"مولانا غوغل" ليس مذنباً بكل تأكيد، وإن كان يتوجب عليه في عصر الذكاء الاصطناعي أن يستمر في تنقيح وتدقيق المقالات والمعلومات، وخصوصاً الطبية التي تتعلق بصحة وحياة البشر.

فالمعلومات الطبية والصحية على وجه التحديد، هي أكثر ما يبحث عنه الملايين حول العالم في غوغل، وبالطبع غالبية النتائج كارثية، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بالمحتوى العربي المتاح، أو لأسباب تتعلق بعدم فهم المتلقي لهذا المحتوى.

لهذه المشكلة أكثر من جانب، ليس أهمها جهل أو سطحية أو عدم تخصص من ينشر المعلومة فحسب، بل إن المشكلة الأكبر في عدم مقدرة الباحث عن المعلومة على تدقيقها، أو معرفة المصادر الموثوقة من تلك التي ليست موضع مصداقية، وهذه القصة معقدة وتتطلب الكثير من التوضيح.

على أي حال نحن الآن بصدد الحديث عن ممارسة الرياضة في شهر رمضان، وبشكل عام هناك مبالغات يمتزج فيها الروحاني مع العلمي مع الطبي فيما يتعلق بصيام شهر رمضان. صحيح أن الصيام ينقي الجسد من بعض السموم، وهو صحي لفئات كثيرة من البشر، ولكنه ليس كذلك بالطبع لمن يعانون من أمراض مزمنة بعينها، ومن ثم يجب أن يكون قرار الصيام بيد الطبيب دون أي محاولات للمزايدة على النفس، فهذه "الرخصة" يتيحها الدين، وهي أيضاً تحترم العلم والعقل.

أما عن ممارسة الرياضة في رمضان، فخلاصة القول فيها بعد التدقيق في أكثر من مصدر عربي وعالمي إن التوقيت المناسب هو بعد الإفطار بساعتين على الأقل، ولكن من يتمتع بصحة مستقرة، ولا يعاني أي مشكلات صحية،فيمكنه أن يمارس الرياضة الخفيفة مثل المشي لمسافات طويلة مثلاً، في أي وقت قبل الإفطار.

وبشكل عام، فإنَّ ممارسة الرياضة العنيفة، وحمل الأثقال أو الركض لمسافات طويلة، أو التعرق بشدة، والتعرض للجفاف، أو ممارسة الرياضة التي ترفع نبضات القلب بشدة، وغيرها من أشكال التريض العنيف ليست أمراً جيداً للجميع، وخصوصاً من تجاوزوا سن الأربعين أو الخمسين عاماً، حتى وإن كانوا يتمتعون بصحة جيدة.