إيلاف من الرباط:اتهم عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض (مرجعية إسلامية )، وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بـ"تحريف تصريحاته" واستغلالها لـ"التحريض عليه أمام النيابة العامة والإدارة الأميركية"، معتبراً أن وهبي "لا يفهم في السياسة".
وجاءت تصريحات ابن كيران ردًّا على تنبيه وجهه وزير العدل لنواب ينتمون لحزب العدالة والتنمية، بشأن خطورة الإساءة لرؤساء الدول الأجنبية، معتبرا ذلك خرقًا لمقتضيات القانون الجنائي المغربي. وذلك في إشارة إلى تصريحات قالها ابن كيران في حق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي قد تترتب عليها مسؤولية قانونية، خاصة إذا صدرت عن مسؤول سياسي.
وأوضح ابن كيران، في كلمته الافتتاحية لاجتماع الأمانة العامة للحزب الذي التأم مساء السبت، أن حديثه عن ترامب جاء في سياق تحليل سياسي لمواقف الإدارة الأميركية، منتقدًا ما وصفه بمحاولات "تأويل تصريحاته خارج سياقها".
وأشاد ابن كيران بالموقف المغربي تجاه القضية الفلسطينية،واصفًا إياه بـ"المشرف"، والذي لا يليق به إلا الشرف. مشيرا إلى أن المملكة المغربية حافظت على مكانتها المتميزة في دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف ابن كيران أن المغاربة دافعوا عن الإسلام في الأندلس لقرون، ما يعكس إرثهم التاريخي في نصرة القضايا الإسلامية. كما أشار إلى أن المغرب ليس مجرد متفرج على الأحداث، بل يتحمل مسؤولية سياسية وتاريخية تجاه ما يجري في فلسطين، داعيًا إلى اتخاذ مواقف مشرفة في ظل التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية.
وانتقد ابن كيران تهجير الفلسطينيين، معتبرا أن نجاح عملية التهجير ستشكل سابقة خطيرة تهدد الأمة العربية والإسلامية. واعتبر أن تهجير الفلسطينيين يعطي الانطباع لأي قوة عظمى في العالم بأنه يمكنها اتخاذ قرارات مصيرية بحق شعوب المنطقة، وتنفيذها بشكل تدريجي، الأمر الذي يتطلب مواجهة حازمة.
وشدد على أن القضية ليست مجرد استقبال لاجئين فلسطينيين، بل هي عملية اقتلاع لشعب من أرضه واستبداله بمستوطنين، وهو ما عده "جريمة تاريخية". كما دعا القادة العرب إلى تجاوز خلافاتهم والعمل بشكل موحد ضد هذه المخططات، محذرًا من أن تمرير التهجير سيمثل انتهاكًا صارخًا للعدالة والقانون الدولي.
وبخصوص الزيارة الأخيرة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة، عبر ابن كيران عن استيائه مما اعتبره "إهانة" تعرض لها الملك من طرف الرئيس ترامب. واصفًا ذلك بالسلوك غير المقبول في العلاقات الدولية. وأكد أن الملك عبد الله شخصية محترمة ويمثل بلاده بكرامة، مشددًا على أن مثل هذه "الإهانات" تمس ليس فقط بشخصه، بل بمكانة الأردن كدولة ذات سيادة. كما أشار إلى أن هذه التصرفات تعكس نظرة بعض القادة العالميين المتعجرفة تجاه الدول العربية، داعيًا الشعوب والقيادات العربية إلى التحلي بالقوة والوعي لمواجهة مثل هذه المواقف بكرامة وعزة.
التعليقات