أعلن المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين عن فتح قضية جنائية ضد العميد في الحرس الثوري الإيراني عباس موسوي شريفي ملا سراي. يُشتبه في أنَّ الضابط ساعد روسيا في حربها ضد أوكرانيا وارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الأوكرانيين.

يمثل الإعلان، الذي تم نشره على منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا)، تصعيدًا كبيرًا في جهود أوكرانيا لمحاسبة إيران على دورها المزعوم في الصراع الجاري. وصرح يوري بيلوسوف، رئيس قسم جرائم الحرب في مكتب المدعي العام الأوكراني، في مقابلة تلفزيونية أن هذه الخطوة تعترف فعليًا بإيران كمشارك نشط في الحرب على الأراضي الأوكرانية.

وبحسب كوستين، يكشف تحقيق المدعي العام أن بين تموز (يوليو) وآب (أغسطس) 2022، توصل ممثلون روس وإيرانيون إلى اتفاق لشراء طائرات هجومية بدون طيار من طراز "شاهد-136" و"مهاجر-6"، إلى جانب المعدات ذات الصلة. وفي أعقاب هذا الاتفاق، ورد أن خبراء إيرانيين دربوا جنودًا روسًا على استخدام هذه الطائرات بدون طيار في العمليات القتالية ضد أوكرانيا.

كانت هيئة الأمن الأوكرانية قد حددت سابقًا العميد شريفي ملا سراي باعتباره يساعد قوات الاحتلال الروسية بشكل مباشر وينظم تدريبها. وفي عام 2022، زُعم أن ملا سراي قاد فريقًا من مدربي الطائرات بدون طيار الإيرانيين الذين سافروا إلى شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا.

إقرأ أيضاً: جدل كبير داخل النخبة السياسية في طهران

وأضاف كوستين أنه من أيلول (سبتمبر) إلى تشرين الأول (أكتوبر) 2022، استخدمت مجموعة من المدربين العسكريين الإيرانيين ما لا يقل عن 20 طائرة بدون طيار هجومية في منطقتي دنيبرو وميكولايف في أوكرانيا، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية المدنية المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي.

وجه مكتب المدعي العام الأوكراني إلى ملا سراي بموجب القوانين الجنائية في البلاد التهم التالية:

1. المساعدة في حرب عدوانية مخططة مسبقًا ضد أوكرانيا.

2. انتهاك قوانين وأنظمة الحرب.

3. ارتكاب جرائم حرب.

بالإضافة إلى ملا سراي، يواجه سبعة عسكريين إيرانيين آخرين أُرسلوا إلى أوكرانيا كمدربين تهمًا مماثلة.

وأضاف مكتب المدعي العام أنه في حين صدرت لائحة الاتهام غيابيًا، فقد تم تقديم جميع الأدلة إلى حلفاء أوكرانيا وسيتم تسليمها إلى الإنتربول. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان عدم تمكن المشتبه به وجميع المتورطين في هذه الجرائم المزعومة من التهرب من المسؤولية عن أفعالهم.

تشير أدلة جديدة إلى أن طلب روسيا للمساعدة العسكرية الإيرانية يعود إلى صيف عام 2022، بعد حوالى أربعة أشهر من بدء الهجوم العسكري الروسي الضخم وتزامنًا مع التقدم الكبير الذي أحرزته القوات الأوكرانية على الجبهتين الشمالية الشرقية والجنوبية. وردًا على هذا الطلب، سلمت إيران ما لا يقل عن 1500 طائرة بدون طيار إلى روسيا في غضون شهرين. وبحلول أواخر أيلول (سبتمبر) من العام ذاته، بدأت روسيا في استخدام هذه الطائرات بدون طيار على الخطوط الأمامية وفي الهجمات ضد المدن الأوكرانية.

حتى الآن، تم إطلاق آلاف الطائرات بدون طيار من طراز "شاهد" ضد أهداف في أوكرانيا. وتشير الأدلة إلى أن الحكومة الإيرانية ربما ساعدت روسيا في إنشاء خط إنتاج لهذه الطائرات بدون طيار داخل الأراضي الروسية.

إقرأ أيضاً: إعدام السجناء السياسيين والتعذيب الجماعي في إيران: لماذا؟

يأتي هذا التطور في أعقاب اتهام أوكرانيا في تشرين الأول (أكتوبر) 2022 بأن إيران كانت تزود روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب. تشير التقارير إلى أنه منذ خريف عام 2022، استخدمت روسيا طائرات بدون طيار انتحارية إيرانية الصنع من طراز "شاهد 136" و"شاهد 131"، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار متعددة الأغراض من طراز "مهاجر 6" في عملياتها ضد أوكرانيا.

ورغم أن النظام الإيراني نفى في البداية توريد طائرات بدون طيار إلى روسيا، إلا أنه اعترف لاحقًا بالنقل، مدعيًا أن الطائرات بدون طيار تم تسليمها قبل اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وقد أثار هذا الوضع مخاوف دولية، مع تحذير البيت الأبيض الأمريكي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 من أن إيران تستعد لتزويد روسيا بالصواريخ الباليستية. وأشارت تقارير لاحقة لوكالة رويترز إلى أن إيران أرسلت بالفعل مئات من هذه الصواريخ إلى روسيا.