بعد مباراة منتخبنا واليابان، والتي لم تكن تليق بمنتخبنا الذي تربع لسنوات طويلة على عرش القارة، فلا يليق بمنتخب لديه إنجازات كبيرة على مستوى القارة وإرث كنا وما زلنا نفخر به، ولن نتوقف عن فعل ذلك حتى يعود منتخبنا بطلاً عظيماً لقارة آسيا. الواقعية التي يتحدث عنها بعض النقاد لا تعني أن أقبل هذا المستوى الذي ظهر به منتخبنا أمام اليابان، فأسوأ إحصائيات مرت في تاريخ منتخبنا ربما تكون مباراة اليابان، فمن يشاهد تلك الإحصائيات، ويطلع على عدد الركنيات التي حصل عليها منتخب اليابان - الذي في الأساس ضمن التأهل - مقابل صفر ركنية للمنتخب السعودي، لا يشعر أن هذا المنتخب كان في الصف الأول من بين منتخبات آسيا.
نحن نكتب بحرقة الغيرة والعشق لمنتخبنا الوطني، ولن نقبل أن يبقى حاله في تراجع مخيف، ونحن ندرك أن الإمكانيات ومستوى الإنفاق قد تضاعفا كثيراً عن السنوات التي مضت، ولم أشعر وقت المباراة بأن منتخبنا يمكن أن ينتفض في أي لحظة، ويتحرك لإثبات قيمته الفنية التي يعرفها الجميع، فقد وجدت منتخباً مكبلاً لا يقوى على التحرك للأمام وكأنه خائف، أو مُنع من فعل هذا الشيء.
إقرأ أيضاً: التلفاز في شهر رمضان
لا توجد دولة في آسيا تنافس السعودية على مستوى الموهبة، ولا القوة، ولا الشراسة في الملعب، والسيطرة، وتحقيق الإنجازات، هذه حقيقة، لكن يبدو أن المسؤول عن اتحاد الكرة لا يشعر بذلك، ويبدو أن حالة الخوف التي يعيشها قد تسربت لأفراد المنتخب ومنظومة العمل، وحتى يعود منتخبنا بطلاً يجب أن تعود الثقة، ويشعر نجوم المنتخب أنهم الأفضل على كافة المستويات.
إننا نقبل منافسة أي منتخب، لكن لا نقبل شعور الخوف وعدم القدرة على المنافسة، والاكتفاء بالتعادل أو بعدد أقل من الأهداف التي تدخل مرمى منتخبنا. أصبحنا كنقاد وجماهير ندرك حجم الأزمة التي يعيشها المنتخب السعودي، بقي أن يشعر المسؤول عن اتحاد الكرة بهذه الأزمة، ويسعى لتعديل الأمور.
إقرأ أيضاً: مما يخاف ترامب!؟
إن خروج المنتخب من نهائيات كأس العالم من الكوارث، ودخوله أيضاً معترك الملحق الآسيوي أيضاً كارثة يجب ألا تُقبل، حتى وإن كان التأهل سيتحقق من الملحق، لأن هذا مؤشر نزول خطير لمستوى كرة القدم السعودية.
اليوم يجب أن تتغير أفكار اتحاد الكرة، ويجب أن يبحث عن النماذج المميزة من الخطط لتطوير المنتخب السعودي، كما تفعل اليابان وكوريا وغيرهما. لن نصبح منتخباً عالمياً منافساً ونحن نخشى منتخبات في آسيا، ونتراجع أمامهم باحثين عن النقطة أو خسارة بأقل عدد من الأهداف. ليس هذا طموح منتخبنا، ولا طموح شعب المملكة. الواقعية تعني أن يعود منتخبنا من خلال العمل الجاد بطلاً لآسيا.
التعليقات