ما يزال تعامل العرب، عامة وخاصة، مع الأفكار والايديولوجيات والتوجهات السياسية، غير مختلف بعد عن تعاملهم، منذ ظهورهم كشعب وأمة قبل آلاف السنين، مع انتماءاتهم القبلية والطائفية والطرقية، فالتيار الفكري أو الحزب السياسي أو التوجه الإيديولوجي، ليس في نظر القادة والأعضاء، أو بالأحرى في وجدانهم العميق و لاوعيهم، إلا شكلا جديدا معاصرا للقبيلة، الشيخ والرعية والتعصب الأعمى.
هذا المرض العضال الذي يعاني منه بشكل مزمن العقل السياسي العربي، لم يمس فقط أصحاب الأفكار والعقائد الشمولية، القومية والإسلامية مثلا، بل أيضا أصحاب الأفكار الحداثية والعلمية واليبرالية كذلك، فعلى الرغم من أن هذه الأفكار نسبية كما هو مفترض فيها، وكما هو عنصر تميزها عن غيرها، فقد تحولت عربيا إلى أفكار إطلاقية، لها حدود معروفة لا يجوز الخروج عليها، أو لقادتها أحكام صارمة يكفر من ينتقدها.
الانتماءات الفكرية والسياسية عربيا، هي انتماءات قبلية، الحدود بينها نهائية وصارمة، والتداخل بين مكوناتها مستحيل، فصاحب الفكر والموقف السياسي يجب أن يكون كالفرد في القبيلة، من عبس أو من غطفان، من بني عامر أو من ذبيان، أما أن يكون جامعا بين قبيلتين، خؤولة وعمومة مثلا، فخيانة لولاء لا يتجزأ، وتخل عن عدواة ضروس لا عيش من دونها، و العرب المعاصرون مخيرون بين أن يكونوا ليبراليين أو إسلاميين، شيوعيين أو قوميين، وأي محاولة لتعديل الحدود جازمة الترسيم بين القبائل الفكرية والسياسية، لا يمكن أن يكون إلا عملا من أعمال العملاء و الشياطين.
والانتماءات الفكرية والسياسية العربية، هي انتماءات جينية ودموية، تماما كما الانتماءات القبلية التليدة، لا يمكن تغييرها أو مراجعتها، فكل عربي إنما يولد إسلاميا أو قوميا عربيا أو شيوعيا أو ليبراليا، وليس له إلا أن يستمر كذلك طول حياته مخلصا وفيا، فإذا ما حدثته نفسه بمراجعة أو تغيير، جزئي أو كلي، أو بنقد ذاتي أو موضوعي، فجزاءه الويل والثبور والعار، يلاحقه من الأصدقاء والأعداء ما بقي من أيام في حياته.
وخلافا لعلاقات القبول المشترك والتسامح الذي يحكم الصلة بين التيارات الفكرية والسياسية في الدول الديمقراطية، الغربية وغير الغربية، فإن الأصل في الصلة التي تحكم العلاقات بين القبائل الفكرية والسياسية العربية، هي العداوة والثأر والتخطيط المتواصل لإبادة الخصم، فإذا ما استبد تيار ما بالسلطة فإن سيرته ستكون العمل على اجتثاث الآخرين، و إذا ما صور زعيم تيار لأتباعه الآخر، فإن القاعدة هي أن نكون أو يكونون، ولا مجال لتعايش أبدا بين الاثنين.
وقد أضحى حال الكثير من المثقفين العرب في صلتهم بالتيارات الفكرية والسياسية التي ينتمون إليها، حالة احتماء، فمن لا تيار أو حزب له، صعلوك لا قبيلة له، ولا أحد يجيره، ومفارقة القبيلة الفكرية أو السياسية، تعني التيه في الصحراء بلا مأوى أو حماية، عرضة لإغارة المغيرين واستباحة المستبيحين، ولهذا فإن المراجعة الفكرية أو النقد السياسي تضحي مغامرة مكلفة عمليا تهدد بحرمان المريد من عطف الشيخ، وبتجريد العاصي من كافة امتيازات الحماية والولاء والانتماء.
وسلوك أتباع القبائل الفكرية والسياسية العربية، محكومة أيضا بذات قواعد النصرة القبلية ذائعة الصيت، أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، وأنا وأخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب، وشيخي لا ينطق عن الهوى، والعرب إما مقاومون أو خونة، وإما أعداء للولايات المتحدة أو عملاء لها، و إما مأجورون لواشنطن أو قابضون من طهران.
وقد وجدت لدى التيارات الفكرية والسياسية العربية الرئيسية، أي الإسلامية والقومية والشيوعية والليبرالية، منطلقات التفكير ذاتها تقريبا في تعاملها مع بعضها، فهي جميعها نشأت من مؤامرات خارجية، الإخوان المسلمون صنيعة المخابرات البريطانية، والشيوعيون صنيعة المخابرات الروسية، والقوميون صنيعة أعداء الخلافة الإسلامية، والليبراليون عملاء ومأجورون، وفي نسختهم المتأخرة موظفون لدى دوائر الاستخبارات الأمريكية.
لا أحد لدى العرب في نظر العرب، يكتب تعبيرا عن نفسه، فالكل مأمور مدفوع له من الداخل أو الخارج، و لا أحد لدى العرب في نظر العرب، يفكر من ذاته ووفقا لقناعاته، بل سعيا وراء دولارات أو تومانات أو ريالات، والذي ينشر مقالا في جريدة يتحول إلى عميل لبلد الجريدة، والذي يطبع كتابا أو يشرف على موقع إلكتروني أو قناة تلفزيونية يصبح أجيرا لجهة أجنبية، بلا شرف أو ذمة.
الأفكار والتوجهات السياسية في العالم العربي، ليست كما في بقية أنحاء العالم، تعبيرات عن مكونات ثقافية وتراكمات تاريخية وتأملات عقلية ومصالح اقتصادية واجتماعية، بل هي مخططات مخابراتية وأجندات أجنبية ومؤامرات إستعمارية ودسائس امبريالية، وكأن العرب أمة بلا تراث ديني أو أساس قومي أو مسعا طبيعي للعدالة الاجتماعية أو تطلع لنهوض حضاري وتحرري.
والعرب خلافا لشعوب كثيرة لا يحترمون من لديه رغبة دائمة في المراجعة والتغيير والنقد، مسكونون في غالبيتهم بهواجس ومخاوف وعدم ثقة في النفس والآخر معا، ولهذا فإن مقاييس الفكر والسياسة عندهم بالكيلوغرام والسنتيمتر، وأصحاب الفكر والسياسة بالوزن والطول يقيمون، فمنهم الأشراف والمنبوذون، ومنهم الخاصة والعامة، ومنهم الموقرون والمذمومون.
ومن أطرف التعليقات التي قرأتها، وهي لأحد أشراف مكة quot;أبو سفيانquot;، الذي نهض من قبره المجهول في شعاب مكة ليقرأ مشكورا أحد مقالاتي، أنني quot; إسلامي سابقquot; وquot;نصف ليبراليquot; وquot; قد استيقظ ضميري مؤخراquot; لأنني كتبت ذاما لإسرائيل مناصرا لفلسطين، وعلى نحو الملحوظ فإن الرجل يستبطن كعرب كثر ثلاثة أمور، أولها أن quot;الإسلاميونquot; لا يتغيرون، وquot;أن الليبراليون الأقحاح معروفونquot;، وquot; أن من رأي في إسقاط صدام بعض الخيرquot; قد تخلى عن ضميره وباعه شيكا على بياض للأمريكان.
وفي التعليق فرصة على أية حال لإيضاح ثلاثة أمور أيضا، لا مناص من إيضاحها: أولها أن مراجعتي لانتمائي الإسلامي شيء يحسب لي لا علي، فقد وجدت في نفسي الشجاعة الكافية لكي أكون نفسي لا مريدا مقلدا، ولكي أحتمي بفكري وقلمي وهما حسبي، ولا أحتمي بحزب عقائدي يجيرني، وقد أعدت بناء فكري من منطلق ذاتي صرف، لا طلبا لحماية قبيلة جديدة، ولا سعيا لنيل اعتراف من أحد، كما أنني لست أخجل حين أقول بأنني ما أزال فخورا بكوني مسلم، أرى في الإسلام قناعة دينية شخصية وصلة بيني وبين ربي، أما الوطن فللجميع، وأما السياسة فللناس، هم أدرى بشؤون دنياهم.
وثانيها، أن الليبرالية، ليست أنصافا وأثلاثا وأرباعا، إنما هي أسس عامة جوهرها الاقتناع بمبادئ أساسية هي العقلانية والنسبية والديمقراطية والعلمانية، أما تطبيقاتها على القضايا العربية فلا شك أنها ستظل محل خلاف وجدل بين الليبراليين العرب، المنقسمين انقساما طبيعيا، كما في سائر أنحاء الدنيا، حيث يوجد ليبراليون، وكما هو شأن غيرهم من التيارات الفكرية، فالقوميون أو الشيوعيون أو الإسلاميون العرب، ليسوا أيضا من صنف واحد أو على قلب رجل واحد.
أما آخرها، فمتعلق بفرية اتهام الليبراليين بالتخلي عن القضية الفلسطينية، وهي فرية ناتجة عن عقل عربي مانوي سقيم، ينظر إلى قضايا الناس وفقا لمعايير ثنائية عقيمة، فالليبراليون للتاريخ هم من قاد حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار في سائر أنحاء العالم العربي، ولا أحد بمقدوره أن يزايد عليهم في هذا المجال، تماما كما أن الخلاف بين الليبراليين وغيرهم فيما يتعلق بقضية تحرير فلسطين، لا يكمن في النظر إلى جوهر القضية باعتبارها حالة تحرر وطني، إنما يكمن في إدراك الأساليب والوسائل المتبعة في تحقيق أهداف هذه القضية، وهو خلاف صاحب كل حركات التحرر في كل مكان في العالم.#
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
هذا المرض العضال الذي يعاني منه بشكل مزمن العقل السياسي العربي، لم يمس فقط أصحاب الأفكار والعقائد الشمولية، القومية والإسلامية مثلا، بل أيضا أصحاب الأفكار الحداثية والعلمية واليبرالية كذلك، فعلى الرغم من أن هذه الأفكار نسبية كما هو مفترض فيها، وكما هو عنصر تميزها عن غيرها، فقد تحولت عربيا إلى أفكار إطلاقية، لها حدود معروفة لا يجوز الخروج عليها، أو لقادتها أحكام صارمة يكفر من ينتقدها.
الانتماءات الفكرية والسياسية عربيا، هي انتماءات قبلية، الحدود بينها نهائية وصارمة، والتداخل بين مكوناتها مستحيل، فصاحب الفكر والموقف السياسي يجب أن يكون كالفرد في القبيلة، من عبس أو من غطفان، من بني عامر أو من ذبيان، أما أن يكون جامعا بين قبيلتين، خؤولة وعمومة مثلا، فخيانة لولاء لا يتجزأ، وتخل عن عدواة ضروس لا عيش من دونها، و العرب المعاصرون مخيرون بين أن يكونوا ليبراليين أو إسلاميين، شيوعيين أو قوميين، وأي محاولة لتعديل الحدود جازمة الترسيم بين القبائل الفكرية والسياسية، لا يمكن أن يكون إلا عملا من أعمال العملاء و الشياطين.
والانتماءات الفكرية والسياسية العربية، هي انتماءات جينية ودموية، تماما كما الانتماءات القبلية التليدة، لا يمكن تغييرها أو مراجعتها، فكل عربي إنما يولد إسلاميا أو قوميا عربيا أو شيوعيا أو ليبراليا، وليس له إلا أن يستمر كذلك طول حياته مخلصا وفيا، فإذا ما حدثته نفسه بمراجعة أو تغيير، جزئي أو كلي، أو بنقد ذاتي أو موضوعي، فجزاءه الويل والثبور والعار، يلاحقه من الأصدقاء والأعداء ما بقي من أيام في حياته.
وخلافا لعلاقات القبول المشترك والتسامح الذي يحكم الصلة بين التيارات الفكرية والسياسية في الدول الديمقراطية، الغربية وغير الغربية، فإن الأصل في الصلة التي تحكم العلاقات بين القبائل الفكرية والسياسية العربية، هي العداوة والثأر والتخطيط المتواصل لإبادة الخصم، فإذا ما استبد تيار ما بالسلطة فإن سيرته ستكون العمل على اجتثاث الآخرين، و إذا ما صور زعيم تيار لأتباعه الآخر، فإن القاعدة هي أن نكون أو يكونون، ولا مجال لتعايش أبدا بين الاثنين.
وقد أضحى حال الكثير من المثقفين العرب في صلتهم بالتيارات الفكرية والسياسية التي ينتمون إليها، حالة احتماء، فمن لا تيار أو حزب له، صعلوك لا قبيلة له، ولا أحد يجيره، ومفارقة القبيلة الفكرية أو السياسية، تعني التيه في الصحراء بلا مأوى أو حماية، عرضة لإغارة المغيرين واستباحة المستبيحين، ولهذا فإن المراجعة الفكرية أو النقد السياسي تضحي مغامرة مكلفة عمليا تهدد بحرمان المريد من عطف الشيخ، وبتجريد العاصي من كافة امتيازات الحماية والولاء والانتماء.
وسلوك أتباع القبائل الفكرية والسياسية العربية، محكومة أيضا بذات قواعد النصرة القبلية ذائعة الصيت، أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، وأنا وأخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب، وشيخي لا ينطق عن الهوى، والعرب إما مقاومون أو خونة، وإما أعداء للولايات المتحدة أو عملاء لها، و إما مأجورون لواشنطن أو قابضون من طهران.
وقد وجدت لدى التيارات الفكرية والسياسية العربية الرئيسية، أي الإسلامية والقومية والشيوعية والليبرالية، منطلقات التفكير ذاتها تقريبا في تعاملها مع بعضها، فهي جميعها نشأت من مؤامرات خارجية، الإخوان المسلمون صنيعة المخابرات البريطانية، والشيوعيون صنيعة المخابرات الروسية، والقوميون صنيعة أعداء الخلافة الإسلامية، والليبراليون عملاء ومأجورون، وفي نسختهم المتأخرة موظفون لدى دوائر الاستخبارات الأمريكية.
لا أحد لدى العرب في نظر العرب، يكتب تعبيرا عن نفسه، فالكل مأمور مدفوع له من الداخل أو الخارج، و لا أحد لدى العرب في نظر العرب، يفكر من ذاته ووفقا لقناعاته، بل سعيا وراء دولارات أو تومانات أو ريالات، والذي ينشر مقالا في جريدة يتحول إلى عميل لبلد الجريدة، والذي يطبع كتابا أو يشرف على موقع إلكتروني أو قناة تلفزيونية يصبح أجيرا لجهة أجنبية، بلا شرف أو ذمة.
الأفكار والتوجهات السياسية في العالم العربي، ليست كما في بقية أنحاء العالم، تعبيرات عن مكونات ثقافية وتراكمات تاريخية وتأملات عقلية ومصالح اقتصادية واجتماعية، بل هي مخططات مخابراتية وأجندات أجنبية ومؤامرات إستعمارية ودسائس امبريالية، وكأن العرب أمة بلا تراث ديني أو أساس قومي أو مسعا طبيعي للعدالة الاجتماعية أو تطلع لنهوض حضاري وتحرري.
والعرب خلافا لشعوب كثيرة لا يحترمون من لديه رغبة دائمة في المراجعة والتغيير والنقد، مسكونون في غالبيتهم بهواجس ومخاوف وعدم ثقة في النفس والآخر معا، ولهذا فإن مقاييس الفكر والسياسة عندهم بالكيلوغرام والسنتيمتر، وأصحاب الفكر والسياسة بالوزن والطول يقيمون، فمنهم الأشراف والمنبوذون، ومنهم الخاصة والعامة، ومنهم الموقرون والمذمومون.
ومن أطرف التعليقات التي قرأتها، وهي لأحد أشراف مكة quot;أبو سفيانquot;، الذي نهض من قبره المجهول في شعاب مكة ليقرأ مشكورا أحد مقالاتي، أنني quot; إسلامي سابقquot; وquot;نصف ليبراليquot; وquot; قد استيقظ ضميري مؤخراquot; لأنني كتبت ذاما لإسرائيل مناصرا لفلسطين، وعلى نحو الملحوظ فإن الرجل يستبطن كعرب كثر ثلاثة أمور، أولها أن quot;الإسلاميونquot; لا يتغيرون، وquot;أن الليبراليون الأقحاح معروفونquot;، وquot; أن من رأي في إسقاط صدام بعض الخيرquot; قد تخلى عن ضميره وباعه شيكا على بياض للأمريكان.
وفي التعليق فرصة على أية حال لإيضاح ثلاثة أمور أيضا، لا مناص من إيضاحها: أولها أن مراجعتي لانتمائي الإسلامي شيء يحسب لي لا علي، فقد وجدت في نفسي الشجاعة الكافية لكي أكون نفسي لا مريدا مقلدا، ولكي أحتمي بفكري وقلمي وهما حسبي، ولا أحتمي بحزب عقائدي يجيرني، وقد أعدت بناء فكري من منطلق ذاتي صرف، لا طلبا لحماية قبيلة جديدة، ولا سعيا لنيل اعتراف من أحد، كما أنني لست أخجل حين أقول بأنني ما أزال فخورا بكوني مسلم، أرى في الإسلام قناعة دينية شخصية وصلة بيني وبين ربي، أما الوطن فللجميع، وأما السياسة فللناس، هم أدرى بشؤون دنياهم.
وثانيها، أن الليبرالية، ليست أنصافا وأثلاثا وأرباعا، إنما هي أسس عامة جوهرها الاقتناع بمبادئ أساسية هي العقلانية والنسبية والديمقراطية والعلمانية، أما تطبيقاتها على القضايا العربية فلا شك أنها ستظل محل خلاف وجدل بين الليبراليين العرب، المنقسمين انقساما طبيعيا، كما في سائر أنحاء الدنيا، حيث يوجد ليبراليون، وكما هو شأن غيرهم من التيارات الفكرية، فالقوميون أو الشيوعيون أو الإسلاميون العرب، ليسوا أيضا من صنف واحد أو على قلب رجل واحد.
أما آخرها، فمتعلق بفرية اتهام الليبراليين بالتخلي عن القضية الفلسطينية، وهي فرية ناتجة عن عقل عربي مانوي سقيم، ينظر إلى قضايا الناس وفقا لمعايير ثنائية عقيمة، فالليبراليون للتاريخ هم من قاد حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار في سائر أنحاء العالم العربي، ولا أحد بمقدوره أن يزايد عليهم في هذا المجال، تماما كما أن الخلاف بين الليبراليين وغيرهم فيما يتعلق بقضية تحرير فلسطين، لا يكمن في النظر إلى جوهر القضية باعتبارها حالة تحرر وطني، إنما يكمن في إدراك الأساليب والوسائل المتبعة في تحقيق أهداف هذه القضية، وهو خلاف صاحب كل حركات التحرر في كل مكان في العالم.#
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات