تشهد الدراما الخليجية تراجعًا في الإنتاج هذا العام،ردَّه البعض إلىارتفاع أجور الفنانين الشباب، وأرجعه البعض الآخر إلى العمل الرقابي إضافة إلى قلة النصوص.


الرياض: تعاني الدراما الخليجية هذا العام من قلة الإنتاج في الوقت الذي كانت في مثل هذه الأيام من كل عام تشتعل الحركة والنشاط داخل الاستوديوهات وخارجها لتصوير الأعمال الدرامية الجديدة حتى يتمكن المخرجون والمنتجون والفنانون من اللحاق بأعمالهم في السباق الرمضاني.

وتعددت الآراء حول أسباب هذا الركود الفني التي تشهده الدراما الخليجية، فالبعض أرجعها إلى ارتفاع أجور الفنانين والمبالغة فيها خصوصًا لشباب الممثلين الذين ارتفعت أجورهم كثيرًا الأعوام الماضية، والبعض الآخر أرجعها إلى قلة النصوص الدرامية الجيدة وتكرار الأفكار والشخصيات، بينما أرجع آخرون تدهور وضع الدراما في الخليج إلى الرقابة الفنية وتأخر إجازة النصوص الدرامية، في الوقت الذي اعتبر آخرون أن المشاكل الإنتاجية وارتفاع التكاليف المالية في الأعمال الدرامية هي من أهم الأسباب، وظهر رأي جديد ومختلف يعتبر ما يحدث هو نوع من النضوج الفني للأعمال الدرامية الخليجية وليس ركودًا فنيًا.

منى شداد
الفنانة الكويتية منى شداد اعتبرت أن اقتصار الأعمال الخليجية على العرض في شهر رمضان انعكس سلبًا على نوعية الإنتاج الدرامي وحجمه، إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي إلى حد ما في بعض دول الخليج، مشيرة إلى ارتفاع التكاليف المالية للأعمال الخليجية حتى تخرج بالشكل المطلوب مما يتطلب تدخلاً تجاريًا يؤثر على الفنان ويجعله تحت ضغط نفسي كبير.

وأوضحت شداد أن أهم أسباب الركود الفني في الدراما الخليجية هو قلة النصوص الدرامية وتسابق المنتجين للحاق بالسباق الرمضاني مما يجعل وقت التصوير قصير ويضع كل مكونات العمل تحت ضغط كبير، موضحة أن ذلك أدى إلى قلة الأعمال الدرامية التي تنتج وتعرض خارج شهر رمضان.

خالد البذال
وعن ارتفاع أجور الفنانين أوضح المنتج خالد البذال أن طلب الفنانين وخصوصًا الشباب منهم أجورًا كبيرة وهو ما لا يتناسب مع عمرهم الفني ولا تاريخهم يعتبر أهم أسباب الركود الفني في الدراما الخليجية موضحًا أن الفنانين الشباب لا بد أن يعيشوا الواقع ويعرفوا قدراتهم وقيمتها الفنية جيدًا.

وأشار البذال إلى أن بعض المنتجين هم السبب في ارتفاع أجور الفنانين الشباب وذلك لوجهة نظر معينة في التسويق يقومون بها، ولكن في حقيقة الأمر أن العمل الدرامي الجيد يتطلب نصًا دراميًا جيدًا، وإنتاجًا ذات جودة، ومخرجًا موهوبًا، فإذا ما توفرت هذه العناصر لا يتوقف النجاح على ممثل بعينه.

أحمد إيراج
أما الفنان أحمد إيراج فكان له رأي آخر مختلف تمامًا حيث اعتبر أن حالة الركود الفني التي تعيشها الدراما الخليجة الآن تساعد على التركيز على الأعمال الدرامية ذات القيمة العالية والجوهر الفني الكبير موضحًا أنه قد يكون صحيحًا أن ارتفاع أجور الفنانين أو المشاكل الإنتاجية أو قلة النصوص أو عدم استقرار الأوضاع أحد أهم الأسباب ولكن في النهاية العمل الدرامي الجيد هو من يثبت نفسه ويصمد في هذا الوضع.

جاسم النبهان
بينما أرجع الفنان جاسم النبهان حالة الركود الفني في الدراما الخليجية إلى الرقابة الفنية والتأخر في إجازة النصوص الدرامية خاصة في الكويت مما زاد الوضع سوءًا بالإضافة إلى المشاكل الإنتاجية وارتفاع التكاليف المالية لإنتاج عمل درامي جيد مشيرًا إلى أن ذلك دفع البعض إلى الخروج من الكويت والتصوير خارجها.

وعبر النبهان عن استيائه الشديد لحال الدراما الخليجية والكويتية وما وصلت إليه معتبرًا أن الفنانين الكويتيين لم يستغلوا الحرية في معالجة الأوضاع السياسية والاجتماعية بسبب وجود من لا يهتم بذلك في الأساس بالإضافة إلى ضعف علاقته بالفن والثقافة مما أثر سلبًا على الحركة الدرامية.

انتصار آدم
أما الكاتبة انتصار آدم أرجعت الركود الفني وتدهور وضع الدراما الخليجية لعدة أسباب أهمها: ضعف فكر المنتج الفني وبحثه عن الأعمال الدرامية التي تعتمد على الإثارة بطريقة أو بأخرى للحصول على نسب مشاهدة عالية بصرف النظر عن أي شيء آخر، وعدم الاعتماد على جودة النص الدرامي وما يمتلكه من حبكة ودراما فنية.

وأضافت آدم أن دخول الحسابات التجارية في عالم الدراما أدى إلى تدهور مستواها الفني وجعل المنتجون يبحثون عن المال أكثر من أي شيء ولا يهمهم ما يقدمه العمل للجمهور أو ما يحتويه من دراما فنية مقبولة على أقل تقدير مما أثر سلبًا، ومثال على ذلك تراجع مستوى الدراما الكويتية رغم ما قدمته من أعمال درامية متميزة على مدار نصف قرن بسبب بحث المنتجين الفنيين عن المال.