رأى الفنان السوري، براء الزعيم، أنَّ على الدراما أنّْ تلقي الضوء على الأزمة السوريَّة وكلن بشقِّها الإجتماعي البعيد عن السِّياسة.


دمشق: أشار الفنان السوري، براء الزعيم، إلى أن مخرجي الدراما في بلده فضلوا مشاركته في مسلسلات البيئة الشامية أكثر من الأعمال الاجتماعية المعاصرة.

وقال الفنان الشاب لـquot;إيلافquot; بأنه ينتقد طريقة رؤية المخرجين له، بخاصة وأنه عمل في المسلسلات الكوميدية مثل quot;بقعة ضوءquot; كما شارك في الكثير من الأعمال الإذاعية وفي أشهرها مثل quot;حكم العدالةquot; مع كل المخرجين الذين تناوبوا على العمل.

واعتبر الفنان الزعيم بأن الإذاعة هي أم الفن، معللاً ذلك كون الفنان يعبر بصوته عن كل المشاعر من الخوف والحزن والفرحعن طريق المايك فقط، أما في التلفزيون فأن الفنان يستعمل أدوات أخرى أمام الكاميرا تساعده على التعبير، مشيراً إلى سعادته في الأعمال الإذاعية كونها تزيد من ثقة الفنان بنفسه عند الإجابة عن سؤال هل يمتلك الموهبة أم لا، منوهاً بالعمل الإذاعي، ووصفه بالجميل والمهم لأنه يجعل الفنان يعمل على صوته بشكل أكبر، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من إظهار مشاعره ونقلها للآخرين.

وأكد الفنان السوري على قدرته في التواجد بالأعمال المعاصرة، على الرغم من أنه شخصياً يحب التواجد في مسلسلات البيئة الشامية باعتبار أنه ابن الشام وتربى في ظل ياسمينها وبحرة أرض الدار، معتبراً أن الشام تختزل كل سوريا على حد تعبيره.

ويرى الشاب براء بأن أعمال البيئة الشامية هي قصة معاصرة بالأساس وأنها ليست بعيدة عن الأعمالالمعاصرة واستخدام اللهجة قريبة من اللغة المحكية في الحياة العامة حتى زمننا هذا، ولكن الممثل يظهر فيها بلباس شامي قديم، معتبراً أن الفنان يستطيع تجسيد أي دور في الحياة العامة، ولكن قلة من الفنانين استطاعوا النجاح في أداء الشخصيات الشامية وبرعوا فيها.

وأكد الفنان الشاب أن المواد في المسرح والسينما قليلة جداً مما يجعل الفنان يتجه إلى الدراما التلفزيونية أكثر، وأنه بصدد الانتهاء من تصوير مسلسلين من أعمال البيئة الشامية إلا أنهما مختلفان عن بعضهما البعض.

ويشارك الزعيم في مسلسل quot;الأميميquot; قصة وإخراج تامر اسحق يتناول قصة الشخص الذي يوقد النار في حمام السوق ويجسد بطولته الفنان عباس النوري، ويلعب براء دور خالد ابن مراد بيك كبير الحارة والشخص القاسي والحقود، واعتبر الزعيم دوره مثل والده حيث يتعرض لأبناء الحارة بشكل فوقي، ولكنه ليس متطرفاً كوالده، وبعدها تتوالى المشاكل والأحداث معه من حب ولكنه يتعرض لزواج تزيد مشكلته كونها تأتي من زواج مصلحة يختار والده العروس ليؤكد أن بيك الحارة يستخدم حتى ولده ليسير بمصالحه.

كما يشارك الزعيم في عمل quot;طاحون الشرquot; بشخصية عبود المختلفة تماماً وعنها يتحدث بأن عبود شاب عادي وأزعر يحاول الانتقام لأبيه باعتقاده أن شخصاً معيناً هو قاتله ويتعدى بعدها عدة مراحل وانقلابات، متمنياً النجاح للعملين.

وأشار الفنان الشاب بأنه بهذين العملين تخلص من الكاريزما الخاصة به أي الوجه الطيب، معتبراً نفسه محظوظاً بلعب أدوار الشر لأول مرة والبعيد كل البعد عن شكله ووجهه، خصوصًا بعد أن جسد في العام الماضي شخصية سالم ابن الزعيم أبو الذهب، الشاب القبضاي والمحبوب من قبل الجميع، وتأكيده على عدم تخوفه من أن تلتصق شخصية الحكيم حمزة في باب الحارة به، مؤكداً التزامه بمسلسل quot;باب الحارةquot; إلى نهاية أحداثه.

واعتبر الزعيم أن الجزء الخامس من quot;باب الحارةquot; كان نتاج تطور حتمي وتصاعد درامي ومطلب مهم، في حين تركزت الأحداث خلال الأجزاء الأربعة على العلاقات الاجتماعية بالحارة، والإشكاليات والمصاعب التي تمر بها الحارة، وسلطت الضوء على الأسرة العربية الناضجة.

وعن دور والده الفنان وفيق الزعيم بدخوله للوسط الفني، أشار الشاب براء بأن له الفضل الأكبر، خصوصًا وأنه أخذ بنصيحته في تجريب مهنة التمثيل بعد أن يحبها لأن الإنسان الذي لا يحب مهنته لن يخلص لها ولن يبدع فيها، وأنه يحمد الله على محبة الجمهور له في أولى أدواره، مشيراً أن لا أحد كامل في مهنة التمثيل، وأن الفنان في حالة تحدٍ دائم، وأشار إلى أنه دخل الوسط الفني من القاع، وعمل في أسوأ الأماكن، وعلى الرغم من دراسته في كلية التجارة إلا أنه احترف الفن وعشقه، وعمل مع مخرجين أمثال نجدت أنزور وناجي طعمي وبسام الملا.

وفي سياق أخر، تحدث الزعيم عن الأعمال الدرامية السورية، وقال أن بعض المسلسلات ناقشت الكثير من مكامن الخلل والتي أوصلت بلده إلى الأزمة الحالية، متمنياً أن تنتهي بأسرع وقت ممكن، معتبراً أن الخطأ موجود في كل بلدان العالم، وأن العمل الدرامي عندما يسلط الضوء على ثغرة ما فهي تبادر لحلها وليس لتفعيلها، وأن الهدف الأساسي للدراما هو استخلاص الحلول، مشيداً بدور الفن والإعلان والإعلام الهام فهي تعكس الشارع والواقع، منوهاً بضرورة أن يبادر القائمون عليه في إعطاء أكثر من حل بمختلف المجالات، معتبراً شاشة التلفاز تعلم أكثر من الأب والأم لذا من الضروري الالتفات له.

واعتبر الزعيم بأن قنوات مثل (الجزيرة والعربية) كان لها السبب في تخفيف الحركة ضمن مدينته المستقرة دمشق، وأن من يصدق تلك القنوات تجعله لا يخرج من البيت.

وأشار الفنان الشاب إلى أهمية إلقاء الضوء على الأزمة السورية عبر الدراما بتناولها الحدث الاجتماعي فقط من دون التطرق إلى السياسة، معتبراً خط السياسة منفصل تماماً عن الدراما ويجب فصله عن كل المجالات وخصوصًا الدين، وأن هناك مختصين معينين في السياسة لهم منابرهم الخاصة يتحدثوا فيه ويحللوا ما يشاؤون، وأن الفنان ليس من واجبه الحديث بالسياسة وإنما التعبير عن المعيشة والحالة العامة للبلاد، وأن الممثل يعمل للفت إنتباه الجهات الحكومية، معتبراً الدراما عبارة عن مكان لتنفيس كبت الشارع، منوهاً لدور الجرأة في الأعمال السورية كونها تنبه وتربي وتوجه الشارع السوري وتزيد من وعيه.