غالباً ما كانت علاقته بالصحفيين متوترةً نوعاً ما بعد عدة انتقادات واجهها بعد مسلسل (أبوجانتي) إلا أنه برر هذا الكلام بأنه يعمل للجمهور وليس للنقاد فكان دائم الفوز بجوائز الجمهور.
زهير قنوع لا يتوقف عن تقديم كل ما هو جديد كممثل ومؤلفٍ ومخرج بدءً من مسلسله الأول (وشاء الهوى) مروراً بـ (الهاربة)، (طيارة ورق)، و (أبو جانتي)، ووصولاً لـ (يوميات مدير عام2).
دمشق:في حوار مع quot;إيلافquot; تحدث المخرج زهير قنوع عن مسلسله (سيت كاز) وعن علاقته بالفنان أيمن رضا بطل العمل ،وعن رأيه بالكوميديا السورية ،وكيف ينظر لمستقبلها ،وعن شروط الكوميديا الناجحة ،وكشف بأنه بدأ تصوير مسلسل (رابعة العدوية) ،معتبراً اتهام المخرجين الشباب بالتجريب غير منطقي ووصفه بالوسام بدل الاتهام ،كما تطرق إلى علاقته بالكتابة ،وخص إيلاف بأقدم ذاكرة بصرية.
بدايةً حدثنا عن المسلسل الذي انتهيت منه مؤخراً (سيت كاز) وسبب اختيار مكان التصوير على بعد من دمشق؟
مسلسل (سيت كاز) كما هو معروف عن فكرة للفنان أيمن رضا ،وشارك في الكتابة أيمن رضا وكتاب ممثلي فرقة (مداد ) ،وهي تجربة كوميدية جديدة من نوعها في كوميديا الموقف والحوار عبر الكاركتر الشعبي (معروف ) المكتوب بخفة ظل وحرفية ،وينطلق السيت كوم من الكازية كمكان ،الذي يتحول في الحلقات الأولى إلى نقطة التقاء للأصدقاء الأربعة وعلى رأسهم معروف ،وعن اختيار مكان التصوير في كازية بالسويداء فالفكرة كانت لإيجاد مكان مناسب لمواصفات النص فقط بعد أن أجرينا استطلاع في دمشق وريفها تم الاستقرار على هذا المكان.
ألا ترى تجربة الكوميديا في هذه الفترة تعتبر مغامرة؟
لا أوافق هذا الكلام نهائياً ،وكل الأعمال الكوميدية والتراجيدية في هذه الفترة تعد من واجبنا رغم الظرف النفسي الصعب ،وليس من السهل أن يعمل الفنان ضمن هذه الظروف التي تمر على البلد ، ولكن من واجب الفنان العمل بأي ظرف، وهذا لا ينفي أننا نعمل في جو حزين.
برأيك كيف ستنعكس كثرة الأعمال الكوميدية في السنوات الأخيرة على الدراما السورية؟
أنا لا يهمني معرفة عدد المسلسلات الكوميدية ،ولكن بالنهاية التطور الكمي يؤدي للنوعي وفي كل الأحوال كثرة عدد الأعمال المنتجة يصب في صالح الدراما لأنه دليل على أن السوريين لا يموتون وهم باقون في أشغالهم وأعمالهم بغض النظر عن أي تفاصيل أخرى وهذا التطور الكمي من حيث المبدأ إيجابي جداً ،ومن حيث النتيجة سنتركه لتعرض الأعمال لنرى مفرزاته على النوع هل هناك تطور أو تراجع.
رأيك بالكوميديا السورية اليوم؟
الكوميديا السورية جيدة كونها تجمع ما بين الهادفة والجماهيرية ،فهي لا تطرح شعارات كبرى ،ولكن يجب القول بأنها ليست متألقة كما كانت في الخمسينات والستينات أيام العمالقة دريد لحام ونهاد ورفيق.
ومتى ستعود للتألق؟
لا أظن ذلك لأنه وباختصار انتهى الزمن الجميل ،وبالتالي هذا الكلام يؤثر على الفن عموماً وأنا متفائل بزمن جميل أخر ربما يأتي.
ما هي شروط الكوميديا الناجحة؟
هناك أثنى عشر سبباً ،وأول عشرة أسباب الاولى متعلقة بالنص وبعدها الممثلين وأخيراً المخرج.
ربما تعلم أن الفنان أيمن رضا غالباً ما يهاجم المخرج بعد الإنتهاء من العمل ،هل أنت متخوف من هجوم رضا بعد عرض العمل؟
أعلم هذا الكلام ،ولكن هذا العمل ليس أول تعاون بيننا ،وعملنا سويةً في ثلاث تجارب سابقة وكان دائماً يبدي رضاه عن العمل بعد الانتهاء وأتمنى أن يأتي النجاح هذه المرة أيضاً، وباعتقادي الموضوع لا علاقة للفنان أيمن ،وإنما هي خاصة بالتجربة.
نتعرف على شهادتك بالفنان أيمن رضا؟
أيمن يعتبر أهم ممثل كوميدي في سوريا وربما في الوطن العربي.
أغلب أعمالك تتعرض للنقد ما السبب؟
لا يوجد أي شيء في العالم لا يتعرض للنقد ،وأهم المنتجات والماركات العالمية معرضة لتوجيه بعض الانتقادات ،وعندما لا يتهم المنتج لا يكون حقيقياً ،وكلما زاد النقد كل ما كان العمل اشكالي وأكثر جدلية ويسبب الحراك.
ولكن النقد في أعمالك يصل لمرحلة الهجوم؟
أنا معك في أن الصحفيين يحركون أقلامهم كثيراً ، وأغلبهم لا يقفون أمام الكوميديا بمسافة واحدة وهم متعودين على نقد الكوميديا بشكل خاص عشر أضعاف كمية نقد الأعمال الاجتماعية وغيرها كما لو كانت الكوميدية مادة سهلة ،وهناك الكثير من المدارس في فن الكوميديا إلا أن الصحفيين لا يستسيغون هذا الأمر ويعتبروا الكوميديا كلها تهريج مع العلم أن التهريج فن بالنهاية وأحد أنواع الكوميديا الراقية والتي تدرس كما أنه أمر مباح عندما يتعلق الأمر بإيصال فكرة أو رسالة العمل ،ودعني أقول لك بأن رأي الجمهور عندي أهم وأنا نلت جوائز الجمهور عن أعمالي مرتين ،وبالنسبة لي رأي 23 مليون أهم من رأي ألف ناقد كوني أعمل للجمهور.
أغلب المخرجين الشباب في سوريا متهمين بالتجريب؟
برأيي هذا الكلام لا يعتبر اتهاماً وإنما هو وسام ،ومن لا يجرب لا يتطور ولا يصيب الهدف ، بالإضافة إلى أننا في سوريا لا نملك أكاديمية معنية بتدريس الإخراج ،وبالتالي نحن درسنا في أكاديمية الدراما السورية ،وتتلمذنا تحت يد أهم المخرجين كهيثم حقي ونجدت آنزور وحاتم علي ،ولم نتعلم في مدارس لها قواعد وإنما اكتسبنا المعرفة من خلال أعمالنا.
وبالنهاية أنا سعيد كوني خريج هذه الأكاديمية وأعتبر نفسي محظوظاً من أنني ولدت في موقع ومكان ودراما استطعت أن أتعلم على يد الأساتذة الكبار ،ولولا حركة الدراما النشيطة في بلدنا ربما لم أكن أتعلق بمهنة الإخراج.
أشرفت مؤخراً على ورشة (مداد) لكتابة السيناريو ما هدفها وما الذي دفعك باتجاه الكتابة؟
أولاً أنا كاتب قبل أن أكون مخرجاً ،وبدأت بالكتابة منذ عام (2005) في (أهل الغرام) ثم أخرجت (وشاء الهوى).
وورشة (مداد) مؤسسة مساهمة سورية تنتج الفكر، قوامها كلّ شاب سوري ،والهدف هو أن يكون هؤلاء الممثلون الشباب الذين أسهموا في كتابة بعض الحلقات شركاء في لعب دور البطولة بالإضافة إلى أننا نود جمع أكبر قدر ممكن من المبدعين ليتخاطبوا ويغنوا الأفكار التي يكتبونها.
ما هي المواضيع التي تجذب المخرج قنوع؟
بصراحة أنا لم أحقق رغبتي في إخراج عمل تراجيدي ،وعلى الرغم أن أخر ثلاثة أعمال لي كانت من نوع الكوميديا والتي تصديت لها لأسباب لا داعي لذكرها الآن ،ولكني لا أفضل أن أصنف كمخرج كوميدي ولن أكون كذلك ،لأن البحث بقضايا الانسان الداخلية هي أقرب لروحي ولطريقة تفكيري وقدراتي ،وبنفس الوقت أنا أتعلم من الكوميديا وأستمتع في الإخراج.
وماذا عن مشروع (رابعة العدوية)؟
انتهينا من التحضيرات وبدأنا التصوير ،وسينتج في هذا العام ولكن عرضه غير محسوم ،والعمل من تأليف عثمان جحا وبطولة الفنانة نسرين طافش ومن إنتاج شركة (ميراج).
هل أنت متفائل بمستقبل الدراما السورية؟
رغم كل مساحة السواد الموجودة أنا أظل من المتفائلين.
وهل ستأخذ حقها من المتابعة أم أن الجمهور سينصرف لمتابعة السياسة ؟
بالتأكيد الشأن السياسي سوف يؤثر على مشاهد الدراما ولكن بنسب معينة ولن يخطف الجمهور كله كون العالم العربي كله ينتظر الدراما السورية ،وربما قلة الإنتاج هذا العام يؤدي إلى ردة فعل عكسية أي أن الجمهور سيتهربون من الأخبار إلى الدراما ،ولا أعتقد أن يطغى حضورها كما باقي السنوات.
نعود إلى مسلسلك (يوميات مدير عام2) ومدى رضاك عنه؟
أنا راض عن الجزء الثاني من العمل من الناحية الفنية ،ولكن من حيث القدرة على صنع كوميديا عالية لست راض عليه ،وبصراحة النص أولاً بالإضافة إلى المقارنة مع الجزء الأول أسرني مع كامل علمي ويقيني بهذا الأمر ولكني أحببت التصدي للتجربة ،والحمد الله أنه لاقى النجاح من الناحية الجماهيرية على الرغم من أنه لم يرتقي للجزء الأول ،وبصراحة سأعترف بأني شخصياً أحببت الجزء الأول أكثر ،ولكن أعود بالقول أنه من حيث المستوى الفني فقد تجاوز الجزء الاول بعشرات السنين.
ماذا تخبرنا عن طموحك السينمائي ؟
أتمنى أن تتاح لي الفرصة بعمل فيلم سوري بامتياز أي صنع فيلم بهوية سورية ،وتكاليف منطقية وهناك أكثر من مشروع يتم تخضيره وأتمنى أن تأتي الأيام لأحقق هذا الطموح.
أخيراً ..ما هي أقدم ذاكرة بصرية بالنسبة لك؟
مشهد من مسرحية (سكان الكهف) لفواز الساجر ،وكان المشهد أول تناغم بيني وبين الفن في طفولتي عندما رافقت والدي إلى المسرح ،وكان أول نوع من أنواع الفنون التي أحضرها.
التعليقات