بغداد: على الرغم من الهدوء الذي ساد ارجاء بغداد ومدن العراق في اول ايام العيد يصعب على العراقيين ان ينسوا حوادث العنف التي جرت عشية العيد عندما قتل 28 من رجال الشرطة واصيب 25 اخرون في تفجيرين انتحاريين نفذهما تنظيم quot;القاعدة في بلاد الرافدينquot; الذي يتزعمه ابو مصعب الزرقاوي.

فقد حل عيد الاضحى وهرع الاطفال في بغداد الى حدائق طالما تحرقوا شوقا اليها، في حين يضع الاهل ايديهم على قلوبهم خوفا من سيارة مفخخة او انتحاري مزنر بالمتفجرات يقطع فرحة العيد عليهم وعلى فلذات اكبادهم. في مدينة الصدر توزع اطفال هذه الضاحية الشيعية المكتظة على ساحات ومتنزهات نصبت فيها اراجيح متواضعة ليلهو بها الاطفال على مقربة من منازلهم. وقالت ايمان حمزة بغصة رغم اعوامها العشرة quot;ابي لا يأخذنا الى حديقة الالعاب ولا حتى الى حديقة الحيوان خوفا من الانفجاراتquot;. واضافت quot;يقول ابي ان الارهابيين يقتلون كل من يتجول في الشوارعquot;.

ينظر علي عدنان (تسعة اعوام) بفضول الى من حوله وهو يحمل رشاشه البلاستيكي، لعبة اطفال العراق المفضلة. نسأله لماذا يحمل الرشاش لا لعبة اخرى فيجيب مترددا quot;اقتل بها كل ارهابي يحاول ان يفجر بالقرب من دارناquot;.

يتجمع الاباء بشكل ملحوظ حول الساحة التي يلعب فيها اطفالهم يراقبون بانتباه شديد كل ما يدور حولهم عل ذلك يساعدهم في تجنيب اولادهم اي خطر مفاجئ.

اصطحبت حنان عبد الكريم ثلاثة من اطفالها وقالت quot;لا يمكنني ترك اطفالي لوحدهم فقد يحدث انفجار في اي دقيقة وانا افضل الموت معهم على البقاء بعيدة عنهمquot;.و يقول حامد حسين (36 عاما) وهو يشير بيده الى ولديه رائد (7 سنوات) واحمد (6 سنوات) quot;الوضع خطير ولا يمكن لاب ان يترك ولده لوحده. الانفجار عندما يقع لا يفرق بين الاطفال والشيوخquot;.

وفي حديقة الزوراء، اوسع منتجع للترفيه في العاصمة، تجمعت عشرات العوائل عند المدخل تنتظر دورها للدخول وسط اجراءات امنية مشددة. وفيما اغلقت سائر المداخل اقامت الشرطة نقاط تفتيش عند المدخل الوحيد حيث يجري تفتيش كل سيارة تريد الدخول الى الموقف ويتم التحقق من راكبيها.

ومع ان هذا التشديد في الاجراءات الامنية يعيق الدخول فان العراقيين لا يتأففون بل يشعرون بالارتياح وهم ينتظرون دورهم للدخول الى الحديقة. واعرب كامل محسن (40 عاما) الذي جاء مصطحبا اطفاله الثلاثة وزوجته عن سعادته بهذه الاجراءات قائلا quot;مهما تكن صعبة ومزعجة فانها تحمي اطفالنا وتحمينا من الموت الذي يطاردنا كل يومquot;.