باريس : أعلنت وكالة الفضاء الاوروبية أن قمرا صناعيا رصد تآكلا قياسيا لطبقة الاوزون فوق القارة القطبية الجنوبية هذا العام مما يصيب بمزيد من الاضرار الدرع الذي يقي الارض من الاشعة فوق البنفسجية التي تسبب الاصابة بالسرطان. وأضافت وكالة الفضاء الاوروبية أن العقد الماضي شهد تراجعا في مستوى طبقة الاوزون في الغلاف الجوي للارض بنسبة 0.3 في المئة مما ضاعف من مخاطر الاصابة بسرطان الجلد واعتام عدسة العين والاضرار بالحياة البحرية.

وكان ثقب طبقة الاوزون فوق القارة القطبية الجنوبية قد اكتشف المرة الاولى عام 1985. وقالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية في وقت سابق من هذا الشهر ان ثقب الاوزون يقترب من رقمه القياسي الذي سجله عام 2000 وهو 29 مليون متر مربع. أضافت وكالة الفضاء الاوروبية أن اتساع الثقب المسجل هذا العام كان أكبر من ذلك المسجل عام 2000 مما يصل بحجم الاوزون المفقود الى 40 مليون طن حتى الثاني من أكتوبر تشرين الاول ويحطم الرقم القياسي للاوزون المفقود عام 2000 وهو 39 مليون طن.

ويتم حساب حجم الاوزون المفقود فوق القارة القطبية الجنوبية من خلال قياس مساحة الثقب وعمقه. وقال كلاوس زينر المهندس المتخصص في الغلاف الجوي في وكالة الفضاء الاوروبية ان quot;تلك الخسارة الفادحة للاوزون تتطلب انخفاضا شديدا جدا للحرارة في طبقة الاستراتوسفير (الجزء الاعلى من الغلاف الجوي) في وجود ضوء الشمس.quot;

وأضاف أن quot;هذا الفقدان الشديد للاوزون هذا العام يمكن تفسيره بأن درجة الحرارة فوق القارة القطبية الجنوبية قد بلغت أدنى حد لها في المنطقة منذ عام 1979.quot; وقالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية وبرنامج الامم المتحدة للبيئة في شهر أغسطس اب ان الطبقة الواقية حول الارض من المرجح أن تعود الى مستوياتها التي كانت عليها قبل عام 1980 بحلول عام 2049 فوق معظم مناطق أوروبا وأمريكا الشمالية واسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.

أما فوق القارة القطبية الجنوبية فذكرت الوكالات أن استعادة طبقة الاوزون لمستواها من المحتمل أن تتأخر حتى عام 2065. ويلقي العلماء بالمسؤولية عن تآكل طبقة الاوزون على مركبات الكلوروفلوروكربونات التي تحتوي على الكلور والبروم لان هذين العنصرين يتفاعلان مع جزيئات الاوزون مما يتسبب في تفتتها. وقد حظرت معاهدة فيينا لعام 1985 وبروتوكول مونتريال المكمل لها عام 1987 الكثير من مركبات الكلوروفلوروكربونات التي كانت يوما ما شائعة الاستخدام في المبردات وأجهزة التكييف والتنظيف الصناعي. ورغم ذلك لم تختف مركبات الكلوروفلوروكربونات من الجو.