الإبحار في محيط البؤس يجعلك تتعرض لشخصيات ملوثة وأمواج من أفكار ومعتقدات مسمومة تملأ الفضاء ووسائل التواصل، همها الوحيد الاتجاه عكس التيار، وعكس كل القيم التي نعرفها من الحق والعدل والإنسانية والصدق.

وهي متلونة وتعزف على وتر المجتمعات، فتبدأ يائسة من تحريك حملات بأقلام وأصوات نشاز، وهدفها التشويه للأشخاص أو الدول، وتقليل أيّ جهد يوصل إلى العزة والكرامة.

فالبعض منها مقرون بالمادة فقط، وأصبح كبينة شحن لا أقل.

وهذا الأمر بطبيعة الحال هو بؤس لمن افتقد الأنفة والشجاعة والاعتزاز بحب الأوطان، فأصبح البعض منهم شغله الشاغل محاربة الفكر النزيه ونعت من يخالفهم بأنه بمثابة تطبيل أو حب الظهور، أو تفسيرات على حسب هوائهم للتقليل من دور الدول وما تقوم به، ويتخذون الدين أو الحزبية والشعارات الرنانة الكاذبة، التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.

الدول العظيمة لها رؤية وخطط وأهداف تتحقق، ومن يبني ليس كمن يجلب الدمار والخراب وفقدان الأمن والعيش في كرامة وعدل وحضارة وتطوير وتقدم.

وتكمن المشكلة في البعض الذي ينساق ويغيب دون وعي، وتنطلي عليه تلك العبارات والحديث بالتصنيف والتقسيم، وأنَّ نظرته حصينة ومقدام في الثقافة والعلم، بل ليس له مثيل في الأثر والتأثير، وبذلك ينطبق عليه شر البلية ما يضحك.