تتداول بعض الاوساط السياسية في العراق إن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من المستحيل إن يوقع على إتفاقية أ منية أمريكية / عراقية حتى لو قطعّت يده! وتتداول بعض الاوساط ذات الصلة العقدية وربما السياسية بالسيد رئيس الوزراء إن ( حسّه الوطني) لا يسمح له بذلك، ومرة يقولون: إن سمعته الوطنية لا تبيح له مثل هذا الاقدام، وأخرى أن السيد المالكي لا يريد أن يكون عرضة لتاريخ دائن، ومرة رابعة أن السيد المالكي ينتمي إلى حزب (مجاهد)عرف بخطابه الفكري المجانب والمعادي للشيطان الاكبر، ونضاله البطولي الشرس ضد الاستعمار، وبالتالي، كيف يدخل العراق تحت رعايته بمثل هذه المعاهدة المخيفة.
لا أريد أن أتحدث هنا عن معنى الوطنية ومعاييرها خاصة ولم أسمع عن السيد المالكي محاضرة عن الوطنية كما يراها، ولست معنيا بدخائل الناس،، ولكن لي سؤال بسيط، ترى هل الحفاظ على دماء أبناء الوطن وضمان الأمن والاستقرار على أسس موضوعية من الوطنية أم لا؟ هل إختراق الممنوع (وطنيا!) من حيث (المبدأ) إستجابة لبعض الظروف القاهرة من الوطنية أم هو خيانة بحق التراب والماء و الهواء ومن ثم الوطن؟ ترى ما ذا يسمي السيد نوري المالكي مثلا صلح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المشركين فيما عرف فيما بعد بـ (صلح الحديبية)؟ وماذا يسمي صلح الامام الحسن مع معاوية بن أبي سفيان؟ وماذا يقول عن إختراق كينسجر لكل قيم الرأسمالية السياسية و الاقتصادية حيث طار في لحظة غير متوقعة إلى بكين ليؤسس لعلاقة كونية جديدة مع أعتى نظام شيوعي متحفز ضد واشنطن؟
ولكن مهلا...
ماذا يسمي السيد نوري المالكي جلوس بتراوس إلى جانبه على منصة واحدة في الموصل وهو يلقي خطابه على ضباط الجيش العراقي المكلفين بتحرير الموصل من الارهاب والارهابيين؟ بل ماذا يسمي تفاوضه المستمر مع السفير الامريكي حول أدق القضايا الامنية والاقتصادية التي تمس عمق العراق؟ بل ماذا يقول عن قبوله رئاسة الوزراء في ظل حماية إمريكية؟ بل ماذا يقول وهو يعمل مباشرة مع يد صافحت أعتى مجرم في الشرق الاوسط اليوم حسب قيم السيد المالكي العقدية والسياسية؟
أعتقد إن جواب السيد المالكي على كثير من هذه الأسئلة هو أن واجب الوطن يحتم ذلك، وإن الظروف الصعبة هي التي يمر بها العراق تستوجب مثل هذه (التنازلات) العقدية والسياسية! وربما يذكرنا بالكثير من المعاهدات الدولية التاريخية التي تم بموجبها تنازل طرف لآخر رغما عنه! ولست متأكدا من أن يكون موقف السيد المالكي ذاته فيما لو كان غيره رئيس وزراء العراق، أم أنه سوف ينصب عليه نقدا وتشهيرا، حيث تعود بي الذاكرة جيدا إلى موقفه الناقد إلى حد الاتهام من حكومة السيد علاوي ـ ولست في مقام الدفاع عنه واختلف معه كثيرا وأرى أن سياسته تجاه السيد ا لمالكي خاطئة ولا تتسم بالكثير من الموضوعية بل وحتى الشهامة السياسية أحيانا ــ عندما قرر ضرب التيار الصدري في النجف الاشرف بعد أن إنتهى من ضرب الفلوجة!!!
لست في مقام محاكمة مواقف وسياسة السيد نوري المالكي على ضوء تاريخه وتصريحاته ومصطلحاته! بل أريد أن أقول هل معيار الوطنية الذي بموجبه يرفض السيد المالكي توقيع إتفاقية إمنية عراقية أمريكية نابعة من الحرص على (سمعته الوطنية)أم نابعة من تقدير موضوعي لما يمر به العراق؟ هل هو موقف الخائف من حكم التاريخ على شخصه ـ وليس بالضرورة سيكون حكما قاسيا كما هو معلوم ــ أم من قراءة جيدة وواعية لما يحتاجه العراق اليوم، في ظل أوضاع صعبة معقدة قاسية؟ هل هو موقف الوطني الذي ينظر إلى مستقبله الشخصي أم الوطني الذي ينظر إلى مستقبل البلد وما يمكن أن تؤول اليه نتائج (الجلاء!)؟
لست أدري بطبيعة الحال، هذه الأمور لا يعلم بها إلا الله تبارك وتعالى، والحكم على النوايا خارج دائرة المسؤولية الاخلاقية، ولكن مجرد أسئلة أطرحها.
إن كثيرا من السياسين من يعرض بلد بكامله لإنيهار مريع بحجة الحفاظ على (سمعته الوطنية)، وأن الكثير من هؤلاء السياسيين من يتسبب في فقر شعبه وتخريب أمته ووطنه بحجة الكرامة السياسية لتاريخه وتاريخ حزبه، وهذا ما أسمح لنفسي بتسميته بـ (الوطنية الشخصانية) / ولا مشاحة بالاصطلاح كما يقول المنطقيون / فهل السيد المالكي من هذا الطراز؟ أم أن الرجل درس بعلمية ودراية وفن إن الواقع الموضوعي للعراق وشروط الامن والاستقرار ومستلزمات الاعمار وا لبناء الاستراتيجيين ـ وليس تبليط عدة شوارع وبناء بعض المستشفيات ــ وقوانين اللعبة الدولية والاقليمية، وذوق واتجاها ت الشعب العراقي، ولعبة التوازن داخل المجتمع العراقي... كل ذلك يساعد بل يلزم رفض أي معاهدة أمنية بين واشنطن وبغداد موقعة باسمه وأسم بوش!
لست أدري...
ولكن الذي ادري أ ن الامن ما زال هشا في العراق، وإن لعبة التوازن ما زالت قلقة في المنطقة، وإن القوات المسلحة العراقية لم تقدر على ضبط الحدود بصرامة، وأن الدبلوماسية العربية في العراق ما فتئت في بدايتها المتواضعة، وإن الكثير من القوى القاعلة في العرا ق علاقتها مع واشنطن أكثر من علاقتها بالسيد المالكي،وإن المالكي نفسه عندما يناور يتصل بضباط من الدرجة المتواضعة وليس بضباط من الصف المتقدم كما أشارت إلى ذلك نشرية قوة حليفة له عندما اختلفت معه.
هل وطنية المالكي في هذه النقطة شخصانية أم موضوعية؟
علمها عند الله، وإن مسح بعض (الخطايا) لا يتم بخطيئة أكبر، والتاريخ إذا لم يرحم في البداية لجهل أو قلة معلومات، فإن يرحم في النهاية، والمالكي يفتش عن ينظر لخواتم الاعمال لا بدايتها لانه ديني!
أليس كذلك؟
لا أريد أن أتحدث هنا عن معنى الوطنية ومعاييرها خاصة ولم أسمع عن السيد المالكي محاضرة عن الوطنية كما يراها، ولست معنيا بدخائل الناس،، ولكن لي سؤال بسيط، ترى هل الحفاظ على دماء أبناء الوطن وضمان الأمن والاستقرار على أسس موضوعية من الوطنية أم لا؟ هل إختراق الممنوع (وطنيا!) من حيث (المبدأ) إستجابة لبعض الظروف القاهرة من الوطنية أم هو خيانة بحق التراب والماء و الهواء ومن ثم الوطن؟ ترى ما ذا يسمي السيد نوري المالكي مثلا صلح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المشركين فيما عرف فيما بعد بـ (صلح الحديبية)؟ وماذا يسمي صلح الامام الحسن مع معاوية بن أبي سفيان؟ وماذا يقول عن إختراق كينسجر لكل قيم الرأسمالية السياسية و الاقتصادية حيث طار في لحظة غير متوقعة إلى بكين ليؤسس لعلاقة كونية جديدة مع أعتى نظام شيوعي متحفز ضد واشنطن؟
ولكن مهلا...
ماذا يسمي السيد نوري المالكي جلوس بتراوس إلى جانبه على منصة واحدة في الموصل وهو يلقي خطابه على ضباط الجيش العراقي المكلفين بتحرير الموصل من الارهاب والارهابيين؟ بل ماذا يسمي تفاوضه المستمر مع السفير الامريكي حول أدق القضايا الامنية والاقتصادية التي تمس عمق العراق؟ بل ماذا يقول عن قبوله رئاسة الوزراء في ظل حماية إمريكية؟ بل ماذا يقول وهو يعمل مباشرة مع يد صافحت أعتى مجرم في الشرق الاوسط اليوم حسب قيم السيد المالكي العقدية والسياسية؟
أعتقد إن جواب السيد المالكي على كثير من هذه الأسئلة هو أن واجب الوطن يحتم ذلك، وإن الظروف الصعبة هي التي يمر بها العراق تستوجب مثل هذه (التنازلات) العقدية والسياسية! وربما يذكرنا بالكثير من المعاهدات الدولية التاريخية التي تم بموجبها تنازل طرف لآخر رغما عنه! ولست متأكدا من أن يكون موقف السيد المالكي ذاته فيما لو كان غيره رئيس وزراء العراق، أم أنه سوف ينصب عليه نقدا وتشهيرا، حيث تعود بي الذاكرة جيدا إلى موقفه الناقد إلى حد الاتهام من حكومة السيد علاوي ـ ولست في مقام الدفاع عنه واختلف معه كثيرا وأرى أن سياسته تجاه السيد ا لمالكي خاطئة ولا تتسم بالكثير من الموضوعية بل وحتى الشهامة السياسية أحيانا ــ عندما قرر ضرب التيار الصدري في النجف الاشرف بعد أن إنتهى من ضرب الفلوجة!!!
لست في مقام محاكمة مواقف وسياسة السيد نوري المالكي على ضوء تاريخه وتصريحاته ومصطلحاته! بل أريد أن أقول هل معيار الوطنية الذي بموجبه يرفض السيد المالكي توقيع إتفاقية إمنية عراقية أمريكية نابعة من الحرص على (سمعته الوطنية)أم نابعة من تقدير موضوعي لما يمر به العراق؟ هل هو موقف الخائف من حكم التاريخ على شخصه ـ وليس بالضرورة سيكون حكما قاسيا كما هو معلوم ــ أم من قراءة جيدة وواعية لما يحتاجه العراق اليوم، في ظل أوضاع صعبة معقدة قاسية؟ هل هو موقف الوطني الذي ينظر إلى مستقبله الشخصي أم الوطني الذي ينظر إلى مستقبل البلد وما يمكن أن تؤول اليه نتائج (الجلاء!)؟
لست أدري بطبيعة الحال، هذه الأمور لا يعلم بها إلا الله تبارك وتعالى، والحكم على النوايا خارج دائرة المسؤولية الاخلاقية، ولكن مجرد أسئلة أطرحها.
إن كثيرا من السياسين من يعرض بلد بكامله لإنيهار مريع بحجة الحفاظ على (سمعته الوطنية)، وأن الكثير من هؤلاء السياسيين من يتسبب في فقر شعبه وتخريب أمته ووطنه بحجة الكرامة السياسية لتاريخه وتاريخ حزبه، وهذا ما أسمح لنفسي بتسميته بـ (الوطنية الشخصانية) / ولا مشاحة بالاصطلاح كما يقول المنطقيون / فهل السيد المالكي من هذا الطراز؟ أم أن الرجل درس بعلمية ودراية وفن إن الواقع الموضوعي للعراق وشروط الامن والاستقرار ومستلزمات الاعمار وا لبناء الاستراتيجيين ـ وليس تبليط عدة شوارع وبناء بعض المستشفيات ــ وقوانين اللعبة الدولية والاقليمية، وذوق واتجاها ت الشعب العراقي، ولعبة التوازن داخل المجتمع العراقي... كل ذلك يساعد بل يلزم رفض أي معاهدة أمنية بين واشنطن وبغداد موقعة باسمه وأسم بوش!
لست أدري...
ولكن الذي ادري أ ن الامن ما زال هشا في العراق، وإن لعبة التوازن ما زالت قلقة في المنطقة، وإن القوات المسلحة العراقية لم تقدر على ضبط الحدود بصرامة، وأن الدبلوماسية العربية في العراق ما فتئت في بدايتها المتواضعة، وإن الكثير من القوى القاعلة في العرا ق علاقتها مع واشنطن أكثر من علاقتها بالسيد المالكي،وإن المالكي نفسه عندما يناور يتصل بضباط من الدرجة المتواضعة وليس بضباط من الصف المتقدم كما أشارت إلى ذلك نشرية قوة حليفة له عندما اختلفت معه.
هل وطنية المالكي في هذه النقطة شخصانية أم موضوعية؟
علمها عند الله، وإن مسح بعض (الخطايا) لا يتم بخطيئة أكبر، والتاريخ إذا لم يرحم في البداية لجهل أو قلة معلومات، فإن يرحم في النهاية، والمالكي يفتش عن ينظر لخواتم الاعمال لا بدايتها لانه ديني!
أليس كذلك؟
التعليقات