هل تعرفون من هو أديمولا لوكمان؟ هل سمعتم عن أليخاندرو جريمالدو؟ كلاهما في قائمة تضم أفضل 30 لاعب في العالم تم ترشيحهم للكرة الذهبية لعام 2024، وفي المقابل لم يدخل كريستيانو رونالدو، أو ليونيل ميسي هذه القائمة لأول مرة منذ 21 عاماً.

عفواً.. قبل أن تطلق أحكامك عزيزي القارئ، فأنا لا أقلل من شأن أديمولا لوكمان لاعب أتالانتا الإيطالي، ولا أحاول أن أفعل ذلك مع أليخاندرو جريمالدو نجم باير ليفركوزين، فكلاهما يستحق الترشح، وكلاهما معروف لمدمني كرة القدم العالمية، وليس للجميع.

ما أريد قوله بكل بساطة أن المثل العبقري الذي تقول كلماته :"لو دامت لغيرك ما وصلت إليك" يعد من أكثر الكلمات واقعية، وهو درس في كرة القدم وفي الحياة، فالأجيال تتعاقب والأساطير يغيبون شيئاً فشيئاً، وفي اللحظة التي نعلن فيها أنهم لن يتكرروا، فإذا بلاعب شاب لم يتجاوز 17 ربيعاً مثل لامين يامال يجعلنا ننسى ميسي ورونالدو ولو للحظات، وقد يجعلنا لا نرى سواه غداً، ثم يتوارى ميسي ورونالدو في منطقة الذكريات الجميلة.

ميسي ورونالدو لم يستحقا الترشح للكرة الذهبية لعام 2024، نعم هذه هي الحقيقة، وهذا يحدث للمرة الأولى (لهما معاً) منذ 21 عاماً، مما يؤشر أن عصراً جديداً في عالم الساحرة قد بدأ، وطويت صفحة الأساطير، وعلى رأسهم ميسي ورونالدو، على الرغم من استمرارهما في الملاعب، ولكنهما ابتعداً بحكم التقدم في العمر عن ملاعب أوروبا.

يغيب رونالدو للمرة الثانية على التوالي عن سباق الكرة الذهبية، أما ميسي، فقد خرج لأول مرة منذ الظهور الأول له في 2006، وداوم رونالدو على الظهور ضمن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية بين 2004 و2022، بواقع 18 مرة متتالية، علمًا بأن نسخة 2020 ألغيت بسبب جائحة كورونا.

واستمر ميسي في الترشح لجائزة الكرة الذهبية 17 مرة متتالية، بين 2006 و2023.غياب الثنائي معًا عن قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية يعني أن حقبة رونالدو وميسي التاريخية في كرة القدم انتهت عمليًا.وحصد ميسي جائزة أفضل لاعب حول العالم في 8 مناسبات، فيما لدى كريستيانو رونالدو 5 كرات ذهبية.

يتواصل عطاء ميسي ورونالدو خارج القارة العجوز (وهي قارة كرة القدم دون منازع)، حيث يلعب رونالدو لنادي النصر السعودي، ويحتفظ بمعدلاته التهديفية المذهلة، فيما يبصم ميسي على حقبة التحول الأميركي إلى كرة القدم في ظل وجوده هناك.

وقد يبتسم القدر لأحدهما من جديد في عام 2026 في حال شاركا في كأس العالم، وتمكن أحدهما من الفوز بها، وترك بصمة حقيقية في تتويج البرتغال أو الأرجنتين باللقب، وإن كان هذا السيناريو يظل صعباً للغاية، ولكنه قائم نظرياً على الأقل.

عنوان هذا المقال لا يهدف فقط إلى تكريس حقيقة "فعل الزمن"، ونداء المنطق، وحتمية تعاقب الأجيال، وعبقرية تداول الإبداع، ولا يهدف فقط إلى الاقرار والاعتراف بأننا في زمن هالاند وفينيسيوس ومبابي وبيلينغهام، بل كذلك هو عنوان تغلفه نوستالجيا لزمن ميسي ورنالدو، فكلاهما لا يستحق الخروج من قائمة تضم أفضل 30 لاعب في العالم، لا يستحقا أن يكون هناك 30 لاعباً في العالم أفضل منهما في اللحظة الراهنة، نعم لا يستحقون ذلك بحكم العاطفة والتاريخ على الأقل.