الوسط الثقافي المصري في الغالب هو ما تثار فيه المسائل المتعلقة بما أصبح يعرف ب quot; التطبيع الثقافي مع الدولة العبرية quot;،ويقصد به غالبا إما زيارة دولة إسرائيل من كتاب مصريين، اشهرها زيارات الكاتب المسرحي علي سالم التي زادت عن خمسة عشر زيارة منذ عام 1994، أو ترجمة بعض الأعمال الأدبية من العبرية إلى العربية أو بالعكس، وشهدت الساحة الثقافية المصرية في الأعوام الأخيرة ضجة عالية حول حدثين من هذا النوع:
الأول: محاولة ترجمة روايات عبد الحكيم قاسم
بدأت هذه المحاولات دار النشر الإسرائيلية quot;هاريس quot; حين كتبت للروائي المصري الراحل عبد الحكيم قاسم (توفي عام 1990)، طالبة ترجمة بعض رواياته للغة العبرية،إلا أنه تجاهل رسالة دار النشر الإسرائيلية وكذلك حصل مع الروائي المصري محمد البساطي، و يبدو من ذلك أن التركيز على الكتاب المصريين عائد إلى أن مصر كانت أول دولة عربية توقع معاهدة صلح وسلام واعتراف بدولة إسرائيل في زمن الرئيس أنور السادات عام 1979. وأثيرت نفس الضجة في نهاية مايو عام 2001 في مصر أيضا، إثر وصول رسالة من دار النشر الإسرائيلية quot;ألأندلس quot; إلى ابنة الروائي الراحل عبد الحكيم قاسم تطلب منها الموافقة على ترجمة بعض أعمال والدها للغة العبرية، وأعلنت ابنة الروائي عن quot; رفضها إعطاء الموافقة في هذه الظروف العدوانية الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، وكي لا يفهم ذلك أنه تطبيع ثقافي مع الدولة العبريةquot;. ومن المعروف أن دار quot; الأندلسquot; مملوكة إلى المواطنة الإسرائيلية (ياعيل ليرر) عضو التجمع الديمقراطي الذي يرئسه عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة وكانت تعمل مساعدة له.
وتطورت القضية لتصبح ضجة حقيقية خاصة بعد أن وصلت نفس الرسالة إلى الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، تطلب منه نفس دارquot; الأندلس quot; ترجمة روايته quot; لا أحد ينام في الإسكندرية quot;. والمهم في الأمر أن الرسالة وصلت من المغرب بواسطة الناقد المغربي الدكتور محمد برادة، الذي عندما لم يتمكن من لقاء إبراهيم عبد المجيد ترك له الرسالة مع الأديب سعيد الكفراوي. وكان رأي الدكتور برادة في حديث له مع الروائي صنع الله إبراهيم quot; أنّ الروايات المتميزة المقترح ترجمتها في هذا المشروع قد تسهم في تفتيح العقلية الإسرائيلية على المنطقة العربية quot;. وقد وافق إبراهيم عبد المجيد في البداية على ترجمة روايته المذكورة للغة العبرية، وعندما ثارت الضجة بين موافق و رافض، أعلن سحب موافقته كي لا يعطي الضجة مادة تتعاطى معها فخمدت نار الضجيج، رغم أنّ ألأوراق التي وصلت له من صاحبة دار النشر الإسرائيلية تتضمن بندا توضح فيه أنه لا مانع لديها من التبرع بعائد الترجمة للانتفاضة الفلسطينية. وكان ممن وافقوا على ترجمة أعمالهم الأدبية للعبرية الروائي المغربي محمد شكري، الذي ترجمت روايته quot; الخبز الحافي quot;، وحصل المؤلف آنذاك على خمسمائة دولار كدفعة أولى من حقوقه.
الثاني: ترجمة quot;ياسمينquot;الإسرائيلية إلى العربية
أثيرت هذه المسألة في شهر مارس 2008 عندما فوجئت الأوساط الأدبية والثقافية في مصر، بانتشار رواية quot; ياسمين quot; للأديب الإسرائيلي (ايلي عامير) في العديد من المكتبات وأكشاك بيع الكتب المصرية، التي قام بترجمتها من العبرية إلى العربية حسين سراج نائب رئيس تحرير مجلة quot;أكتوبرquot;، وقام بطباعتها نبيل خالد عضو اتحاد الكتاب المصريين. وتدور أحداث الرواية كما نشرت بعض الصحف ملخصا لموضوعها - لم أحصل عليها بعد ndash; حول قصة حب ساخنة بين شاب إسرائيلي من أصل عراقي يدعى نوري وشابة فلسطينية مسيحية من القدس الشرقية تدعى ياسمين، وتواجه قصة الحب هذه العديد من المشاكل والصعوبات بسبب الفوارق والفواصل بين الطرفين.
وحسب ما نشره موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية (التواصل) في شبكة الانترنت، فإن حسين سراج هو الذي بادر إلى ترجمة الرواية، ولاحقا أقامت السفارة الإسرائيلية في القاهرة احتفالا كبيرا في فندق سمير أميس لتقديم الرواية والاحتفاء بترجمتها العربية، في حضور السفير الإسرائيلي شالوم كوهين والمؤلف ايلي عامير والمترجم والناشر المصريين والكاتب علي سالم، وكانت دهشة الإسرائيلين كبيرة بسبب كثافة الحضور المصري، إذ امتلأت القاعة بشخصيات مختلفة من محامين وصحفيين ورجال أعمال وشخصيات مقربة من الحكومة المصرية.
كيف كانت ردود الفعل الياسمينية؟
تبدو ردود الفعل في أوساط الكتاب والمثقفين المصريين مرهونة بزمان وظرف معين، لأنه تمت في السابق ترجمة روايات لنجيب محفوظ ويوسف القعيد ودواوين شعرية لمحمود درويش للعبرية وغيرهم ولم تثر هذه الضجة مطلقا، ورغم ذلك كانت ردود الفعل في مواجهة quot;ياسمين quot; في الغالب رافضة و مستنكرة:
يوسف القعيد
يوضح الكاتب والروائي يوسف القعيد أنّ مترجم رواية quot; ياسمينةquot; حسين سراج، قد زجّ باسمه في مقدمة الرواية على أنه ممن سبق أن ترجمت أعمالهم إلى ا لعبرية، موضحا أن ذلك تمّ من دون رضاه أو علمه في أسلوب أشبه بالقرصنة كما حدث مع كل الكتاب العرب الذين ترجمت أعمالهم إلى العبرية، ويرى أن ما حدث بالنسبة لرواية quot;ياسمينةquot; هو تطبيع رسمي فيه شبهة تواطؤ من الدولة يرفضه غالبية الأدباء والمثقفين المصريين، ولا يرفض القعيد ترجمة الأدب العبري لكنه ضد المشاركة في ذلك مع إسرائيليين، لذلك رفض سابقا تقاضي حقوقه المادية من دار النشر quot; مفراس quot; الإسرائيلية التابعة للحزب الشيوعي الإسرائيلي quot;راكاحquot; رغم نصيحة الكاتب الراحل إميل حبيبي والشاعر سميح القاسم له باستلام مكافأته المالية والتبرع بها للانتفاضة الفلسطينية، لأن موافقته هذه تعني التعامل مع السفارة الإسرائيلية في القاهرة لاستلام المكافأة منها وهذا ما يرفضه بشكل قاطع.
علاء الأسواني
الروائي علاء الأسواني، كاتب الروايتين المشهورتين (عمارة يعقوبيان) و (شيكاغو)، يصف الذين ترجموا رواية quot; ياسمينة quot; بالسماسرة الذين يجب ملاحقتهم، لأنهم مقابل حفنة من المال قبلوا التعامل مع الإسرائيليين في ميدان الثقافة، وأن قراءة الأدب ألإسرائيلي مهمة من قبيل أعرف عدوك، ولكن التعامل مع إسرائيليين مرفوض حتى ولو كانوا مزدوجي الجنسية.
فتحي امبابي
يرى أن القضية شائكة، وأنّ الخطورة ليست في ترجمة الرواية بل في نية اللوبي الصهيوني في مصر وما يرمي إليه. نحن بحاجة إلى التعرف على العدو، والعالم كله قرأ أكثر النصوص عنصرية مثل quot;كفاحيquot; لهتلر، وما كتبه موسوليني وستالين، لأن المعرفة هنا مهمة، وتستخدم الدول الوسائل كافة التي تخدم أهدافها، فخلال الحرب الباردة صنعت المخابرات الأمريكية كتابا لها في قلب الكتلة الشرقية واستخدمتهم في الدعاية.
خيري شلبي
له رأي مخالف إذ يرى أنّ تجد مترجما ينقل عملا إسرائيليا ونحن في قطيعة وطنية مع إسرائيل، ليس عيبا لأن الترجمة نافذة ثقافية ترينا كيف يفكر العدو، والأدب هو المنفذ الوحيد لفهم شخصية المجتمع والناس، ونحن نزعم أننا نفهم المجتمع الإسرائيلي وهذا غير صحيح إطلاقا. لدينا متغيرات تحتاج إلى مراجعة، لأنني أرى التطبيع الثقافي لا ينطبق على المشاريع الثقافية كلها، فمن حق أي مترجم التصدي لترجمة رواية إسرائيلية من دون التورط في أي نشاط آخر على حساب الوطن. لكن تبقى أسئلة بدون أجوبة حول حقيقة ألأموال التي دفعت لترجمة الرواية في مصر، ثم طبعها في مجلد فاخر وتحمس موزعين على قدر كبير من الانتشار في مصر لتوزيعها أي مؤسستي الأهرام و الجمهورية.
quot; رُصدت هذه ألآراء كما وردت في موقع الحقيقة الدولية يوم الثالث من أغسطس 2008 quot;
ويبقى السؤال حول الترجمة والتطبيع قائما
إنّ الأدب والإبداع عموما هو شبة مرآة للبيئة الاجتماعية التي كُتب فيها، لذلك أعتقد أنه من المهم للشعوب العربية أن تُترجم الأعمال الإبداعية العربية المشهورة إلى اللغة العبرية، كي يطّلع سكان دولة إسرائيل على ما يكتبه المبدعون العرب، خاصة بعد أن أصبحت دولة إسرائيل أمرا واقعا تعترف بها وتوقع معها عدة دول عربية اتفاقيات سلام وصلح علنية، وغالبية الدول العربية تقيم معها علاقات سرّية بمستويات متعددة منها ما يطلق عليه quot; مكاتب تجارية quot;، كما أنّ الحكومة السورية التي كانت تتزعم ما يسمه معسكر الممانعة العربي، تقيم منذ شهور مباحثات علنية مع دولة إسرائيل في تركيا، وهي بالطبع تهدف للوصول لاتفاقية سلام وصلح مع إسرائيل في حالة موافقتها على الانسحاب من الجولان السوري المحتل. لذلك بعد كل هذا التطبيع السياسي العربي مع دولة إسرائيل، ماذا سيضيف ترجمة عدة روايات أو كتب عربية للغة العبرية لهذا التطبيع؟ وهل هناك تطبيع أعمق من أن ما لا يقل عن مئة وخمسين ألفا من العمال الفلسطينيين قبل عام 2002 كانوا يعملون في داخل دولة إسرائيل، ونسبة منهم يعملون في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية؟ وحتى اليوم رغم الحصار على القطاع والضفة هناك ألاف من العمال الفلسطينيين يعبرون الحواجز يوميا للعمل في داخل دولة إسرائيل.
وهل هناك تطبيع جديد ستضيفه ترجمة رواية عربية للغة العبرية أكثر من التطبيع الذي من خلاله يعمل حوالي 25000 عامل مصري في داخل دولة إسرائيل كما كشفت مصادر برلمانية مصرية وأكّده جهاد عقل مسئول العمال العرب في نقابة العمال الإسرائيليين quot;الهستدروتquot;؟ والعديد منهم تزوج من إسرائيليات وأنجبوا منهن بنين وبنات، وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وبعضهم يعمل سائقا في جيش الدفاع الإسرائيلي، ويتقاضون حوالي ألف دولار في الشهر، ويفضلون المبيت في حظائر الأغنام والإسطبلات مقابل 30 دولارا في الشهر، بدلا من دفع 100 دولار في شقة مشتركة مع عمال آخرين، وتتصاعد أعداد المصريين العاملين في دولة إسرائيل، والذين يحصلون على الجنسية الإسرائيلية منهم، مما حدا بمناقشة هذا التطبيع العلني في مجلس الشعب المصري لما يسببه من خطر على الأمن المصري كما قال بعض النواب خاصة الدكتور فريد إسماعيل النائب عن جماعة الإخوان المسلمين.
هل ما زال التطبيع قابلا للنقاش؟
إزاء معطيات الواقع العربي القائم الذي توج بالمبادرة العربية عام 2002 المعترفة بدولة إسرائيل مقابل الانسحاب لحدود عام 1967، هل يبقى عقلانية في موضوع رفض ترجمة رواية إلى العبرية أو العكس؟ وهذا ينطبق على زيارة صحفي أو كاتب عربي لدولة إسرائيل، خاصة الفلسطينيون المقيمون في الخارج الذين ينوون زيارة أهلهم سواء في الضفة أو القطاع أو في دولة إسرائيل، فأغلبهم مضطرون للقيام بذلك من خلال دولة إسرائيل ومطاراتها، ويواجه بعضهم بالنقد الشديد أحيانا، ومعنى ذلك أن البعض يفضّل مقاطعة الأهل أو كل فلسطينيي إسرائيل كي لا يدخلها من خلال مطارات إسرائيل....فهل هذه نظرة وطنية و واقعية.؟ خاصة أن المسألة فيها التباسات كثيرة، يمكن تسليط الضوء عليها من خلال ألأسئلة التالية:
هل كتابة صحفي أو كاتب عربي في جريدة أو مجلة إسرائيلية يعتبر تطبيعا بغض النظر عما كتبه؟. أي إذا كتب كاتب عربي في جريدة يديعوت أحرونوت أو تحدث في التلفزيون الإسرائيلي، مطالبا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة، هل يعتبر هذا تطبيعا أم كان إنجازا لإسماع وجهة نظر عربية للمشاهد الإسرائيلي؟
هل زيارة العرب والفلسطينيين للقدس الشرقية الواقعة تحت الاحتلال منذ عام 1967 تطبيعا أم تأكيدا على عروبتها و كونها عاصمة الدولة الفلسطينية كما يطمح الفلسطينيون؟
إن الدعوة لرفض التطبيع لم تكن وليدة ما بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، بل بعد احتلال فلسطين وقيام دولة إسرائيل مباشرة عام 1948، مما نتج عنه عزل الفلسطينيين الذين بقوا صامدين في وطنهم عن محيطهم العربي، وهذا في حد ذاته كان خدمة غير مباشرة لدولة إسرائيل ومخططاتها الرامية لتذويب الأقلية الفلسطينية في نسيج المجتمع الإسرائيلي، ورغم المقاطعة العربية والحصار والتمييز الإسرائيلي، إلا أن هذه الأقلية (حوالي مائتي ألف عام 1948)، أصبحوا حوالي مليون ونصف اليوم، وسط ثقافة وإبداع عربي لا يقل إنتاجا وعمقا في كافة مجالات الثقافة والفن والإبداع عن أية عاصمة عربية، وقدّم مبدعون كبارأمثال إميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وتوفيق فياض ومحمد بكري وغيرهم كثيرون، وكلهم أي المليون ونصف يجيدون العبرية كأهلها، ولهم علاقات يومية مع المبدعين الإسرائيليين، وترجموا العديد من إبداعاتهم العبرية إلى العربية فهل هذا أيضا تطبيع؟ وعندما غادر محمود درويش نهائيا واستقر أولا في القاهرة ثم بيروت وعواصم عربية وأوربية لم يقطع علاقاته بالمبدعين ألإسرائيليين، وكما يقول الزميل عبد القادر الجنابي في مقالته (في رحيل محمود درويش):
quot;أتذكر ذات يوم دعوته إلى أن يأتي للعشاء في بيت الروائي الإسرائيلي من أصل عراقي شمعون بلاص، ولبى الدعوة بكل طيبة، وأهدى إليّ نسخة من كتابه الجديد quot; أحد عشر كوكباquot; (تحمل رقم 51 من طبعة مرقمة من 1 إلى 125) وكتب على صفحتها الأولى هذا الإهداءquot; إلى عبد القادر الجنابي الشاعر والمغامر والصديق مع خالص المودة/باريس 12 /12 / 1994 quot; لم أشعر في إهدائه تملقا، وإنما على العكس كنت أشعر بصدقه، وبالتالي برغبته الصادقة في صداقته مع كائن كان يدعو علنا إلى التطبيع والحوار مع الشعراء الإسرائيليين، وهذا أمر النظام الصهيوني نفسه يقف ضده).
فهل بموقفه هذا ودعوته تلك، كان المرجوم محمود درويش مطبعا أو خائنا لقضيته التي وهبها كل حياته الشعرية؟ أم أنه كان يدرك أن هذا النوع من العلاقات الثقافية والإبداعية مع الكتاب والمبدعين الإسرائيليين من شأنه أن يفتح عيونهم وعقولهم على حجم الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني، ويكسب بعضهم بالتالي لصالح الحق الفلسطيني؟. وهذا الكلام ليس جزافا، فالكل يعرف أن (حركة السلام ألآن) ألإسرائيلية تضم في صفوفها عشرات ألآلاف من الإسرائيليين الذين يناضلون من أجل دولتين مستقلتين لشعبين يعيشان في أمن وسلام.
ضجة مفتعلة في القاهرة فقط
وكون العديد من روايات نجيب محفوظ ودواوين شعر لشعراء فلسطينيين ترجمت للعبرية، وعشرات الكتب العبرية ترجمت للعربية ليس آخرها كتاب بينامين نيتناهيو (مكان تحت الشمس)، فلماذا لم تثار أية ضجة في أية عاصمة عربية على ترجمة مثل كتاب بنيامبن نتينياهو رغم أن غالبية محتواه يناقض الأفكار التي يؤمن بها كل رافضي التطبيع في مصر؟ لماذا ترجمة رواية لكاتب مصري أو إسرائيلي تستحق هذه الضجة بينما مثل كتاب نتيناهو العديد مترجمة وموجودة في مكتبات القاهرة؟. لذلك أرى أن ترجمة الإبداع من العبرية للعربية والعكس، لا يختلف عن أية ترجمة من لغات أخرى كالإنجليزية أو الفرنسية، ولا علاقة له بمسألة اسمها التطبيع الثقافي، لأن التطبيع يمكن أن يطلق على حالة واحده هي أن يستغل كاتب أو مبدع كتاباته وإبداعاته لتأييد وجود دولة إسرائيل بشكل طبيعي في محيطها العربي، بوضعها الحالي الذي يحتل أراض عربية ويماطل في إقامة الدولة الفلسطينية التي نصّت عليها اتفاقيات دولية وقعت عليها الحكومة الإسرائيلية نفسها. وازدواجية النظرة العربية في هذا الميدان واضحة، فتركيا تحتل لواء ألإسكندرونة السوري، وإيران تحتل الأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاث،وأسبانيا تحتل مدينتي سبتة ومليلة المغربيتين، فلماذا نقيم مع هذه الدول الثلاث علاقات طبيعية في كافة الميادين ونترجم من وإلى لغاتها، دون أن نسمي ذلك تطبيعا مع دولة محتلة؟. لذلك فإني أرى الضجة المفتعلة في القاهرة حول هذا الموضوع فيها افتعال ما، وحادت في بعض مناقشاتها عن جادة الصواب...أم أن تطبيع عن تطبيع بيفرق؟؟.
[email protected]