عن يهوذا نتنياهو بالطبع فهو الممثل الرئيس (لسبط المملكة القديمة)، أما حسين (والحسين سبطا) فهم كثر تحت مظلة الحوزة الأم في قم، علويو سورية وشيعة العراق والحوثيون، وبالطبع الاخوان بعد أن فقدوا معظم قواعدهم في المنطقة السنية، فالتحقوا بالسبط الشيعي لركوب موجة المقاومة كعضو عامل باعتبار أن عدو عدوي صديقي، ولاعتبار آخر مهم وهو التمويل والرعاية، وأصبحوا الفرع السني في السبط العلوي مع الذراع العسكري لهم حماس، وهو العضو النشط المناكف للشيطان الأكبر وتابعه إسرائيل تحت بند المقاومة.
ومن ثم تبلور الصراع ليصبح حرباً دينية، أطرافها الرئيسة نظام الملالي ومنتسبي أعضاء سبط حسين كما ذكرنا، أما الطرف الثاني فهو (الشيطان الأكبر) أميركا وتابعها المدلل يهوذا الجديد، هذه هي أطراف الصراع، أما ميدان الصراع فهو لا في أميركا ولا في إيران؛ هو هنا في قلب منطقتنا، تلك المنطقة المنكوبة التي أرهقتها الحروب والمآسي والكوارث والأوبئة، وفي آخر الجولات وهي ما نعيشه الآن يتجلى المشهد هدماً ودماراً وقتلاً ودماء وجوعاً ومخيمات وبركان غضب وكراهية ينفث حممه في كل اتجاه: مصر والأردن ولبنان وسوريا وحتى اليمن والمنطقه كلها يابسة ومياهاً، وتسيل الدماء ويعلو جدار الكراهية ويزداد سماكة كل يوم.
والحرب الدائرة رحاها اليوم ليست كسابقاتها، لا في ما جرى فيها ولا في ما سيجري بعدها، فنتائجها ستفوق أحداثها وسيتم التأريخ بما قبلها وبما بعدها في التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة، فلن تعود غزة كما كانت وكذلك لن تكون (مملكة يهوذا)، فالحادث الدراماتيكي قلب كل الموازين والاستراتيجيات المتعارف عليها. في صباح اليوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، تلقى أكبر وأقوى جيش في المنطقة صفعة ستظل آثارها المؤلمه على وجه إسرائيل لعقود، ولن تمحوها هذه الأفعال البربرية المشينة التي وضعت العالم كله (وأؤكد كله) في مأزق، فقد اصطدمت الأنظمة مع شعوبها، فالضمائر الحية ساءها ما يحدث من حكامها الذين غضوا النظر عن جرائم واضحة ضد الإنسانية بحجة الدفاع عن النفس.
إقرأ أيضاًَ: تترات قديمة
وجميع الأطراف الآن لا يريدون إنهاء الحرب، فنهاية الحرب هي بمثابة كشف حساب لهؤلاء الذين أشعلوا النار، وكل يدعي النصر المبين، لكن استمرارها يعني استمرارهم، فمصائرهم معلقة باستمرار تدفق نهر الدماء، فالأول دمر وهدم وسوى بالأرض مدينه بكاملها يسكنها مليونا إنسان في سابقة لم تمر على البشرية في كل حروبها، كل ذلك كي يعثر على الرهائن الذين اختطفتهم حماس ولم ولن يفلح، والثاني دفع خمساً وثلاثين ألفاً من الأرواح في أكبر خسارة بشرية في التاريخ في معركة جغرافيتها محدودة، ثمناً لمغامرة لم تقدم شيئاً يذكر للقضية، بل ربما سحبت من رصيدها الكثير.
إقرأ أيضاً: حرب الرقائق
وباتت العناوين الحمراء على الشاشات ترهق العالم كله، ولا أعتقد أن أحداً يفهم ما يجري فوق الأرض ولا تحتها، فالمعلومات المتواترة مبتورة، والمعلومات المسربة بالونات اختبار للتمويه، لأن الطبخة لم تجهز بعد، فالطباخين مختلفين والمطبخ مزدحم وعليه فإنَّ أي استنتاجات أو تحليلات هي محض توقعات لا أكثر، وإن غداً لناظره قريب.
التعليقات