أحمد نجيم من الصويرة: لم تعد الثقافة الكناوية مقتصرة على الموسيقى خلال أيام مهرجان كناوة وموسيقى العالم، فقد أضحت تصاحبها أشكال فنية متنوعة أكثرها حضورا الفن التشكيلي. وهذا الفن ليس غريبا عن مدينة الصويرة التي اشتهرت بلوحات فنانيها التشكيليين، وظهر فيها التيار الفطري. عبد اللطيف مستاد
خلال الدورة التاسعة للمهرجان التي اختتمت يوم الأحد المنصرم، شارك الفنان المغربي المقيم في فرنسا عبد اللطيف مستاد بآخر أعماله الفنية. لوحات عكست عوالم الموسيقى الكناوية بشكل خاص والثقافة الكناوية بشكل عام، ألوان مستمدة من العالم الكناوي الصحراوي quot;أستمد هذه الألوان من ثقافي الإفريقية، فأنا من وارزازات وإن كنت ولدت في الدار البيضاء، تلك الألوان والصور والأشكال ظلت في ذاكرتي منذ زياراتي لتلك المنطقة، لذا أستعمل الألوان الإفريقية الداكنة وغير الحزينة في الوقت نفسه، كما أنني أوظف الطريقة التقليدية في لوحاتي، طريقة الصنايعيين والحرفيينquot; يحكي مستاد. الحرفي والصنايعي والفنان الكناوي كانوا يلهمون الفنان بل وجهوا اختياره الفني quot;لقد أثر في هؤلاء، فمع الحرفي تعلمت طريقة إعداد المواد الخام وتوظيفها في عملي الفني، ومع الكناوي أستمد الأفكار التي تعبر عن انتمائي الموغل في إفريقياquot;. التشكيلي مستاد خصص عدة أشهر لاكتشاف إفريقيته quot;أثرت في كثيرا تلك اللوحة المتواجدة بزاكورة والتي تؤكد أن تومبوكتو لا تبعد سوى ب51 يوما، بدأت تسهويني فكرة الرحلة لاكتشاف أصولي، زرت مالي وأقمت لمدة طويلة، وكان للرحلة تأثير كبير على أعمالي الفنية خاصة منحوتاتيquot;.
منحوتات مستاد التي عرضت إلى جانب اللوحان في الصويرة طيلة أيام المهرجان، تمتح مادتها وأشكالها من تلك الأصول الإفريقية.
يوظف الفنان التشكيلي كذلك المادة الكرافية، من خلال الخط العربي، لا تعتبر ذلك تعارضا بين ثقافتين، واحدة مهيمنة حاولت محو الثانية quot;من ثقافتي الإفريقية أستمد القوة والحركةquot; قوة تظهر في توظيفه للقراقب، إنها تلك القوة المعبرة عن العنف الذي عاشه الكناوي بعيد مجيئه إلى المغرب كعبيد، كما أن ضربة الريشة وإحداثها لتلك الدوائر تكريس لذلك العنف.
ينتقد مستاد الكناوي الموغل في كناويته، تعامل الفنانين التشكيلين مع كناوة quot;لقد تأثرت كثيرا لما رأيت التعامل المهين لفنانين مع كناوة، إذ وضعوا عليهم الصباغة، إنهم لم تحترموا تلك الثقافة لأنهم لم يفهموها، اهتمامتي بالفن الكناوي نابعة بكوني جزء من تلك الثقافةquot;. التشكيلي المغربي المقيم في فرنسا يؤكد أن مزج الإيقاعات الكناوية المعتمد في مهرجان وخارجه لم يوت أكله لأن الفنانين لا يفهمون جوهر الفن الكناوي، ويضيف quot;القلة القليلة من كبار الفنانين الذين تجاوزوا سن الخمسين نجحوا في إدراك كنه الفن أمثال جيمي هاندريكس...
يسعى مستاد إلى تطوير تجربته مع الفن الكناوي quot;أعد مشروعا فنيا عبارة عن تنصيبات فنية، هذه التنصيبات تقدم وجها خاصا عن عوالم الصويرة quot;من يلج هذه المدينة يشعر براحة نفسية يصبح هادئا بفعل تأثير الرياح، هذا الجانب الروحي هو مادة اشتغالي في معرضي المقبلquot;.
الفنان المقيم بباريس والحاصل على شهادات في الفن التشكيلي من أميين الفرنسية يعتبر تجربته بداية للغوص في عوالم نرها ولا ندرك الكثير من سحرها وجماليتها.
- آخر تحديث :
التعليقات