مفردة تحمل مفاهيم، لا يدرك قيمتها إلا من تعايش مع عصرها، وخاض مراحلها، وقبل أن أسترسل في الكتابة، أخذ القلم يرجف، يسطّر حرفًا ويقفز حروفًا، وكأنه قرأ أفكاري، وتعرّف على من أعنيه من جيل الرواد، وتواصلت الإشارات العصبية، وبدأت أتعرق، وأصابعي عجزت عن ضبط القلم، وكأني بي أتخيل حركة تشبه وقع أقدام الطاووس، وهو يختال في ممرات المكان، رشاقة وزهوًا والجميع يتوجّس خيفة، يترقبون من منهم سيكون الهدف، ليأخذ نصيبه، من تلك العبارات الشهيرة التي لا مفر من سماعها، إن كان محظوظًا، سيستمع إلى عبارة الترحيب: (هلا هلا).. وإذا كان من ثلة المتقاعسين، تنتظره عبارة التأنيب: (يا مولانا بأي حس تعمل).

عبارات صنعت أجيالًا من المهنيين، منهم من تنكّر ومنهم من حفظ المعروف، خطوات أفرزت نجاحات توالت، وحفرت حروفًا مضيئة، دوّنت في سجلات تاريخ الصحافة السعودية والعربية، رفيقنا علم من أعلام الطيور المهاجرة، ينتمي لمحافظة تزخر بالأدباء والعقول النيّرة، اختار شواطئ العروس، محافظة الأمواج المتلاطمة، بوابة لتحقيق الحلم، مجتازًا جسور العناء.

إقرأ أيضاً: السعودية.. قوافل خير وبوصلة سلام

أقتحم الصحفي اليافع بلاط صاحبة الجلالة بالفطرة، متسلحًا بعلوم المكتبات، ورصيده مخزون علمي ثري، صعد به إلى قمة مؤشرات المجد.

قدّم دروسًا مجانية بالممارسة.

لا يتقبل المتثائبين، ويخشاه المتقاعسون، حضورًا وانصرافًا، ماهر في تحليل القضايا المحورية، وقائد في توجيه الرأي العام، مجلدات من فنون المهنة، لقّنها لكل من خدمه الحظ، لينهل منها، لو طبعت تغنيك عن سنوات تهدرها على مقاعد التعليم الأكاديمي، جامعة عملية، تهديك محاضرات في جميع فروع الصحافة ونظرياتها وفنونها، تخرّج منها جيل محترف، وصنعت إمبراطورية، وصرحًا إعلاميًا سعوديًا مفخرة.

شخصية عصامية مهنية فريدة، التحدي عنده هواية، ولا حدود للنجاح لديه، طموحه يتجاوز المستهدفات، لا يقنعه الإنجاز المنفرد، عبارات الشكر في قواميسه شحيحة، ليس بخلاً ولا قسوة، ولكن طمعًا في الحصول على كل ما تملك من مخزون إبداعي، له عيون ساهرة، وآذان صاغية، حفاظًا على القمة، يهوى استنزاف الطاقات، ويحتفي بمخرجات المبدعين، يؤمن بالمهني الشامل، لكن لا تضمن معه الاستدامة، عليك أن تترقب حركة التدوير الموسمية، والتطوير والتنقلات، لا مفر من التأقلم مع كل بيئة محيطة.

إقرأ أيضاً: السعودية.. لا للتطبيع لا للتهجير لا للمزايدة

قد تفزعك خطوات مرسول الخطابات، لا تضمن مافي جعبته، مكافآت أم خصومات وإنذرات.

زعيمنا الذي يصنّف من نخبة العمالقة، الدكتور هاشم عبده هاشم، الشخصية التي تركت بصمة واضحة، محليًا وإقليميًا، منذ الانطلاقة حتى الاحتراف.

سيطر على الساحة بموضوعية، بدون مقارنة ولا منافس، حتى العهد الأخير، للصحافة الورقية.