برلين : سلفيا فتاة ألمانية عادية التقت في صدفة لا تحدث إلا في الأحلام بملك السويد كارل جوستاف فتزوجها زواجا كلل بالسعادة والهناء. الملكة سلفيا ليست جميلة وذكية فحسب بل لها أيضا قلب حنون وتشارك في العديد من المشاريع الخيرية.
لا تزال أسطورة سندريلا تعاود الظهور على الساحات الملكية الأوروبية من حين إلى آخر. في القصة الشهيرة يقع الأمير في حب فتاة عادية من عامة الشعب، وينجحا في تذليل الصعاب التي تعترض طريقهما حتى تكلل قصة الحب بالزواج السعيد. سندريلاتنا اليوم تدعى سِلفيا وأميرها هو الملك السويدي الحالي كارل جوستاف. سلفيا فتاة ألمانية اسمها الكامل سلفيا سومرلات، التقت الملك في صدفة لا تحدث إلا في الأحلام، وتزوجا عام 1976. وبعكس كل التوقعات التي كانت تبشر بفشل الزواج فاجأ الزوجان العالم بزواج مستقر دام حتى الآن 30 عام مليئة بالسعادة والهناء.
حرص على المشاريع الخيرية
اشتهرت الملكة سلفيا في السنوات الماضية بأعمالها الخيرية وحملاتها لمساعدة الأطفال الفقراء في جميع أنحاء العالم، ولعل حرص الملكة سلفيا على مساعدة الأطفال المحتاجين يعود إلى فترة طفولتها. فقد ولدت سلفيا بمدينة هايدلبيرج الألمانية في 23 ديسمبر عام 1943 لأب يعمل تاجرا وأم برازيلية، بعد ولادتها انتقلت العائلة ومعهم سلفيا لمدينة ساو باولو بجنوب أمريكا حيث عاشت حتى أصبح عمرها أربعة عشر عاما. خلال حياة سلفيا في مدينة ساو باولو شاهدت الفقر والأوضاع المزرية التي تسود المدينة بعينها، فكرست حياتها بعد وصولها إلى العرش للأعمال الخيرية ومكافحه الفقر وللأمية في العالم. ولأنها لم تستطع نسيان حياة الأطفال وأوضاعهم بجنوب أمريكا قامت بتأسيس مؤسسه خيرية عام 1999 تدعى quot;مؤسسة أطفال العالم World Childhood Fondationquot; وتقدم هذه الجمعية الدعم المادي لباقي الجمعيات الخيرية التي تقوم بمشاريع خيرية للأطفال المحتاجين، كما تقوم بجمع الأطفال الذين يعيشون في الشوارع في روسيا والبرازيل ووضعهم في مؤسسات تعليمية تتولى رعايتهم. بالإضافة إلى ذالك فإن الملكة سلفيا مشاركة في عضوية نحو 62 جمعيه خيرية عالمية.
صدفة لا تحدث إلا في الأحلام
لم تكن سلفيا تعلم أن عملها كمضيفة في الألعاب الأوليمبية عام 1972، والتي أقيمت في مدينة ميونخ، سيغير مجرى حياتها بالكامل. فقد أُسند إلى سلفيا التي كان عمرها آنذاك 28 عام مهمة مرافقة ملك السويد كارل جوستاف أثناء حضوره إلى الاستاد والترجمة له وتعريفه بأهم الملامح السياحية. وأثناء هذه الجولات وقع الملك في حب سلفيا، وسرعان ما زف القصر الملكي السويدي خبر نية الملك الزواج من سلفيا ابنة التاجر الألماني.
لم تشكل حقيقة أن سلفيا فتاة من عامة الشعب عائقا قانونيا للزواج، ذالك لان للملك في السويد الحرية الكاملة في اختيار زوجته، بينما يقيد القانون الملكي السويدي ولي العهد فقط بالزواج من طبقة النبلاء. وعلى الرغم من تحفظ الشعب السويدي من تلك الألمانية التي كانت تكبر الملك بنحو ثلاثة أعوام، فأن طريقة سلفيا في التعامل مع الشعب السويدي ومحافظتها على الأصول والعادات السويدية دفعت الشعب على حبه لها.
رزقت الملكة سلفيا بثلاثة أبناء، أولاهم ولية العهد الأميرة فيكتوريا، ثم الأمير كارل فيليب، وأخيرا الأميرة مادلين. ونجحت في الحفاظ على سمعة العائلة الملكية ناصعة على عكس باقي الدور الملكية ألأوروبية، وعلى رأسها العائلة الملكية البريطانية التي لحقت بها العديد من الفضائح في السنوات الأخيرة.
محطات في حياة سلفيا
في بداية مشوار الملكة وتحديداً عند إعلان الخطوبة قالت سلفيا quot;سأصبح ملكة لكي أساعد المحتاجين في العالم فما فائدة الملكية في أيامنا إذا لم تكن تقديم المساعدةquot; وهذا ما فعلته طيلة الثلاثين عام السابقين. وقد أهدى فريق أبا أغنيةً للملكة سلفيا اسماها الملكة الراقصة Dancing Queen كهدية زفاف، وقالت الملكة آنذاك quot;لم أكن في ذالك الوقت بنت السبعة عشر عام كما تقول كلمات الأغنية لكني سعيدة جداً بالأغنية وأنا من المعجبين بفريق أبا الرائعquot;.
عام 2002 اقتسمت الملكة سلفيا مع ملكة الأردن الملكة رانية الجائزة الألمانية للإعلام. وحصلت الملكتان على الجائزة لتجسيدهن الأنوثة اللامعة والأمومة الرحيمة في الوقت نفسه، حيث تحرص كلاهما على بعث روح الإنسانية من خلال المشاريع الخيرية. كما حصلت الملكة سلفيا على جائزة قدمها لها رئيس بلدية هامبورج اوله فون بويست كتعبير عن التقدير لمبادراتها الخيرية العديدة.
التعليقات