إن الدمار الذي أصاب أربعة دول عربية انعكس وبالا على العرب جميعا، والآن جاء الدور على السعودية وبدأت محاصرتها بشتى السبل بحقد عميق، ولا يتصور أي انسان في العالم العربي أن إيران ستحرر فلسطين، وهناك رؤوس نووية في إسرائيل لا يعلم أحد عددها، وإذا شعرت إسرائيل بأن الصراع يميل إلى كفة الأعداء، ستطلقها والكل يفهم ذلك، ولن يخاطروا بدخول حرب مع إسرائيل.
أي ضرر يمس السعودية يعني دمارا كاملا للمنطقة، فالمسألة ليست عملية الإطاحة بنظام حاكم واستبداله بآخر، فهذه العملية لن تتم إلا على نهر من الدماء وتدمير البنى التحتية للسعودية التي كلفت ترليونات وموجة جديدة من المهاجرين وولائم جديدة لأسماك البحر.
السعودية ليست ضد العراق ولا سوريا ولا اليمن ولا ليبيا، ولكنها تدرأ خطر إيران عن المنطقة. لأن سيطرة إيران على المنطقة تعني إحلال الفارسية محل العربية ونشر التشيع واتباع أسلوب حياة الشيعة، والإعدامات المتكررة لأي صاحب رأي مختلف، ناهيك عن نهب ما يمكن نهبه. وهذا ليس مرتبطا بإيران الشيعية بل بإيران الفارسية التي كانت تسيطر على العرب في حقب تاريخية مختلفة، ولا زالت تعتبر المنطقة ضمن نفوذها. والأمر ينطبق على تركيا التي تحلم بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، ومنذ فترة زار أردوغان مكان تصوير فيلم أرطغرل، وهو فلم عن جد العثمانيين الأكبر.
متى يستيقظ العرب ويكفون عن التفرق في طوائف وتحالفات هزيلة لا تجلب لهم إلا مزيدا من شلالات الدماء. العالم برمته أسقط الأديان من حساباته، ولم يعد أحد يتحدث في هذا الأمر والعاقل من يستفيد من تجارب الآخرين، فأوروبا دخلت حروبا دينية طاحنة وانتهت إلى أنه لا سبيل للتوفيق بين الأديان، هذا أمر مستحيل، لأن كل إنسان مقتنع أنه يدافع عن الله ويرغب بالشهادة لأجله.
لقد ملأ الإيرانيون المنطقة ونشروا الدمار والعرب لسذاجتهم انجروا خلف التيار الأقوى، فهذا اختار الولايات المتحدة وذاك اختار ايران وذاك اختار تركيا، وفي المحصلة النهائية سيكون الجميع عبيدا لأسيادهم. ورأينا خيرة حكام العرب يقتلون ويمثل بجثثهم والكل يتفرجون، بل كان بعضهم فرحين بما آل إليه الأمر.
الكل مخطئ والكل أجرم بحق هذه الشعوب البائسة، وعلى الجميع التراجع للوراء وإعادة الحسابات قبل أن لا تنفع المراجعات والندم، ويصبح الجميع عبيدا للفرس، وكما قال الشهيد صدام حسين "إذا أعدمتني أمريكا فسوف تحاسبكم شعوبكم" وها هو الأمر يتحقق وإيران تمد نفوذها، وسوف تسأل الشعوب حكامها "لماذا سمحتم لإيران أن تحكمنا؟" فماذا ستقولون؟ لأننا كنا نكره بعضا ونتآمر مع الغريب ضد الشقيق؟ لأننا نفخنا أنفسنا كالطاووس وهاجمنا بعضنا بأفظع الصفات إعلاميا وصحفيا وعلى كل منبر؟ لأننا لا نقيم وزنا لبعضنا البعض ونحترم الغريب ونهين الشقيق؟
هذا ليس دفاعا عن أي نظام حكم، فالزعيم يمضي والوطن باق، ولكن تغيير أنظمة الحكم في بلادنا ليس كغيرها من الدول، تمضي بسلام، بل على الجماجم والجثث، ونحن لا ينقصنا المزيد من الكوارث والويلات والخسائر التي لا حدود لها.
وهذه هي النهاية وإيران على الأبواب، وأنصح الجميع بالبدء بتعلم اللغة الفارسية والاحتفال بعيد النيروز الفارسي.
التعليقات