أثينا:
أعلنت الحكومة اليونانية عن مكافأة تزيد قيمتها عن مليون وثلاثمئة ألف دولار أمريكي لمن يساعد في القبض على الأشخاص الذين يشتبه في وقوفهم وراء موجة حرائق الغابات التي خلفت ما لا يقل عن ستين قتيلا حتى الآن. وتواصلت الحرائق في الاشتعال حيث أعلنت قوات الإطفاء عن احتواء 63 حريقا جديدا يوم الأحد فيما وصف المسؤولون ما يحدث بأنه quot;كارثة غير مسبوقةquot;.
وقد اعتقلت السلطات اليونانية عددا من الأشخاص تشتبه في تورطهم في الحرائق، التي هددت يوم الأحد أحد أهم المواقع الأثرية في اليونان وهو مهد الألعاب الأوليمبية. وقال مسؤولون يونانيون يوم الأحد إن وحدات الإطفاء تمكنت من محاصرة حرائق الغابات قبل وصولها إلى قرية أوليمبيا، لكن المسؤولين قالوا إنهم لا يمكنهم القول ان القرية التي تضم متحفا يضم الكثير من الآثار الإغريقية القديمة، أصبحت في مأمن تام من النيران.
وقد أخليت قرية أولمبيا جزئيا، واقتربت النيران من محيط الاستاد الأوليمبي التاريخي وساحة المتحف الذي يضم واحدة من أكبر المجموعات الأثرية في اليونان. ووصل وزير الثقافة اليوناني جورجي فولجاراكيس إلى أوليمبيا للإشراف بنفسه على جهود إنقاذ المنطقة الأثرية من النيران. وقال لوكالة أنباء أسوشيتدبرس بعد تفقد المكان quot; لا نعرف بالضبط حجم الخسائر التي لحقت بمنطقة أوليمبيا لكن الأكثر أهمية هو أن المتحف لا يزال على حاله وإن الموقع الأثري لن يتعرض لأي مشكلاتquot;.
وقال مسؤول بقوات مكافحة النيران إن ست طائرات ومروحيتين وخمس عشرة سيارة إطفاء وخمسة وأربعين إطفائيا يشاركون في العملية الجارية لتأمين المنطقة الأثرية. وقال وزير الأمن العام quot;بايرون بوليدوراس quot; لقد ضرب رجال الأطفاء نموذجا في التضحية بالنفس وخاضوا معركة شرسة لإنقاذ هذه المواقع المهمة والحساسةquot;. وقال المتحدث باسم قوات الإطفاء نيكوس ديامانديس إن quot;الحرائق تلتهم نصف مساحة البلاد، هذه بلاشك كارثة غير مسبوقة في اليونانquot;.
وسوف تقدم المكافأة التي أعلنتها الحكومة اليونانية إلى أي شخص يقدم معلومات تقود إلى القبض على مشعلي الحرائق. وقال بيان رسمي quot; سوف تتراوح قيمة المكافأة بين مئة ألف ومليون يورو لكل من يدل على فعل من أفعال الحريق، وتعتمد القيمة على ما تسبب فيه الحريق من وفيات أو إصابات أو خسائر ماديةquot;.
ويرجح البعض أن تكون الحرائق بهدف الالتفاف على قانون يوناني يحظر البناء على الأراضي التي تصنفها الدولة على أنها مساحات من الغابات.
وقد حاصرت الحرائق التي تنتشر بسرعة كبيرة كثيرا من اليونانيين بشكل مفاجئ، ووجد كثيرون ممن تأخروا في اتخاذ قرار المغادرة، أنفسهم محاصرين في منازلهم أو سياراتهم أو في حقول الزيتون. وقامت السلطات بإجلاء السكان من قرى وبلدات جزيرة إيفيا يوم الأحد حيث نقلت السفن كثيرين منهم إلى أثينا والمناطق المحيطة بها. وقال أحد سكان بلدة أليفاري في جزيرة إيفيا للتليفزيون اليوناني إن quot;النيران تتحرك نحو البلدة وسنغادرها إلى مكان آخر، لا نريد أن نموت محروقين، فلا أحد هنا ليساعدناquot;.
في غضون ذلك، غطت سحب الدخان سماء العاصمة أثينا وحجبت الشمس في الوقت الذي تهدد فيه الحرائق الكثير من ضواحي المدينة. وأتت النيران على المنازل والمباني الصناعية في ضاحيتي كيراتي وكاليفيا على مشارف أثينا. وقد ألمح رئيس الوزراء اليوناني إلى كوستاس كرامانليس إلى أن العديد من هذه الحرائق قد وقع بفعل فاعل. وقال في خطاب تليفزيوني إلى الشعب اليوناني quot; إن اشتعال الكثير من الحرائق بشكل متزامن في عدد من أنحاء البلاد لا يمكن أن يكون مصادفةquot;.
وأضاف quot; إن أجهزة الدولة ستفعل كل ما يمكنها للوصول إلى المسؤولين عن تلك الحرائق ومعاقبتهمquot; وقد أعلن كارامانليس حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمواجهة حرائق الغابات التي تجتاح مناطق متفرقة في اليونان. كما القت السلطات اليونانية القبض على شابين اتهمت أحدهما باشعال الحرائق بشكل متعمد في مدينة اريوبوليس جنوب اليونان والتسبب بوفاة ستة اشخاص يوم الجمعة.
وأرسل عدد من الدول الأوروبية تعزيزات من قوات الإطفاء والطائرات لمساعدة الأجهزة اليونانية في مكافحة النيران، كما يتوقع وصول مساعدات من دول أخرى خارج الاتحاد. وقال وزير الشؤون الخارجية اليوناني إن احدى وثلاثين طائرة ومروحية من عدة دول أوروبية وإسرائيل قد وصلت إلى اليونان، وتلقينا عروضا بالمساعدة من الحكومتين الروسية والأمريكيةquot;.