وإسرائيل المستفيد الوحيد من أحتلالها لغزة

خيرالله خيرالله من لندن :

قال العقيد محمد دحلان مستشار الأمن القومي السابق في السلطة الوطنية الفلسطينية أن quot;حماسquot; quot;غير قادرة على أن تكون مقاومةquot; وهي quot;تعيش من دون هدفquot;. وأضاف دحلان في أول حديث لصحيفة عربية يدلي به منذ أستيلاء quot;حماسquot; على قطاع غزة في منتصف يونيو ndash; حزيران الماضي أن quot;أسرائيل هي المستفيد الوحيد من أحتلال quot;حماسquot; لقطاع غزةquot; مشيراً ألى أن quot;الوحدة السياسية لم تعد قائمة عمليا بين غزة والضفةquot; وهذا أمر سعت أليه أسرائيل منذ فترة طويلة. وحمل دحلان في حديث خص به quot;الرايquot; الكويتية تنشره quot;أيلافquot; بالأتفاق معها، خلال زيارة قصيرة قام بها للندن يوم الخميس الماضي بعنف على حركة الأخوان المسلمين التي تُعتبر quot;حماسquot; جزءا منها. وقال أن فلسفة الأخوان تقوم على رفض الأعتذار. ولدى سؤاله أليس لديه ما يلوم به نفسه أجاب: quot;نعم، لأني لم أفعل ما فيه الكفاية من أجل كشف حقيقة quot;حماسquot; وخطورتها منذ البدايةquot;.

وهنا نص الحديث:

س: كيف تصف الوضع في غزة؟
ج : الوضع في القطاع يمر بكارثة أنسانية وسياسية. وضعت quot;حماسquot; لنفسها هدفا غير مجدٍ وعبّأت عناصرها على أساس أن التحرير والجهاد يبدآن وينتهيان بالسيطرة على السلطة في غزة وأعمال السيف برقاب من تسميهم quot;الكفرةquot;. حصل ذلك. ماذا بعد؟ الآن quot;حماسquot; ليس قادرة على أن تكون مقاومة وغير قادرة على أدارة ثلاثمئة وستين كيلومترا مربعا هي مساحة القطاع. كل الشعارات التي كانت تنادي بها وهي في المعارضة، تتورط الآن في تنفيذ ما هو عكسها بطريقة أسوأ مما كانت عليه السلطة السابقة.

س: ماذا يعني ذلك عملياً؟
ج : يعني ذلك أن quot;حماسquot; تعيش من دون هدف. تتورط بالدم الفلسطيني الذي لم يتورط به أي فصيل وطني في تاريخ النضال الفلسطيني الممتد منذ عشرات السنين. وفي الوقت ذاته. هناك ما هو أخطر من ذلك كله. أن هجرة الفلسطينيين من فلسطين، خصوصا من غزة، لم تشهد مثل هذه النسبة المرتفعة منذ العام 1948. هذه الهجرة هي لرجال الأعمال والشباب المتعلم خصوصا. وهذا يشكل خطرا على المستقبل الفلسطيني ككل.
في الماضي كانت quot;حماسquot; تدعي أن سبب سوء الأوضاع في غزة هو محمد دحلان... ثم الأمن الوقائي... ثم لا أدري ماذا. الآن يحكمون غزة بالدم المسال الذي لن ينساه الشعب الفلسطيني. في الوقت ذاته، لا تؤمّن quot;حماسquot; الحد الأدنى للمواطن الفلسطيني. كنا على حق عندما كنا نقول أن أدارة عشر روضات للأطفال وبضعة مؤسسات أجتماعية ليس كتحمل مسؤولية شعب تحت الحصار والأحتلال بكل حاجاته. من وجهة نظري، وصلنا الآن ألى ما كنت أقوله وأحذر منه على الدوام وذلك ليس على خلفية شخصية.

س : ما العمل الآن؟
ج : علينا تحديد مواصفات الوضع الذي آلت أليه غزة قبل طرح مثل هذا السؤال. الوضع القائم يمكن وصفه بالآتي: للأسف الشديد، أن المستفيد الوحيد من أحتلال quot;حماسquot; لغزة هو أسرائيل. للمرة الأولى منذ سنوات طويلة يحصل فصل سيلسي وأقتصادي وجغرافي بين الضفة وغزة. حاولت أسرائيل ذلك منذ ما يزيد على عشر سنوات ولم تنجح. هذه المرة نجحت بفضل quot;حماسquot;. الوحدة السياسية بين الضفة وغزة لم تعد قائمة عملياً.

س : ما الذي ستفعله أنت؟
ج : لن اعمل شيئاً. أستقلت من موقعي التنفيذي كمستشار لشؤون الأمن القومي. سأتابع عملي في المجلس التشريعي الذي أنا عضو فيه، هذا أذا بقي المجلس التشريعي. كذلك سأتابع مهماتي كعضو في quot;فتحquot;. تصديت على الدوام للمهمات الصعبة وسأبذل قصارى جهدي للتخفيف من معاناة الناس ولكن ليس من موقع رسمي.

س: أليس لديك نقد للذات، خصوصا بعد تحميلك مسؤولية الفشل الفتحاوي في غزة؟
ج : نعم، أني ألوم نفسي لأني لم أفعل ما فيه الكفاية من أجل كشف حقيقة quot;حماسquot; وخطورتها، علما بأني كنت أعرف ذلك جيدا منذ ما قبل أن تتأسس الحركة. أكتشف الجمهور العربي المخدوع حقيقة الحركة الآن، كما أكتشفها الجمهور الفلسطيني الذي أغرته شعارات quot;حماسquot; للحظة. أعتقد أن الجمهور العربي كشف مسلسل الكذب التراكمي لquot;حماسquot; بعد ممارساتها الدموية وهذا الفساد الأخلاقي والسياسي والمالي والأجتماعي.

س : كيف تتصور المستقبل؟
ج : في المدى المنظور، أقصد خلال عام أو عام ونصف عام، لا أتوقع أنفراجا سياسيا على الصعيد العام أو على الصعيد الفلسطيني. المشكلة تكمن في أن quot;حماسquot; لا تعترف بأنها أخطأت. الأخوان المسلمون لا يعترفون بأخطائهم. أعطني شخصا واحدا من الأخوان قدّم اعتذارا عن خطأ أرتكبه وذلك في تاريخ حركة الأخوان المسلمين. مهدي عاكف (قيادي في الأخوان في مصر) قال قبل شهر أن الأخوان لا يعتذرون. هذا جزء من فلسفتهم. اليوم تدرك quot;حماسquot; أنها قتلت وظلمت وأنحرفت عن كل تعاليم الأسلام وقيمه ويعترف أعضاؤها بذلك في المجالس الخاصة، لكنهم يقولون بعد ذلك أننا لم نخطئ. كل ما طلبه منهم quot;ابو مازنquot; هو الأعتذار كي تكون عودة ألى الوضع السابق، لكن quot;حماسquot; لا تعترف بأنها أخطأت. أنها لا تستطيع ذلك.

س : هل تتوقع شيئا من المؤتمر الدولي الذي دعت أليه الأدارة الأميركية في الخريف؟
ج : على الصعيد السياسي، لا أتوقع من المؤتمر المقبل أن يحقق أختراقات جدّية على الرغم من أن ذلك ممكن في حال توافرت الأرادة السياسية لدى الأدارة ألأميركية. وهذا يعني أن تبدأ المفاوضات حيث أنتهينا في طابا أواخر العام 2000 وبداية العام 2001.