بعد خمس سنوات من الاحتلال؟
quot;كل إنسان بالطبع وبالضرورة يحتاج الى غيره فهو لذلك مضطر الى مصافاة الناس ومعاشرتهم العشرة الجميلة ومحبتهم المحبة الصادقة لأنهم يكملون ذاته ويتممون إنسانيته هوquot;
ابن مسكويه تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق
كلنا يتذكر ذلك اليوم المشؤوم في التاسع من نيسان حين بثت القنوات الفضائية صورة جيوش تحالف الغربان تدخل بغداد وسرب من الصقور تحلق فوق ساحة الفردوس وتنزل تمثال صدام بالحبال وتنهال عليه ضربا وركلا وتتصاعد الهتافات تهليلا والتغريدات تكبيرا وكأن ذلك نهاية لحقبة من الزمان وبداية لعصر دون سجان فكانت نار دون دخان وخراب للعمران.
قالت حشود العربان يا حمد ويا سلام على راحة البال وتغنت جحافل الأمريكان الديمقراطية وحقوق الانسان وألقت الطائرات باقات الورد وبطاقات الأمان على الأهالي والسكان.
لقد تمت المسرحية ونفذت جميع التهديدات وتحول الخيال العلمي الى حقيقة وجربت أشد أنواع الأسلحة فتكا وأبيدت بغداد عن بكرة أبيها وأنجزت الحملة ما كانت قد تعهدت بالقيام به وهو القضاء على حكم نظام صدام حسين ووقع احتلال القصور الرئاسية والمطارات ومراكز السيادة وحلت جميع مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش والشرطة والبرلمان ووقع استباحة مراكز المحافظات الواحدة تلو الأخرى دون مقاومة بما في ذلك تكريت مسقط رأس صدام حيث ولد بني عمومته وأخوته غير الأشقاء.
تكاليف هذه الحرب كانت باهضة على الطرفين فقد خسرت الولايات المتحدة أكثر من أربع ألاف قتيل من الجنود إضافة الى عشرات الآلاف من المجروحين والمشوهين والمرضى النفسانيين وكذلك المفقودين ودون أن يدخل ضمن هذا الرقم قتلى الشركات الأمنية من البلاك ووتر وشركات الخدمات. الخسائر المالية فاقت التريليون دولار وسمعة الجيش الأمريكي مرغت في التراب,
ان الإحراج الذي وقعت فيه الإدارة السياسية الأمريكية أمام الرأي العام العالمي والرأي العام الداخلي كان كبيرا نظرا لسياسة المكيالين بين العرب وإسرائيل ولاعتدائها على القيم البشرية الكونية وعلى المبادئ التي تسعى الى نشرها في العالم وتحولها من راعي الى السلام الى شرطي العالم تقمصت لباس الاستعمار العسكري المباشر واعتنقت ديانة الإرهاب الدولي إذ هي أضحت تغير الأنظمة بالقوة وتعتدي على سيادة الشعوب وتتحكم في مستقبل الثروات والخيرات.
خسائر العراقيين والعرب جسيمة وبالغة ولا يمكن تعويضها الا بعد سنوات كثيرة من إعادة البناء والكدح والإصرار فالأرواح التي أزهقت ظلما من العراقيين فاقت المليون والجرحى والمرضى والأيتام واللاجئين فاقت ثلاثة ملايين والأمن القومي العربي قد تضعضع بفقدانه كقوة عسكرية ضابطة للتوازن في المنطقة ولاستهداف عمقه الاستراتيجي وتفكيكه الى مجموعة من الجزر.
الأهداف الأمريكية المعلنة من الحرب على العراق كانت تأديب النظام العراقي على عناده وعدائيته للغرب وإسرائيل ودعمه حركات التحرير الفلسطيني ومنعه من امتلاك أسلحة الدمار الشامل ومن إقامة علاقات تعاون مع منظمات إرهابية عالمية مثل القاعدة وبعض الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية. أما الأهداف الحقيقية غير المعلنة فهي السيطرة على منابع النفط في العراق وتركيع النظام السياسي العربي وتحويل وجهته من حالة الممانعة والتصدي لإسرائيل الى حالة التعديل والتطبيع معها.
النتائج كانت عكس ما كانت متوقعة فحالة العراق بعد الاحتلال هي أتعس من حاله قبل الغزو والعنف لم يتوقف والحرب الأهلية انتقلت من الصدام بين الكتل السياسية الى التقاتل بين المذاهب والأديان ولتتحول الى تصفية الأشقاء في المذهب لبعضهم البعض.
أمريكا لا تسيطر الا على بعض القواعد العسكرية المقامة على الأراضي العراقية ولا تحكم سوى في الجو وأثناء النهار أما في الأقاصي وأثناء الليل فان الميليشيات وفصائل المقاومة هي التي تصول وتجول، أما الحكومة العراقية المتناسلة من حكم ذاتي سيء السمعة صاغه بريمر فإنها فاقدة للمصداقية والشرعية ويده ملطخة بدماء العراقيين ولا تبرح المنطقة الخضراء وتعاني من عدم اعتراف العرب بشرعيتها وتستمر باستجدائها بقاء قوات الاحتلال وبعدم انفراط التحالف بين فرقاء في العرق واللغة والمذهب وفي الولاء.
الغريب أن الذي يحكم في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي هي العمائم ورجال الدين والمرجعيات وأن التيار الديني المحظور في أماكن أخرى من ديار العرب والمسلمين هو نفسه الذي يضع يده مع الأمريكيين من أجل تنفيذ أجندتهم ورعاية مصالحهم والمشاركة في التخريب والتقسيم لأرض الرافدين. علاوة على ذلك فان النظام البعثي لم يقع اجتثاثه بل تحول قسم هام منه الى المقاومة تحت قيادة عزت الدوري ويونس الأحمد ووقع إدماج قسم هام منه في العملية السياسية وإرجاع العديد من الكفاءات الى مراكز عملها والتحاق البقية بما عرف بالصحوات التي تشكلت من أجل التصدي لما تسميه مخربين من المسلحين.
لكن المؤسف أن التيار السلفي الجهادي هو الذي سيطر على المقاومة مما أضر بها وجعل اسمها يرتبط بالقتل والإرهاب طالما أنه تمركز في المناطق السنية التي ألحقت بها القوات الأمريكية الضرر الكبير بعد الحملات الأمنية المتتالية، كما أن الانقسامات الداخلية والنهج التكفيري الاقصائي الذي اتبعه هذا التيار مع المخالفين قد أضعفته وجعلت تأثيراته محدودة ودفعته الى تخليف العديد من الضحايا الأبرياء وأفقده القدرة على الإمساك بزمام العملية السياسية بعد رحيل الاحتلال فرضا ممتنعة.
أما التيار الصدري فيتمركز في حي الشعب والمحافظات الوسطى والجنوبية تخلى في آخر لحظة عن المسيرة المليونية المطالبة بالاحتلال قصد تفادي وقوع العديد من القتلى ودخول العراق في حالة من الفوضى غير الخلاقة، وتضيق الدائرة بهذا التيار نتيجة الضغوط التي تمارس عليه من طرف قوات الاحتلال الأمريكي والنظام الإيراني ونتيجة الصراع المسلح الذي خاضه مع البعثيين والقاعدة في السابق ومع قوات بدر في البصرة وبعض المحافظات في الأيام الفارطة، هذه الوضعية المزرية التي يعيشها هذا التيار الشعبي دفعت زعيمه مقتدى الصدر الى قطع خلوته واستئناف عمله السياسي بعد أن أعلن الاستقالة والاهتمام بالعلم وذلك من أجل ترتيب البيت وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خدمة للبيت الشيعي واستجابة لنداء الواجب الوطني كما يرى هو ذلك.
ان مأزق التيارات والاتجاهات العراقية المشاركة في العملية السياسية أو المنخرطة في مشروع التحرير عن طريق الكفاح المسلح يتمثل في كونها حددت التنظم والتحالف على أساس الانتماء العرقي والمذهبي والطائفي والعشائري وهذا التحديد هو أصل البلاء وسبب التشرذم لأن الحل ليس في الطائفية والتقسيم للجسد الواحد بل في دولة علمانية جزئية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة كاملة على أراضيها تضم كل العراقيين على قدم المساواة وتقدس فكرة المواطنة وحقوق الخصوصيات.
ان هذا المطلب لن يتحقق الا بالصفح والمصالحة بين الفرقاء وبنسيان أحقاد الماضي ونبذ العنف ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والتوجه نحو صنع المستقبل.
ما يمكن الانتباه اليه أن أمريكا وقعت في وحل المستنقع العراقي وأنها خسرت العديد من الأشياء الرمزية باحتلال هذا البلد وأضرت بالتوازن الذي كان قائما بين دول المنطقة وأطلقت العنان للمارد الفارسي حتي يبتلع جيرانه العرب دون رحمة أو شفقة،بل ان النفط الذي جاءت أمريكا من أجل السيطرة عليه وتشرف مباشرة على منابعه لم تتمتع به بحرية،كما أن أسعاره ما فتئت تتصاعد واحتياطيه لم يعد في مأمن نتيجة تزايد التهديدات وإمكانية اندلاع حرب كارثية تأتي على ما تبقى منه.
نستخلص من كل ما سبق أن أمريكا لم تحقق أهدافها الحقيقية من احتلال العراق حتى بعد مرور خمس سنوات وأنها حولته الى مرتع للإرهاب والجريمة المنظمة وأنها زادت من كراهية العرب والمسلمين للغرب ووترت العلاقات بين الثقافات وعطلت أية امكانية للتفاهم والتعاون والعيش سويا، وأن الحل الجذري هو التعجيل بالخروج من العراق وترك أمور إدارته الى أهله، فلننظر كيف ستؤثر الورقة العراقية في انتخابات الرئاسة الأمريكية ولننتظر القرارات التي سيتخذها الرئيس الجديد إعادة الانتشار والرحيل أم البقاء والمزيد من الخسائر والتقتيل. فمتى ينتصر السلم والتسامح في أرض الرافدين؟
* كاتب فلسفي
قالت حشود العربان يا حمد ويا سلام على راحة البال وتغنت جحافل الأمريكان الديمقراطية وحقوق الانسان وألقت الطائرات باقات الورد وبطاقات الأمان على الأهالي والسكان.
لقد تمت المسرحية ونفذت جميع التهديدات وتحول الخيال العلمي الى حقيقة وجربت أشد أنواع الأسلحة فتكا وأبيدت بغداد عن بكرة أبيها وأنجزت الحملة ما كانت قد تعهدت بالقيام به وهو القضاء على حكم نظام صدام حسين ووقع احتلال القصور الرئاسية والمطارات ومراكز السيادة وحلت جميع مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش والشرطة والبرلمان ووقع استباحة مراكز المحافظات الواحدة تلو الأخرى دون مقاومة بما في ذلك تكريت مسقط رأس صدام حيث ولد بني عمومته وأخوته غير الأشقاء.
تكاليف هذه الحرب كانت باهضة على الطرفين فقد خسرت الولايات المتحدة أكثر من أربع ألاف قتيل من الجنود إضافة الى عشرات الآلاف من المجروحين والمشوهين والمرضى النفسانيين وكذلك المفقودين ودون أن يدخل ضمن هذا الرقم قتلى الشركات الأمنية من البلاك ووتر وشركات الخدمات. الخسائر المالية فاقت التريليون دولار وسمعة الجيش الأمريكي مرغت في التراب,
ان الإحراج الذي وقعت فيه الإدارة السياسية الأمريكية أمام الرأي العام العالمي والرأي العام الداخلي كان كبيرا نظرا لسياسة المكيالين بين العرب وإسرائيل ولاعتدائها على القيم البشرية الكونية وعلى المبادئ التي تسعى الى نشرها في العالم وتحولها من راعي الى السلام الى شرطي العالم تقمصت لباس الاستعمار العسكري المباشر واعتنقت ديانة الإرهاب الدولي إذ هي أضحت تغير الأنظمة بالقوة وتعتدي على سيادة الشعوب وتتحكم في مستقبل الثروات والخيرات.
خسائر العراقيين والعرب جسيمة وبالغة ولا يمكن تعويضها الا بعد سنوات كثيرة من إعادة البناء والكدح والإصرار فالأرواح التي أزهقت ظلما من العراقيين فاقت المليون والجرحى والمرضى والأيتام واللاجئين فاقت ثلاثة ملايين والأمن القومي العربي قد تضعضع بفقدانه كقوة عسكرية ضابطة للتوازن في المنطقة ولاستهداف عمقه الاستراتيجي وتفكيكه الى مجموعة من الجزر.
الأهداف الأمريكية المعلنة من الحرب على العراق كانت تأديب النظام العراقي على عناده وعدائيته للغرب وإسرائيل ودعمه حركات التحرير الفلسطيني ومنعه من امتلاك أسلحة الدمار الشامل ومن إقامة علاقات تعاون مع منظمات إرهابية عالمية مثل القاعدة وبعض الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية. أما الأهداف الحقيقية غير المعلنة فهي السيطرة على منابع النفط في العراق وتركيع النظام السياسي العربي وتحويل وجهته من حالة الممانعة والتصدي لإسرائيل الى حالة التعديل والتطبيع معها.
النتائج كانت عكس ما كانت متوقعة فحالة العراق بعد الاحتلال هي أتعس من حاله قبل الغزو والعنف لم يتوقف والحرب الأهلية انتقلت من الصدام بين الكتل السياسية الى التقاتل بين المذاهب والأديان ولتتحول الى تصفية الأشقاء في المذهب لبعضهم البعض.
أمريكا لا تسيطر الا على بعض القواعد العسكرية المقامة على الأراضي العراقية ولا تحكم سوى في الجو وأثناء النهار أما في الأقاصي وأثناء الليل فان الميليشيات وفصائل المقاومة هي التي تصول وتجول، أما الحكومة العراقية المتناسلة من حكم ذاتي سيء السمعة صاغه بريمر فإنها فاقدة للمصداقية والشرعية ويده ملطخة بدماء العراقيين ولا تبرح المنطقة الخضراء وتعاني من عدم اعتراف العرب بشرعيتها وتستمر باستجدائها بقاء قوات الاحتلال وبعدم انفراط التحالف بين فرقاء في العرق واللغة والمذهب وفي الولاء.
الغريب أن الذي يحكم في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي هي العمائم ورجال الدين والمرجعيات وأن التيار الديني المحظور في أماكن أخرى من ديار العرب والمسلمين هو نفسه الذي يضع يده مع الأمريكيين من أجل تنفيذ أجندتهم ورعاية مصالحهم والمشاركة في التخريب والتقسيم لأرض الرافدين. علاوة على ذلك فان النظام البعثي لم يقع اجتثاثه بل تحول قسم هام منه الى المقاومة تحت قيادة عزت الدوري ويونس الأحمد ووقع إدماج قسم هام منه في العملية السياسية وإرجاع العديد من الكفاءات الى مراكز عملها والتحاق البقية بما عرف بالصحوات التي تشكلت من أجل التصدي لما تسميه مخربين من المسلحين.
لكن المؤسف أن التيار السلفي الجهادي هو الذي سيطر على المقاومة مما أضر بها وجعل اسمها يرتبط بالقتل والإرهاب طالما أنه تمركز في المناطق السنية التي ألحقت بها القوات الأمريكية الضرر الكبير بعد الحملات الأمنية المتتالية، كما أن الانقسامات الداخلية والنهج التكفيري الاقصائي الذي اتبعه هذا التيار مع المخالفين قد أضعفته وجعلت تأثيراته محدودة ودفعته الى تخليف العديد من الضحايا الأبرياء وأفقده القدرة على الإمساك بزمام العملية السياسية بعد رحيل الاحتلال فرضا ممتنعة.
أما التيار الصدري فيتمركز في حي الشعب والمحافظات الوسطى والجنوبية تخلى في آخر لحظة عن المسيرة المليونية المطالبة بالاحتلال قصد تفادي وقوع العديد من القتلى ودخول العراق في حالة من الفوضى غير الخلاقة، وتضيق الدائرة بهذا التيار نتيجة الضغوط التي تمارس عليه من طرف قوات الاحتلال الأمريكي والنظام الإيراني ونتيجة الصراع المسلح الذي خاضه مع البعثيين والقاعدة في السابق ومع قوات بدر في البصرة وبعض المحافظات في الأيام الفارطة، هذه الوضعية المزرية التي يعيشها هذا التيار الشعبي دفعت زعيمه مقتدى الصدر الى قطع خلوته واستئناف عمله السياسي بعد أن أعلن الاستقالة والاهتمام بالعلم وذلك من أجل ترتيب البيت وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خدمة للبيت الشيعي واستجابة لنداء الواجب الوطني كما يرى هو ذلك.
ان مأزق التيارات والاتجاهات العراقية المشاركة في العملية السياسية أو المنخرطة في مشروع التحرير عن طريق الكفاح المسلح يتمثل في كونها حددت التنظم والتحالف على أساس الانتماء العرقي والمذهبي والطائفي والعشائري وهذا التحديد هو أصل البلاء وسبب التشرذم لأن الحل ليس في الطائفية والتقسيم للجسد الواحد بل في دولة علمانية جزئية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة كاملة على أراضيها تضم كل العراقيين على قدم المساواة وتقدس فكرة المواطنة وحقوق الخصوصيات.
ان هذا المطلب لن يتحقق الا بالصفح والمصالحة بين الفرقاء وبنسيان أحقاد الماضي ونبذ العنف ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والتوجه نحو صنع المستقبل.
ما يمكن الانتباه اليه أن أمريكا وقعت في وحل المستنقع العراقي وأنها خسرت العديد من الأشياء الرمزية باحتلال هذا البلد وأضرت بالتوازن الذي كان قائما بين دول المنطقة وأطلقت العنان للمارد الفارسي حتي يبتلع جيرانه العرب دون رحمة أو شفقة،بل ان النفط الذي جاءت أمريكا من أجل السيطرة عليه وتشرف مباشرة على منابعه لم تتمتع به بحرية،كما أن أسعاره ما فتئت تتصاعد واحتياطيه لم يعد في مأمن نتيجة تزايد التهديدات وإمكانية اندلاع حرب كارثية تأتي على ما تبقى منه.
نستخلص من كل ما سبق أن أمريكا لم تحقق أهدافها الحقيقية من احتلال العراق حتى بعد مرور خمس سنوات وأنها حولته الى مرتع للإرهاب والجريمة المنظمة وأنها زادت من كراهية العرب والمسلمين للغرب ووترت العلاقات بين الثقافات وعطلت أية امكانية للتفاهم والتعاون والعيش سويا، وأن الحل الجذري هو التعجيل بالخروج من العراق وترك أمور إدارته الى أهله، فلننظر كيف ستؤثر الورقة العراقية في انتخابات الرئاسة الأمريكية ولننتظر القرارات التي سيتخذها الرئيس الجديد إعادة الانتشار والرحيل أم البقاء والمزيد من الخسائر والتقتيل. فمتى ينتصر السلم والتسامح في أرض الرافدين؟
* كاتب فلسفي
التعليقات