بينما قدم النظام الإيراني رئيسه الجديد كإصلاحي ومعتدل، ظلت حالة حقوق الإنسان في إيران دون تغيير، بل استمرت في التدهور. لقد كثف النظام عمليات الإعدام وزاد الضغط على السجناء السياسيين.

في 15 آب (أغسطس)، أعدم النظام سجيناً سياسياً اعتقل خلال احتجاجات 2022، ليصبح تاسع شخص يُعدم لمشاركته في هذه الاحتجاجات.

في الوقت نفسه، يواصل النظام زيادة عدد عمليات الإعدام في جميع أنحاء البلاد. ففي 4 آب (أغسطس)، تم إعدام ما لا يقل عن 20 سجيناً في سجن غزالصار في كرج. وقبل أيام قليلة من ذلك، تم نقلهم إلى الحبس الانفرادي استعداداً للإعدام. وفي 31 آب (أغسطس)، أعدم النظام سجينين في طهران وبوشهر. وفي 31 آب (أغسطس) أيضاً، أعدم أربعة سجناء في تبريز وخرم آباد.

وفي الأول من آب (أغسطس)، أعدم سجينان آخران في خرم آباد. وفي 28 تموز (يوليو)، أعدم النظام 5 سجناء في مشهد وياسوج. وفي 29 و30 تموز (يوليو)، أُعدم سجينان من البلوش في ماناب. وفي 25 تموز (يوليو)، أُعدم سجين في بافت، وفي 24 تموز (يوليو)، أعدم أربعة سجناء آخرون، بينهم امرأة، في سجن خرم آباد المركزي.

تزايد الضغوط على السجناء السياسيين
في الوقت نفسه، يواصل النظام زيادة الضغوط على السجناء السياسيين من خلال حرمانهم من أبسط حقوقهم. في عمل غير إنساني، يعاقب عناصر النظام في سجن شيبان بالأهواز السجين السياسي مهران قره باغي، الذي يعاني من مرض القلب وآلام في العين، وتعرض مؤخراً لأمراض الجهاز الهضمي بسبب تلوث المياه والغذاء في السجن. تمنع السلطات عائلته من توفير الرعاية الطبية له خارج السجن. مهران، البالغ من العمر 32 عامًا، مسجون منذ عام 2018 ومحكوم عليه بالسجن لمدة 11 عامًا.

السجينة السياسية فاطمة ضياء آزاد، التي تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد، تعاني من آلام شديدة وتُحرم من الوصول إلى الطبيب والأدوية الأساسية في السجن. لدى فاطمة ابنتان عضوتان في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. اعتقلت عدة مرات بتهم سياسية منذ الثمانينيات، وقضت أكثر من 10 سنوات في سجون النظام ومراكز التعذيب. وفي أيلول (سبتمبر) 2022، حكم عليها النظام بالسجن لمدة ست سنوات ونصف.

وهناك حالة طارئة أخرى تتعلق بيوسف يونسي، البالغ من العمر 70 عامًا، وهو سجين سياسي في سجن إيفين ويحتاج إلى عملية جراحية بسبب آلام في المعدة والأذن. لكن حراس السجن يمنعونه من نقله إلى المستشفى. وحتى بعد أن حجزت له أسرته سريراً في المستشفى وطبيباً متخصصاً، منع حراس السجن نقله.

ويخوض السجينان السياسيان منوشهر فلاح وحافظ فروجي إضراباً عن الطعام منذ 10 تموز (يوليو) 2022 في سجن لاكان في رشت احتجاجاً على وضعهما غير المستقر. تم اعتقال حافظ فروجي خلال الانتفاضة الوطنية عام 2022 وبقي في طي النسيان لمدة 19 شهرًا. أما منوشهر فلاح، البالغ من العمر 34 عامًا، فقد تم اعتقاله في حزيران (يونيو) 2022، ورغم إطلاق سراحه بكفالة، إلا أن السلطات رفضت إطلاق سراحه. ورغم تدهور حالتهما الجسدية، أكد فلاح وفروجي أنهما سيواصلان إضرابهما عن الطعام حتى النظر في قضيتهما.

إن هذا المستوى من الظلم والقسوة في بداية رئاسة مسعود مزيكيان يدل على أن الانتهاك الواضح لحقوق الإنسان هو حجر الزاوية في استراتيجية البقاء لهذا النظام، وبدون القتل والإعدام لا يمكن للنظام أن يستمر ولو ليوم واحد.

ولا ترتبط عمليات الإعدام الوحشية هذه فقط بالوضع المؤلم في الشرق الأوسط. ولأن بقاء النظام قائم أيضاً على الإرهاب والتحريض على الحرب في المنطقة، فإن الفاشية الدينية تؤمن بقاءها بالإعدامات في إيران والحرب والإرهاب في الشرق الأوسط.

لكن في خضم كل هذا، تتكشف حقيقة مؤلمة أخرى، وهي أن سياسات الحكومات الغربية تجاه هذه الأحداث، من خلال التزام الصمت وتجاهل الحقائق في ظل سياسة الاسترضاء، مكنت من استمرار القمع الداخلي والتدخل والإرهاب الخارجي.

لكن هناك حقيقة ملموسة أخرى، وهي أن هذا النظام الفاسد والغارق في الأزمات يقضي أيامه الأخيرة.

جيش الحرية، تحت غطاء "وحدات المقاومة" في عموم إيران، عازم على إسقاط هذا النظام في الانتفاضة المقبلة، واستبداله ببديل ديمقراطي يمثل إرادة الإيرانيين، وهو بالطبع الخيار الأنسب لشعب إيران والمنطقة وحتى العالم أجمع. لذلك فإن دعم حق الدفاع والمقاومة ضرورة للشباب الثوري في إيران.

ولا يصب هذا فقط في مصلحة الشعب الإيراني الذي دفع ثمناً باهظاً من دماء 100 ألف شهيد من السجناء السياسيين وعانى من جحيم التعذيب والسجون، بل هو السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة من الإرهاب والحروب التي أشعلها النظام الدكتاتوري الحاكم.

لكن شباب إيران الشجعان والمنكرون للذات، رجالاً ونساءً، لا يحتاجون إلى أسلحة أو أموال، ولكن بناءً على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم ضد القمع والتعذيب والإعدام، من أجل تحقيق الديمقراطية في إيران ونشر السلام والازدهار في الشرق الأوسط.