دبي: تحول التنافس بين مصر والمغرب على رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة quot;اليونسكوquot;، إلى ما يشبه quot;الصراعquot; بين الدولتين العربيتين، إلى حد لجأ فيه كلا الجانبين إلى quot;التراشقquot; بالاتهامات وكيل الانتقادات إلى الآخر.
وقد سعى المرشح المصري لرئاسة المنظمة الدولية، وزير الثقافة فاروق حسني، إلى تهدئة ما يُوصف بـquot;الأزمةquot; التي اندلعت مؤخراً بين المثقفين في كل من مصر والمملكة المغربية، بقوله إنه يكن quot;كل التقدير والاحترامquot; لمنافسته المغربية، عزيزة بناني.
وقال حسني، في تصريحات صحفية بالقاهرة: quot;أحترم المغرب ومرشحته، فالمغرب بلد عزيز، والمرشحة عزيزة بناني، صديقة وإنسانة أكن لها كل احترام، ولا يصح إطلاقاً أن يكون هناك حوار بهذا الشكل، ولا أن يصدر مثل هذا الكلام الذي لا أعرف من أين يأتون به فهذا كلام غير مسؤول.quot;
ولكن صحيفة quot;أخبار اليومquot;، نقلت في عددها السبت أن وزير الثقافة quot;أبدى استياءه من الحملة التي تشنها الأقلام المغربية (ضده) على أحد مواقع الانترنتquot;، مشيراً إلى أنه أشاد بالمرشحة المغربية خلال تصريحاته التي أدلى بها مؤخراً لمختلف وسائل الإعلام سواء المحلية أو الدولية.
كما نقلت الصحيفة قوله: quot;لم يحدث في أي وقت أن أسأت من قريب أو بعيد للمرشحة المغربية أو للمغرب، ولم أقل في أي مقابلة أو تصريح إن مصر أحق من المغرب بالترشيح لرئاسة اليونسكو، بل قلت وأقول إن من حق مصر والمغرب أن يقدما مرشحيهما، والأحق هو الذي سيفوز في الانتخابات.quot;
وفي المقابل، اعتبرت وسائل الإعلام المغربية التصريحات المنسوبة إلى حسني، والتي جاء فيها أنه quot;الأحقquot; بالترشيح لتولي المنصب نظراً لأن ترشيحه جاء قبل إعلان المغرب عن مرشحته، أن عزيزة بناني هي quot;الأجدرquot; بالترشيح، اعتماداً على خبرتها الطويلة داخل المنظمة نفسها.
ونظراً لأن quot;الصراعquot; امتد صداه إلى دول عربية أخرى، فقد نقلت صحيفة quot;الخليجquot; الإماراتية عن الناقد المغربي، عبد الرحمن طنكول، عميد كلية الآداب بجامعة quot;سيدي محمد بن عبد اللهquot; في فاس، أن quot;الحملة المصرية من أجل منصب رئاسة اليونسكو، تؤكد على تخبط في التنسيق العربي - العربي.quot;
وقال الكاتب المغربي: quot;نأسف لما آلت إليه الأمور بين مصر والمغرب بصدد منصب رئاسة اليونسكو، وهو واقع يعكس التخبط على مستوى التنسيق العربي - العربي في عدة مجالات، ومنها المجالات التمثيلية في المؤسسات الدولية.quot;
ورأى طنكول أنه لو تم التنسيق المسبق بين المغرب ومصر، لما كان هناك مجال لهذا quot;التراشقquot; الكلامي، ولما اضطر فاروق حسني إلى إعلان أحقيته الترشح باسم العرب من جانب واحد، في الوقت الذي تتوفر في المرشحة المغربية المواصفات التي تؤهلها لكي تكون جديرة بهذا المنصب.
كما اعتبر أن quot;المغرب أحق من مصر في رئاسة اليونسكو لعدة أسباب، من بينها القرب الجغرافي والثقافي للمغرب من أوروبا، وتراجع الدور المصري على المستوى العربي والدولي، كما يجب ألا نغيب مسألة الكفاءات في التباري بصدد المناصب الدوليةquot;، حسب قوله.
ورد مثقفون مصريون باستنكار ما وصفوه بـquot;الحملة التي تشنها أقلام صحفية مغربية ضد المرشح المصريquot;، بل اعتبر البعض أنها quot;وصلت إلى حد الإساءة إلى مصر، بالتقليل من دورها وريادتها على المستوي الثقافي العربي.quot;
ووفقاً لما نقل الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، فقد وصف مثقفون مصريون quot;الحملةquot; بأنها quot;غير نزيهة، لاعتمادها على سلسلة من الأكاذيب، وإلصاقها بالمرشح المصري بدون وجه حق، وبهدف تحقيق الترويج للمرشحة المغربية عزيزة بناني بأرخص الوسائل.quot;
كما نقل الموقع الرسمي نفسه عن الكاتب محمد صفوان، قوله: quot;يبدو أن مقالة الكاتب المغربي حكيم عنكر (على أحد مواقع الانترنت) لا تمت للحقيقة بصلة، وظهرت وكأن كاتبها لا يتابع تصريحات ومقابلات المرشح المصري الصحفية والتليفزيونية، لأنها لم يرد فيها مطلقاً أنه ادعى أحقية مصر في المنصب.
كما انتقد صفوان، تصريحات طنكول، معتبراً أنه حاول الترويج للمغرب عبر الإساءة لمصر، والإدعاء بتراجع الدور المصري على المستوى العربي والدولي، مشيراً إلى أن تصريحات الناقد المغربي تؤكد أنه quot;لا يعرف أي شيء عما يحدث خارج المغرب.quot;
ونقل عن عضو اتحاد الكتاب المصري، مصطفي عبد الله، قوله: quot;تعودت دائماً أن أقابل أي نقد يتجاوز حدود الموضوعية بصمت تام، لكنني لم أستطع أن ألزم هذا الصمت وأنا أطالع تصريحات منسوبة إلى واحد ممن أعتز بهم من نقاد المغرب (عبد الرحمن طنكول) الذي يدافع ببسالة عن مواطنته عزيزة بناني.quot;
وأضاف قائلاً: quot;من حق طنكور أن يسهم في الدعوة لإنجاح بناني، ولكن أن يقول هو بالذات إنها الأفضل لأن المرشح المصري ينتمي إلى بلد فقد ريادته وقدرته على التأثير، فهذا أمر يمكن أن يدخل في باب الإساءة إلى قيمة مصر.quot;
التعليقات