غزة عِبرة وعَبرة، هل يمكننا أن نكف عن العَبْرة قليلا ونفكر بالعِبرة؟ أم نركن إلى تلك الحكمة الميتة التي تقول: ما أكثر الاعتبار واقل المُعْتَبر، لنعيش دائما في عبرات ساكبات نائحات؟
لست كاتبا وعظيا، ولكن أقول إن من مآسينا نحن العرب إننا لا نعتبر مهما كانت التجربة مرّة ومهما كانت المؤامرة شرسة، ومهما كان الدرس بليغا، لست أدري لماذا، يبدو إن الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى مراجعة طويلة ومعمقة لمجمل الطريقة التي يفكر بها العرب، ولكن هل يعفينا ذلك جميعا من أن نفكر ولو قليلا بما يمكن أن نتعظ به من مأساة غزة، حيث وكما يبدو أن المأساة مستمرة، وتلك مصيبة أخرى، فإذا كان أصل المجزرة كارثة فإن استمرارها أم الكوارث.
لقد أثبت الإسلام السياسي ضعفه وهشاشته في التحليل السياسي، لا أريد أن استعرض التجارب هنا، ولكن يكفي أن نراجع حرب تموز اللبنانية (حزب الله / الإسرائيلية) ومن ثم غزة اليوم، فإن تحليلا سياسيا يقوم على تصورات غيبية يقود إلى كوارث في النتائج والمعطيات، وإن تحليلا سياسيا يستند إلى بطولات ومقولات استشهادية مثل حتمية انتصار الدم على السيف يحمل الواقع في كثير من الاحيان ما ليس منه، فتأتي النتائج مخيبة للآمال.
إن مأساة غزة أثبتت بشكل قاطع وحاسم إن الرهان على الغير مأساة هو الآخر، إن الرهان الأول يجب أن يكون على النفس، وبلحاظ موازين القوى، واتجاه هذه الموازين، وطبيعة الزمن، وإشكاليات العلاقات الدولة والاقليمية والمحلية.
إن مأساة غزة أثبتت إن السلامة بالنسبة للدول العربية مقدمة على التحرير، وإن القوة لها الدور الاكبر في حسم النتائج، قوة السلاح بكل صراحة، إما المعنويات فقد تنفع في الصمود، ولكن لا تنفع إلى ما نهاية من الزمن، فإن الصمود لا يقوى على الجوع الطويل الامد، ولا على البرد القارص لزمن ممتد، ولا على تكاثر الجثث وتراكمها في الشوارع والازقة والدوائر.
إن مأساة غزة أثبتت إن المفاوضات هي الطريق الأسلم فيما جدبت معادلة القوة، القوة المادية، ترى ما الذي يفعله المنكسر، الضعيف، المحاصر، فيما كانت القوة عبارة عن انتحار؟ إنها معادلة منطقية عقلانية واضحة، فلماذا نجازف بحتمية أو صرامة هذه المعادلة الواضحة؟
إن مأساة غزة تعلمنا وبكل وضوح، إن اللامتوقع سياسيا ربما هو الذي يفوز بحظ الحضور، وبالقسط الأكبر من النتيجة التي سوف تخرج من من حيز القوة إلى حيز الفعل، فهل نرتهن بعد كل الذي حصل إلى معادلات الضمير الدولي وصرامة وقوة القانون الدولي، وشرعة الامم المتحدة وتأثير مجلس الامن؟
إن مأساة غزة بينت لنا بكل جلاء إن الرحمة ليس لها موقع في السياسة، وإن معارك المصير ليس فيها مزح، وإن الدخول في معركة مع عدو شرس يجب أن يحسب لها ألف حساب، وإن ما أقدمت عليه حماس بما يسمونه (أسلمة) الدولة والقوانين والاعراف ادخلها في مزيد من الاحراج الدولي بل والاقليمي بل والمحلي.
إن مآساة غزة أ ثببت إن الداخل أهم من الخارج، وإن وحدة الشعب أهم من استجداء العون من هذه الدولة أو تلك، وأن الدول الاقليمية لاعب في القضية الفلسطينية بلغة المصالح وليس بلغة المبادئ، وينبغي ان نجيد هذه اللغة ونتعامل بمنطقها مع الآخر، بما في ذلك جيراننا وشركائنا في الدين والقومية والمذهب والتاريخ.
إن مأساة غزة تعلمنا إن السياسة أخذ وعطاء، وإن الإقدام على أي مغامرة بل وأي موقف يجب ان يخضع لقانون ميزان الخسارة والربح، ليس على صعيد المعنويات والسمعة التاريخية، بل على صعيد الارض والاقتصاد والحياة والسلام والتربية والصحة والعلاقات الدولية والاقليمية. هذه هي لغة السياسة، وهذه هي لعبتها الجوهرية، والعكس يقود إلى خسائر كبيرة مهما قال التاريخ عن شهامة الثوار وبطولة المقاتلين!
إن مأساة غزة تعلمنا إن الرأي يجب أن يكون حرا، وإن الصوت المعارض يجب ان نحترمه ولا نخنقه ولا نهزمه ولا نقتله، هل كان هناك رأي معاكس في غزة يحظى بالاحترام والتقدير والقراءة والدراسة؟ إن احتكار الرأي من أسباب هذه المأساة المروعة.
إن مأساة غزة تعلمنا أن نرسم أهدافا على قدر طاقتنا، وعلى قدر ممكناتنا، وأن لا نبالغ في الاهداف حتى البعيدة منها.
إن مأساة غزة تعلمنا أن نحترم حكمة الشيوخ، ونجل تجاربهم، ونستفيد من وقار أفكارهم، وعمق تصوراتهم، وإن نقلل من الاعتماد على اندفاع الشباب وطيش العواطف، وهيجان العقيدة، والتمادي في استعراض القوة والابهة بلا رصيد، أو رصيد بائس، أو عملا بحكمة ميتة.
إن مأساة غزة تعلمنا أن تكون ساعة الصفر في وقتها، وليس في أي وقت، وأن العدو قد يستنفرنا لإظهار قوتنا كي يوجه لنا ضربته القاضية.
إن مأساة الحرب اللبنانية (حزب الله) / إسرائيل علمتنا إن هناك نوعين من (الانتصار)، انتصار بـ(الضربة القاضية) و انتصار بـ(النقاط)، والحليم تكفيه الإشارة هنا، فهل نراجع أنفسنا اليوم لنقرأ أي الطرفين انتصر اليوم في هذه المحرقة، وهل هو انتصار بالنقاط أم بالضربة القاضية.
وهناك دروس أخر، ولكن من أهمها وأخطرها أن لا نترك المأساة من دون استخراج الدروس والعبر فإن الزمان طويل وحباله قوية، هل فهمنا؟
لست كاتبا وعظيا، ولكن أقول إن من مآسينا نحن العرب إننا لا نعتبر مهما كانت التجربة مرّة ومهما كانت المؤامرة شرسة، ومهما كان الدرس بليغا، لست أدري لماذا، يبدو إن الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى مراجعة طويلة ومعمقة لمجمل الطريقة التي يفكر بها العرب، ولكن هل يعفينا ذلك جميعا من أن نفكر ولو قليلا بما يمكن أن نتعظ به من مأساة غزة، حيث وكما يبدو أن المأساة مستمرة، وتلك مصيبة أخرى، فإذا كان أصل المجزرة كارثة فإن استمرارها أم الكوارث.
لقد أثبت الإسلام السياسي ضعفه وهشاشته في التحليل السياسي، لا أريد أن استعرض التجارب هنا، ولكن يكفي أن نراجع حرب تموز اللبنانية (حزب الله / الإسرائيلية) ومن ثم غزة اليوم، فإن تحليلا سياسيا يقوم على تصورات غيبية يقود إلى كوارث في النتائج والمعطيات، وإن تحليلا سياسيا يستند إلى بطولات ومقولات استشهادية مثل حتمية انتصار الدم على السيف يحمل الواقع في كثير من الاحيان ما ليس منه، فتأتي النتائج مخيبة للآمال.
إن مأساة غزة أثبتت بشكل قاطع وحاسم إن الرهان على الغير مأساة هو الآخر، إن الرهان الأول يجب أن يكون على النفس، وبلحاظ موازين القوى، واتجاه هذه الموازين، وطبيعة الزمن، وإشكاليات العلاقات الدولة والاقليمية والمحلية.
إن مأساة غزة أثبتت إن السلامة بالنسبة للدول العربية مقدمة على التحرير، وإن القوة لها الدور الاكبر في حسم النتائج، قوة السلاح بكل صراحة، إما المعنويات فقد تنفع في الصمود، ولكن لا تنفع إلى ما نهاية من الزمن، فإن الصمود لا يقوى على الجوع الطويل الامد، ولا على البرد القارص لزمن ممتد، ولا على تكاثر الجثث وتراكمها في الشوارع والازقة والدوائر.
إن مأساة غزة أثبتت إن المفاوضات هي الطريق الأسلم فيما جدبت معادلة القوة، القوة المادية، ترى ما الذي يفعله المنكسر، الضعيف، المحاصر، فيما كانت القوة عبارة عن انتحار؟ إنها معادلة منطقية عقلانية واضحة، فلماذا نجازف بحتمية أو صرامة هذه المعادلة الواضحة؟
إن مأساة غزة تعلمنا وبكل وضوح، إن اللامتوقع سياسيا ربما هو الذي يفوز بحظ الحضور، وبالقسط الأكبر من النتيجة التي سوف تخرج من من حيز القوة إلى حيز الفعل، فهل نرتهن بعد كل الذي حصل إلى معادلات الضمير الدولي وصرامة وقوة القانون الدولي، وشرعة الامم المتحدة وتأثير مجلس الامن؟
إن مأساة غزة بينت لنا بكل جلاء إن الرحمة ليس لها موقع في السياسة، وإن معارك المصير ليس فيها مزح، وإن الدخول في معركة مع عدو شرس يجب أن يحسب لها ألف حساب، وإن ما أقدمت عليه حماس بما يسمونه (أسلمة) الدولة والقوانين والاعراف ادخلها في مزيد من الاحراج الدولي بل والاقليمي بل والمحلي.
إن مآساة غزة أ ثببت إن الداخل أهم من الخارج، وإن وحدة الشعب أهم من استجداء العون من هذه الدولة أو تلك، وأن الدول الاقليمية لاعب في القضية الفلسطينية بلغة المصالح وليس بلغة المبادئ، وينبغي ان نجيد هذه اللغة ونتعامل بمنطقها مع الآخر، بما في ذلك جيراننا وشركائنا في الدين والقومية والمذهب والتاريخ.
إن مأساة غزة تعلمنا إن السياسة أخذ وعطاء، وإن الإقدام على أي مغامرة بل وأي موقف يجب ان يخضع لقانون ميزان الخسارة والربح، ليس على صعيد المعنويات والسمعة التاريخية، بل على صعيد الارض والاقتصاد والحياة والسلام والتربية والصحة والعلاقات الدولية والاقليمية. هذه هي لغة السياسة، وهذه هي لعبتها الجوهرية، والعكس يقود إلى خسائر كبيرة مهما قال التاريخ عن شهامة الثوار وبطولة المقاتلين!
إن مأساة غزة تعلمنا إن الرأي يجب أن يكون حرا، وإن الصوت المعارض يجب ان نحترمه ولا نخنقه ولا نهزمه ولا نقتله، هل كان هناك رأي معاكس في غزة يحظى بالاحترام والتقدير والقراءة والدراسة؟ إن احتكار الرأي من أسباب هذه المأساة المروعة.
إن مأساة غزة تعلمنا أن نرسم أهدافا على قدر طاقتنا، وعلى قدر ممكناتنا، وأن لا نبالغ في الاهداف حتى البعيدة منها.
إن مأساة غزة تعلمنا أن نحترم حكمة الشيوخ، ونجل تجاربهم، ونستفيد من وقار أفكارهم، وعمق تصوراتهم، وإن نقلل من الاعتماد على اندفاع الشباب وطيش العواطف، وهيجان العقيدة، والتمادي في استعراض القوة والابهة بلا رصيد، أو رصيد بائس، أو عملا بحكمة ميتة.
إن مأساة غزة تعلمنا أن تكون ساعة الصفر في وقتها، وليس في أي وقت، وأن العدو قد يستنفرنا لإظهار قوتنا كي يوجه لنا ضربته القاضية.
إن مأساة الحرب اللبنانية (حزب الله) / إسرائيل علمتنا إن هناك نوعين من (الانتصار)، انتصار بـ(الضربة القاضية) و انتصار بـ(النقاط)، والحليم تكفيه الإشارة هنا، فهل نراجع أنفسنا اليوم لنقرأ أي الطرفين انتصر اليوم في هذه المحرقة، وهل هو انتصار بالنقاط أم بالضربة القاضية.
وهناك دروس أخر، ولكن من أهمها وأخطرها أن لا نترك المأساة من دون استخراج الدروس والعبر فإن الزمان طويل وحباله قوية، هل فهمنا؟
التعليقات