بعد کل التصريحات العنترية المشبعة بکل أنواع التهديد والتحدي الصادرة من طهران ضد إسرائيل وبعد کل ماأکدوه عن موقفهم المٶيد للقضية الفلسطينية والتحذيرات التي وجهوها لإسرائيل، يمکن القول بأن قادة النظام الايراني يواجهون مأزقا غير مسبوقا من جراء الحرب الدائرة في غزة وقد إزداد المأزق تعقيدا وتأزما بعد الخطاب التملصي لحسن نصرالله، مما ضاعف من القناعة لدى الشارعين العربي والاسلامي بخصوص مشبوهية دور النظام الايراني تجاه القضية الفلسطينية عموما وبالاخص تجاه حرکة حماس التي تعتبر کذراع له وحتى إنها وطبقا لأغلبية الاراء ووجهات النظر المطروحة، قد أشعلت هذه الحرب بطلب من النظام الايراني.
الموقف المحرج لقادة النظام والذي فضح اسلوبهم الموغل في النفاق من حيث إستغلالهم للقضية الفلسطينية بل وحتى حرکة حماس ذاتها التي شاءت أم أبت لم تعد إلا کذراع لهذا النظام الميکافيلي المخادع وصارت في نفس المرکب الذي يجلس فيه حزب الله وبقية الرهط من الميليشيات التابعة للنظام والتي تشکل مع النظام "جبهة المقاومة والممانعة" المزعومة، هذا الموقف يبدو إنه قد أجبر قادة النظام الايراني على أن يضطروا لإلهاب حماسهم ولکن على طريقة واسلوب "عباس" کما ذکره الشاعر العراقي أحمد مطر، ذلك إنه وبعد الخطاب الماسخ لنصرالله لم يجد قادة النظام من مناص لرشق إسرائيل والولايات المتحدة والبلدان الغربية بسيل من التصريحات العنترية المستمدة جذورها من مقولة مٶسس النظام: "إسرائيل يجب أن تمحى من الوجود".
الملفت للنظر إن نظام الملالي وتزامنا مع هذه التصريحات العنترية التي لا تقدم ولا تٶخر، قام بإجراء إستعراضي آخر وهو تسريب معلومات عن فشل الوساطة التي يقودها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بين الولايات المتحدة ونظام الملالي ومن إنها لم تصل الى نتيجة، ويبدو واضحا بأن خامنئي مشغول في صومعته بالدعاء حاليا بأن يٶثر هذا الموقف النظري قلبا وقالبا على المخرف بايدن ويجعله يمارس المزيد من الضغط على إسرائيل کي توقف إطلاق النار وتنقذ ماء وجهه!
المثير للسخرية والتهکم هو إن معظم ما تقوم به أذرع الملالي في المنطقة من تحرکات ونشاطات ضد اسرائيل، ليست إلا تحرکات کارتونية من أجل إثبات الوجود ولکن من دون أن تتقدم خطوة أکبر من ذلك للأمام، ويبدو واضحا بأن خامنئي وبقية الملالي الحاکمين في طهران صاروا يعون جيدا بأن أي تدخل مباشر مستمر في الحرب الدائرة سترتد سلبا على طهران ولا يمکن أن تتملص من مسٶوليتها عن ذلك خصوصا وإن زمام هذه الاذرع بيد طهران، ولذلك فمن المٶکد جدا إن خامنئي لا يزال وسيبقى على القناعة التامة بأن أي خطوة خارج السياق الذي حددته الولايات المتحدة الامريکية ستعتبر مشارکة لنظام الملالي في الحرب الدائرة وما قد يترتب على ذلك، وفي ضوء معظم الاراء والتوقعات المطروحة بشأن هذه المشارکة فإنها ستکون بمثابة بداية النهاية الحتمية للنظام الذي يعرف جيدا بأن الشعب الايراني الذي يکرهه حتى النخاع ينتظر هکذا فرصة ليجعل سعر کل عمامة للملالي الحاکمين بريال وليس بتومان!
* العنوان مقتبس من مقطع لقصيدة "عباس" للشاعر العراقي أحمد مطر.
التعليقات