لا يمكننا الحديث عن فوز اليمين الجمهوري في اميركا بمعزل عن إستفتاء البريطانيين على الخروج من الإتحاد الأوروربي.. وصعود اليمين المتطرف في العديد من دول الإتحاد الأوروبي قبل وبعد أزمة الهجرة التي واجهتها دول الإتحاد ’ينذر بنتائج مماثله في الإنتخابات الفرنسية في الربيع القادم وفي ألمانيا والنمسا وربما بقية الدول الغنية في الإتحاد حتى ومع تاكيد كل منها على العمل المشترك على خطة عمل متناسقة تحمي الوحدة الإقتصادية.. ولكن وفي ظل الخوف وحماية مواطنها كيف؟؟؟ لا أحد يدري؟؟؟
كيف نجح كلا الأمرين برغم ’بعد المسافات وإختلاف الأسباب حول هذه السياسة؟؟
وهل مثل هذه السياسه ستؤدي إلى عزلة داخلية لهذه الدول؟؟ هل ستؤدي إلى العودة بالعمل على سياسات الحماية الإقتصادية بدل السوق الحر والتجارة الحرة؟؟ هل ستنجح في إعادة عقارب ساعة العولمة إلى الوراء؟؟ ماهي الأسباب الحقيقية وراء الخيار الشعبي باللعودة إلى الوراء برغم بهرجة العولمة الإقتصادية التي حققت الكثير من المكاسب.. ولكنها إقتصرت على ثلة من المستثمرين الدوليين المغامرين والمقامرين مثل ترامب نفسه.. الخيار الأميركي لمرشح جمهوري غامر وقامر طيلة حياته ويحمل سجلآ حافلا بالتحرش. و كثيرا ما تأرجح في ولائه وأفكاره ما بين الجمهوريين والديمقراطيين!! ولكن وبرغم تناقضاته الشخصية التي لا ’تحصى.. ومن خلال التسجيلات السابقة العديدة له أكد على حبه وولائه الأول لأميركا مما جعل شريحة كبيرة من المجتمع الميركي تشهد له أنه برغم كل شيء هو أميركي يمثل الواقعية السياسية وس’يغلّب مصلحة أميركا في هذا العالم المضطرب الآن.
حتى وحين إستفز شريحه لا’يستهان بها من مكونات الشعب الأميركي عديديون منهم إنتخبه بطواعية.. بخبرته الإقتصادية الكبيرة عرف الطريق لقلب الأميركي الأبيض الذي لا زال ’يمثل الشريحة الأكبر من الشعب الأميركي. خبرته الإقتصادية برغم أنها تضمنت المقامرة التجارية إلا أنه وهذه المرة قامر وتلاعب ونجح في الوصول ليس فقط إلى قلب الناخب الأميكري بل الوصول إلى جيب الناخب!
نجاحه إرتكز وترّكز من خلال مناظرته الثانية مع مرشحة الديمقراطيين السيدة الأولى التي حلمت بان تكون أول رئيسة في البيت الأبيض.. في تلك المناظرة حطّم ترامب مصداقيتها وبيّن من خلال تاريخها السياسي أن عدم بصيرتها بعواقب الحروب هو ما أدخل أميركا في حروب لم تنتهي حتى الآن؟؟ سؤاله المباشر لها ماذا فعلت من شيء إيجابي للأميكريين خلال الثلاثين سنه؟؟ بيّن للناخب بأنها جرت الولايات المتحدة للحرب في افغانستان. وفي العراق. وجعل منها سيدة حرب لا سلام. خاصة وحين عرف الناخب الأميركي أنه كان ’يحدد يومين في الأسبوع لدخول المقاتلين المصابين العائدين من حرب العراق إلى إحدى نواديه مجانا؟؟ حين أقنع الناخب الأميركي برغم غموض ملفه الضريبي الشخصي بأنه سيعمل على تخفيض الضرائب بنسبة تزيد عن النصف؟
إستعمل بدهاء حملة إنتخابية ركّزت أولآ على فشل المؤسسة في تحقيق الحلم الأميكري الذي يستند إلى الرخاء والإستقرارا الإقتصادي للكثير من المواطنين. في شعاراته البراقة التي تعد بالأمن والأمان والنهوض الإقتصادي.. وضرب على وتر الوجع الأميكري من الهجره المتزايدة والبطاله وعدم الأمان في المستقبل؟؟ وتأرجح بين الإثنتين ببراعة ’مذهله محافظا على توازنه. برغم إتهامه بعدم الخبرة السياسية وإفتقاد التاهيل السياسي.. ولكنه نجح بإستقطاب الناخبين , لأنه عرف أن الإقتصاد هو عصب الحياة وعصب النجاح والفوز.. خبرته الإقتصادية غطّت على جنونه ومغامراته النسائية الكثيرة.. لم يكن عنصريا ضد المرأة بل كان عاشقا لها مما جعل الكثير من الناخبين لا يكترثوا بمغامراته العاطفيه بل إنجروا لشخصيتة البراقة وتاريخه الإقتصادي الناجح في تخطي العقبات والمشاكل , وتخطى عقبة تحرشاته بإعتذاره وصوتت له نسبة كبيرة من النساء!!
فوزه في الإنتخابات.. نعم هو زلزال سياسي كبير داخل الولايات المتحدة.. خاصة وأنه أعطى القيادة التامه للحزب المجمهوري لإحكام قبضته على البيت الأبيض والكونغرس وسيمكّنه من ممارسة استبداد ظل بعيدا عن حلم أي رئيس سابق؟؟ ولكن الأهم قبضته على المحكمة العليا التي سيحظى بتعيين روسائها الجدد من الجمهوريين. مما يفرض التساؤل الأهم والأكبر هل سيعمل على تغيير قوانين الهجرة كليا؟؟؟ وهل سيبقى الدستور الأميركي هو السيد كا كان دائما؟؟
’ترى ما تخبأ السنوات القادمة للأميركيين وللعالم من حولهم.. ولماذا لا يمل العالم من التطلع إلى أميركا كمنقذته من الكوارث برغم أنها لم ’تأبه لكوارث هذا العالم وتملك النصيب الأكبر في إشعالها؟؟
مفتاح سياسة الرئيس الجديد الشرق أوسطية وبرغم الحرائق المندلعه في المنطقه فلن ’يضحي بجندي اميركي واحد على الأرض السورية أو العراقية.. وسيجعل الدول النفطية الغنية تدفع ثمن أي حماية تطلبها من الولايات المتحدة الأميركية حتى وإن كانت مجرد نصيحة سياسية.. ولكنها تبقى كامنة.. في كيفية تمويل وعودة بإستثمارات كبيرة في إعادة بناء البنية التحيته وخلق وظائف جديده وتنمية إقتصادية. فهل ستغطي تكاليفها أل 720 بليون دولار التي جمدها الكونغرس حين قرر بحق أهالي 11 سبتمبر في مقاضاة السعودية أم إقتطاع ولو جزء بسيط من المساعدات الأميركية لإسرائيل التي ’تكلّف دافع الضرائب الأميركي ما بين 6-8 مليون دولار يوميا؟؟ أي ما يقارب 3 بليون دولا سنويا؟؟؟ مع عدم التدخل قطعيا بالسياسة الإسرائيلية في إبتلاع الأرض والحق أم كلاهما معا؟؟؟
ترامب ’مغامر و’مقامر ولن يهمه سوى الإقتصاد الأميركي وحفظ ماء وجهه أمام الناخب الأميركي ربما حبآ بالناخب وربما تطلعا لولاية جديدة؟؟؟
أحلام أكرم
التعليقات