في سنة 1895 ، وعلى مشارف القرن العشرين، بدأت طلائع عصر جديد تعلن عن نفسها. فقد اعتقد بعض الفلكيين من خلف عدسات تلسكوباتهم أنهم رصدوا على ظهر المريخ قنوات مائية وهذا دفعهم إلى أن يتخيلوا وجود حضارة فضائية ذكية ومتطورة تكنولوجياً على سطح الكوكب الأحمر وافترضوا وجود جنس من المخلوقات المتفوقة علينا علمياً، ومن بين هؤلاء &عالم الفلك الفرنسي كامي فلاماريون Camille Flamarion الذي كرس عدة مؤلفات حول هذا الموضوع، وفي الولايات المتحدة الأمريكية كان نظيره الأمريكي عالم الفلك برسيفال لويل Percival Lowell، الذي نشر سنة 1895 خارطة عن القنوات المريخية ، وافترض وجود واحات وبحيرات أعتقد أنه رآها بمرقابه من مرصده فلاغستاف في ولاية ىريزونا . اهتاج الناس من هذه الفرضية التي تقول بوجود الكائنات المريخية، إلا أن هذه الملاحظات جوبهت بالكثير من الشكوك والسجالات في الأوساط العلمية . وأبدى البعض شكوكه واتضح أنهم كانوا على حق، لأن تطور الأجهزة والتكنولوجيا في القرن العشرين كشفت عن إن هذه المشاهدات لم تكن سوى وهم بصري وآثار عشوائية تشكلت بفعل العوامل الطبيعية كالعواصف الرملية لكنها بدت للناظر لها عن بعد وكأنها سواقي وقنوات ومع ذلك استمر الاعتقاد بوجودها ردحاً من الزمن.

في عام 1938 ، تسرد الأدبيات المرتبطة بهذا الموضوع ، وكذلك في تاريخ السينما وسيرة حياة المخرج العبقري أرسون ويلز، أن هذا الأخير، عندما كان شاباً في مقتبل عمره المهني، كان مخرجاً إذاعياً واعداً وموهوباً وقد قام بإعداد درامي إذاعي لرواية هـ جـ ويلز المعنونة " حرب العوالم" ولكن ليس وفق &معايير وقوالب وقواعدالتمثيليات الإذاعية الكلاسيكية بل على شكل ريبورتاج واقعي كالذي يقوم به المراسلون الحربيون عند تغطية ساحات المعارك، فقام أرسون ويلز بسرد وقائع هجوم فضائي خارجي قام به سكان المريخ لغزو الأرض وإرتكاب مجازر مروعة بحق سكان الولايات المتحدة الأمريكية وكان يبدو كأنه خبر حقيقي أثار الرعب والفزع بين المدنيين لأن الناس اعتقدوا بالفعل أن هناك غزواً من جانب كائنات فضائية عدوانية يجري في مدينة نيو جيرسي. اعترض بعض المؤرخين على مدى تأثير هذا الحدث الدرامي على الجمهور وكانت هنات مبالغات في نقله ولكن من المؤكد أن الحدث يعتبر أحد الأساطير المؤسسة التي ترسم صورة واقعية لخوف وهلع الناس المترسخ في المخيلة الجمعية من إمكانية وقوع غزو فضائي للأرض.

بعد حادثة كينيث آرنولد في 24 حزيران 1947 وإطلاق تسمية الصحون أو الأطباق الطائرة على الأجسام الغريبة المحلقة مجهولة الهوية التي شاهدها من طائرته الخاصة، وقع حدث مهم في حوليات هذا الموضوع التاريخية في 8 تموز 1947 ، حيث تم العثور على بقايا حطام بالقرب من القاعدة الجوية التابعة للقوة الجوية الأمريكية في روزويل في مكسيك الجديدة , ادعى بعض من عثروا عليها على أنها بقيا لطبق طائرة تحطم ، في حين أعلنت السلطات الرسمية أن نتائج تحقيقاتها تقول أنه بقايا لبالون اختبار للأنواء الجوية. وفي سنة 1980 ظهرت القضية من جديد إثر صدور كتاب يحمل عنوان " حادثة روزويل" الذي &وجه أصابع الاتهام للحكومة الأمريكية واتهمها بأنها تخفي الحقيقة عن الناس وتطمس الحقائق عما حدث حقاً،لأن ما كان بين يدي السلطات هو &بقايا لحطام طبق طائرة، ولقد فتح ذلك الباب أمام تنامي نظرية المؤامرة وملحقاتها أي مختلف الفرضيات الفنطازية بشأن طبيعة وحقيقة الحطام &وما إذا كان معه مخلوقات فضائية تم نقلها إلى أماكن خفية مثل المنطقة 51. ولقد استمر الاعتقاد السائد هكذا لغاية سنوات التسعينات بعد انتشار فيلم وثائقي عن عملية تشريح جثة &مخلوق فضائي قيل أنه كان من بين ما جمع من حطام في روزويل وقد صوره العسكريون في القاعدة للتوثيق ولقد بيع الفيلم لعشرات الدول والمحطات التلفزيونية، منها القناة الأولى الفرنسية ، ولكن في عام 2005 اعترف صاحب الفيلم الإنجليزي راي سانتيللي Ray Santilli أن ما شاهده الناس لم يكن سوى خدعة نفذها أحد المختصين بالخدع السينمائية الخبير بالمؤثرات الخاصة البصرية وقد يكون قد قام بهذا الاعتراف تحت التهديد من قبل &السلطات الاستخبارية الأمريكية التي لا تريد أن يصدق الناس بوجود مخلوق فضائية أـجريت عليه عمليات تشريح &سرية .

في السابع من يناير كانون الثاني عام 1948 انتشرت قضية مانتيل affaire Mantell، حيث تمت الإشارة إلى جسم فضائي مدور مشرق ناصع ومتألق ذو مظهر معدني من قبل عدد من الأشخاص في مدينة ماديسونفيل Madisonville ، في ولاية كينتيوكي Kentucky، وسرعان ما أرسلت دورية تفتيش عسكرية مكونة من ثلاث طائرات عسكرية من طراز موستانغ F-15 Mustangs، لكنها لم تفلح في ملاحقة ومطاردة الجسم الفضائي المحلق مجهول الهوية الذي كان يطير على ارتفاعات عالية جداً أكثر من 6000 متر. إثنين من الطائرات تخلت عن المهمة يائسة، في حين استمرت الطائرة الثالثة بالملاحقة والمطاردة الجوية ويقودها الطيار الشاب &الكابتن توماس مانتيل Thomas Mantell، وسرعان ما فقد الاتصال الراديوي اللاسلكي مع القاعدة الأرضية واختفى من الرادار وعثر عليه فيما بعد مهروساً مع حطام طائرته في إحدى الحقول. انتهى التحقيق إلى نتيجة تقول أنه فقد السيطرة على طائرته بسبب فقدانه للأوكسجين أثناء مطاردته لبالون سكاي هوك لدراسة الأنواء الجوية &على ارتفاعات عالية &مليء بالهيليوم أطلقته البحرية الأمريكية كما قال التقرير، حيث جرفت الرياح القوية والسريعة هذا البالون إلى ارتفاعع عالي جداً . لكن الصحف والجرائد ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة نقلت رواية أخرى تقول أن الطائرة أسقطت من قبل مركبة فضائية وهي الصيغة التي انتشرت حول الحادثة مما حث على انطلاق موجة جديدة من الشهادات المماثلة.

وفي تموز من عام 1955 شهد العالم بداية لتجارب على طائرة المراقبة والتجسس على ارتفاعات عالية من طراز يو 2 U-، من صنع شركة لوكهيد مارتن Lookheed Martin، بالقرب من القاعدة العسكرية السرية المعروفة باسم المنطقة 51 Zone، في صحراء النيفادا. وبعد سنوات قليلة صنعت طائرة هي أوكسكارت 12 A-12 Oxcart، وهي عبارة عن نسخة مطورة سوبرسونيك Supersoniq