زار المطرب العراقي المغترب في اميركا رعد بركات بغداد لحضور اربعينية اخيه وكانت فرصة للتحدث معه عن نشاطاته الفنية ومسيرته وغربته.


بغداد: اكد المطرب رعد بركات ان الضغوطات التي تعرض لها مطلع التسعينيات من القرن الماضي هي السبب وراء مغادرته العراق قبل نحو 20 عاما، مشيرا الى (تلفزيون الشباب) مسخ العديد من المطربين الكبار ليصنع مغنين لا علاقة لهم بالغناء شوهوا الاغنية العراقية بالغناء الغجري الذي طغى عليها، موضحا انه طوال 20 عاما لم يغنّ سوى للعراق، فقد اقسم ان لا يغني اية اغنية عاطفية الا بعد ان يرى بغداد في اجمل صورة.

وقال رعد في حوار مع (ايلاف) ان الغربة اتعس مما يحدث في العراق، مشيرا الى انه وجد العراق بمنتهى الجمال.

متى غادرت العراق ولماذا؟
غادرت عام 1994 وكانت هناك اسباب قاهرة جعلتنا نغادر، وانا واحد من الارقام التي غادرت العراق، من الشباب والمثقفين والشعراء والموسيقيين لوجود ظروف وضغط غير معقول على الانسان العراقي والمثقف، فوجدنا طريقا يأوينا لكي نواصل مسيرتنا الفنية على الاقل والانسانية، فواجهنا ما واجهنا من مصاعب، ولا اعتقد ان عراقيا يحصل على فرصة مغادرة البلد في التسعينيات ولا يغادر، صدقني، وللاسف الحال يبدو مستمرا والقليلون هم الذين عادوا وهو عدم الاهتمام بهذا الجانب العظيم، الجانب الروحي والرافد المهم في حياة الانسان العراقي، والذي يجب ان يدعم وان يرجع الناس الذين هم ثروة البلد والذين هم أهم من اي سياسي وأهم من اي مصدر نفط، هؤلاء هم قيمة العراق الروحية.

هل يمكن ان نشير الى ان احد الاسباب هو تلفزيون الشباب؟
تلفزيون الشباب مسخ اكثر الفنانين، فكانت هنالك مسابقات على شكل لعبة، كانوا يلعبون على المطربين، هات فلان واجعله مطربا في جلسة ليل فصار واشتهر، والجمهور لا يعرف ما يحصل، ومن هؤلاء (علي الاسود) جعلوه نجما ولكن بعد 3 اشهر اطفأوه، واذكر وقتها كانت اغنيتي (بيتنا ونلعب بيها) قد ظهرت، وقد استضافني تلفزيون الشباب مع الفنان سامي قفطان والمطرب علاء سعد على اساس اننا اسأنا للاغنية العراقية ونحن السبب في تدهورها، بعدها قررت الرحيل.

الى اين انت وجهتك الاولى قبل ان تحط الرحال في اميركا؟
سافرت عام 1994 الى اليمن واشتغلت هناك في مدرسة ،درست فيها موسيقى وهي الوحيدة التي اعطتني فرصة لكي اعمل، وهذه اعتبرها بداية الحقيقية التي احترمها بعد كل هذا العمر عندما جلست مع الشاعر الكبير عبد الرزاق الربيعي هناك وكان يقول لي: (رعد ضع بصماتك والا فالتاريخ يمحوك كأي واحد)، وهناك ولدت اول خلية لشعراء يستطيعون ان يتكلموا لان فيها مساحة كبيرة من الحرية، فكان فيها علي جعفر العلاق وعبد الرزاق الربيعي وفضل جبر خلف، وهناك قدمت مجموعة اعمال اصدرتها في البوم أسميته (غربة) كانت جريئة جدا وحينها وجهت لي تهمة كان من الممكن ان اروح بها، لان احدى الاغاني للشاعر عدنان الصائغ ويقول فيها (البلاد التي نصفها حجر والبلاد التي دمعها مطر، والبلاد التي تبيع بينيها اذا جوعتها الحروب، فماذا تبيع اذا جوعتك البلاد).

هل تمثل لك اليمن الان شيئا دون غيرها ؟
اعشق اليمن، اعشق صنعاء، لاننا غادرنا في زمن كنا نتوقع ان أي بلد من الممكن ان يحتوينا، ولكن للاسف طردتنا العواصم ولم تقبلنا الا اليمن، لذلك احترم اليمن، وقد التقينا فيها مجموعة من الناس الرائعين وانا اعتز بتجربته هذه.

كيف لفنان مرهف الاحساس مثلك ان يتأقلم مع الغربة ؟
لا محال من ذلك من اجل ان تعيش، هذه المسألة تخص اي عراقي وليس الفنان فقط، عليه ان يتأقلم لكي يواصل الحياة، فتحت لنا الغربة ابوابها في الوقت الذي اغلقت فيه الكثير من الدول العربية ابوابها ازاء العراقيين الذين عانوا ما عانوا، فأنا محظوظ لانني وجدت دولة تأويني، لذلك كان هذا شأني شأن كل العراقيين.

الفنان يحتاج الى جمهور، هل عوضك جمهور الخارج عن جمهورك في الداخل؟
الجمهور العراقي في الخارج هو امتداد لجمهور الداخل، وانا وجدتهم هناك اكثر حميمية خاصة الذين غادروا العراق منذ 40 عاما مثلا، تجده عراقيا لم تتلوث ذاكرته ولا روحه، وظل ذلك العراقي الجميل، والتلوث لم يأت بسبب العراقيين انفسهم بل نتيجة الظروف والضغوط التي عانوها، وهذا ليس ذنبهم بل ذنب الظروف القاهرة التي واجههوها من حصار الى دمار الى حروب متوالية فكان ضحيتها المواطن الذي ليس له دخل بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، كان ضحية الانظمة والتصرفات غير المحسوبة للقادة والسياسيين وكانت الثقافة لها الحصة الاكبر في التدمير.

في الغربة، هل اسست فرقة موسيقية لتقديم اعمالك ؟
كنت الخالق الاوحد لاعمالي كنت انفذ الموسيقى وانا اوزع وانا انتج، فأنا موسيقي اعزف على اكثر من آلة وكان عندي ستديو، وبالتأكيد عندما نحيي حفلات او مناسبات يكون معي عازفون ولكن اكثر شيء اعتز به هو انني منذ عام 1995 اوزع اعمالي وانتجها واسجلها.

ما الذي قدمته خلال كل هذه السنوات ؟
منذ عام 1995 الى حد الان قدمت من 60 الى 70 عملا ، سواء لي او لغيري، لكنني لم اغن الا للعراق فقط ، فلم اغن اية اغنية عاطفية نهائيا ، هذا هو القسم الذي اقسمته على نفسي ، ان لا اغني الا للعراق، لا اغني اية اغنية عاطفية الا حينما ارى العراق مثلما كنا نراه في السبعينيات ، لديّ اغاني عاطفية ولكنني لم انشرها ، فأنا انسان ، ولكنني قطعت عهدا على نفسي ان لا اغني الا حينما ارى بغداد جميلة ، وحتى ان مت فلا يهمني، قل لي هل هنالك اجمل من العراق لنغني له ؟ ، هل هنالك اجمل من هذه الام الحنون ؟ (بغداد اول درس بالعين اقبلها / وارسمها ثاني درس والنجم شايلها/ وارسمها ليل وسهر، وارسم نهر يم نهر/ وارسم شمس والقمر يضفر جدايلها) .

ما الاغنيات التي تشعر انها قريبة منك جدا ؟
تجربتي الاخيرة وهي الاعمال المهمة التي قدمتها ، ومنها اغنية (بغداد اول رسم) للشاعر الكبير كريم جسار ، واغنية (الرسام) وهو ضمن عمل مسرحي تأليف واخراج حيدر الشلال بعنوان (عربة السلام)، والشعر لعارف الساعدي (رسمت غيما ولم ارسم له مطرا) قدمناه في اميركا ، وهناك عمل بعنوان (المنافي) كان فيها اسلوبي يختلف وكانت عبارة عن قراءة شعرية مع الموسيقى ، فلم اكن اغني بل كان هناك بناء حيث استخدمت الموروث الشعبي (النوخذة) اي اغاني البحر ، وحاولت ان امثل الاغنية وقد حول المخرج حيدر الشلال المسرح الى بحر ، وهناك تجربة اعتز بها وهي اغنية (من للغريب) للشاعر محمد الطريحي ، واعتبر العمل من اجمل ما قدمت في حياتي وهو اكثر عمل ابكاني ، فهو يعبر عن وضعي ووضع كل المغتربين واجمل ما فيه قوله (لبيك يا اول الدنيا واخرها ، يا ايها الوطن المحتاج للوطن) ، اما اخر عمل لي فهو اغنية (سلاما ايها الوطن الجريح) للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد.

ما سبب حضورك الى بغداد بعد هذا الغياب الطويل ، وكيف وجدتها؟
حضوري الى بغداد سببه مؤسف جدا وهو رحيل اخي الفنان خالد بركات الذي توفي نتيجة مرض عضال وأتيت لاحضر الاربعينية على الاقل بعدما فاتني توديعه ، اتيت سريعا وانا لم أر اهلي منذ 20 عاما والاسباب كثيرة ، ولكنني شاهدت العراق جميلا جدا وشاهدتك احلى من الاول بكثير ، عكس ما كانت يصل الينا، شفت بغداد عظيمة رغم الدمار الذي بها ، رغم سنها الكبير وقد اصبحت هنالك شقوق في وجهها ، بغداد جميلة وجمالها ما زال في عيوننا نحن الذين غادرنا من زمان اجمل بكثير ، لقد اتيت وشاهدت الوطن بمنتهى الجمال ، فالغربة اتعس بكثير مما حدث في العراق ، وعلى الرغم من كل المآسي فأنا ارى المستقبل كله خير ، فنحن افضل من اميركا ومن لندن والله ، وأقولها بكل ثقة .

هل من الممكن ان تعود لتستقر في بغداد ؟
ان شاء سيكون رجوعي قريبا جدا الى بغداد ، لهذا الوطن الذي هو مهد الحضارات ، الوطن الذي لن ننساه ، فالغربة محطة انتظار لا اكثر.

سأعود بك الى الماضي ، من اين بدأت رحلتك مع الغناء؟
بدأت في مدينة السماوة ، هذه المدينة المتواضعة ، درست الموسيقى على يد الاستاذ نعيم الجبوري ، وكان عمرها 11 عاما ، وفي (بيت الشباب) عرفت الموسيقى ، وفي معهد الفنون الجميلة عام 1974 درست الموسيقى وتفوقت فيه وكنت الاول على مستوى العراق لخمس سنوات ، وفي الصف الثاني في المعهد انتميت لفرقة (اوركسترا الاطفال) بقيادة الفنان الراحل سين قدوري عام 1976 ، ومنها تحولت الى الفرقة المركزية كعازف على الكيتار ، وفي عام 1980 قررت ان اشق طريقي باتجاه عالم الغناء ـ فأول عمل قدمته كان من تلحين الفنانة العظيمة (سيتا هاكوبيان) ، وفي الحقيقة هما لحنان : (انا وحبيبي والسفر) و (علموني) ، لم اصورهما ، وسجلتهما فقط ، اما اول عمل تلفزيوني يخرج لي فكان في برنامج (استراحة الظهيرة) عام 1979 وكان عنوانه (مرضاة الحبيب) ، وأول اغنية ظهرت على شاشة التلفزيون مع الفنانة (انيتا) التي كانت زميلتي في الفرقة، في عام 1982 وهو اول تصوير لاغنية عراقية تحمل الطابع الغربي (الفرانكو اراب) ، وقد اضفت آلة الكيتار عليّ الطابع الذي اريده ، وهو الطابع الذي يسمونه (الغربي) وان كنت لا اؤمن بهذه التسمية فهو طابع حديث.

متى عرفك الناس واحسست بالشهرة ؟
اول اغنية صورتها مع انيتا ، كانت الناس يعبرون عن اعجابهم ويلتقطون معي الصور التذكارية ، وما كانت هذه مهمة عندي ، فمنذ مراهقتي الفنية كانت طموحاتي اكبر ، ولكنني للاسف قدمت هذه الاغنية عام 1982 ، ايام الحرب العراقية الايرانية، وكان جبار يوسف مدير التلفزيون حينها ، فقال لي : ما هذه الاغنية ، نحن في حرب ، قدم لنا اغنية (فيها خير)، الاغنية قدمناها بشكل راقص وجميل ومعنا الفنانة ليلى محمد ، ولكنه لم يوافق ، فأعدت تصويرها اكثر من مرة ، صورها لي تصويرا جميلا صلاح كرم ،الله يذكره بالخير، كان الزمن الذي انا طلعت فيه زمن فرقة (عزت ابو عوف) (الفور ام) ، وانا قدمت هذا الاسلوب قبل ان يعرف العراقيون ابو عوف ، ولكن للاسف انا لم اجد الفرصة التي ظهر بها ابو عوف ، كان عندي اسلوبي الحلو باعتقادي ،ولكن لم يشجعني احد ، وصادفتنا الحرب التي قضت على افكارنا وطموحاتنا بشكل غير طبيعي ، وتحولنا الى تلاميذ لحدث الحرب ، فلم يتحقق طموحي ومن ثم ذهبنا الى العسكرية التي اخذت كل وقتنا ، تسرحت منها عام 1988 ،كانت لدي في تلك المرحلة محاولات لانتاج بعض الاغاني ، صورت بعض الاغاني ، كان واقع عام 1990 هناك موضوع المغنين الشباب والاغاني السوقية ومن ثم الاغاني الغجرية التي طغت على الاغنية العراقية ، فكان امامي خياران، اما ان اكون غجريا، مع احترامي للاخوان الغجر، وقد طبع هذا الطابع الاغنية وشوه شخصيتها،وكانت هنالك حيرة بين الاغنية الريفية او تكون الاغنية بلا هوية ، هذه كانت مشكلة كبيرة .

تعددت مستويات الاغنية العراقية عبر تاريخها، فبأي منها تأثرت؟
انا متأثر كثيرا بالاغنية السبعينية ولن هذا ليس معناه ان اظل سبعينيا ، فلا بد لي ان اضع لمساتي على مرحلتي وان اعمل شيئا ، ولكن للاسف ما كانت فرصة لكي تساعدني ، خاصة بعد تحول الفن والثقافة الى مسخرة في وقت تلفزيون الشباب وتلك الاغاني بالكلمات الساذجة ، نحن انحسرنا، حاولت في اول اغنية (دك دكتين) ان اقترب من الشارع ، لم اكن راضيا عنها ولكن هناك من طلب مني ان اكون قريبا من الواقع ، ومن هؤلاء اخي طاهر عازف الكمان ، الذي ارادني ان اختصر الطريق ، وان استفيد حالي حال الاخرين، وفي هذا القرار لم اعمل شيئا عادي، فأقترح فكرة ان اقوم بتحويل شعر (الدارمي) الذي يتمثل في مساجلات ، الفكرة جميلة ان اقول شيئا والكورس يجاوبني ، فأشتهرت الاغنية شعبيا ونالت اعلى مبيعات عام 1990 ، وكانت هذه هي النهضة الثانية لي من ناحية معرفة الناس لي، لكنني لم اكن مقتنعا بها كبنية موسيقية ، وكنت مضطرا ان اعملها لكي اصل الى الناس ، ومن ثم قدمت اغنية (بيتنا ونلعب بيه) التي هي اغنية فلكلورية اعاد كتابتها شاعرنا الرائع كريم العراقي.

الم تفكر في عرض اعمالك الى القنوات الفضائية العراقية ؟
للاسف لم يطرق احد بابي ، يبدو ان بضاعتي لا تشترى في هذا الزمن ، انا مؤمن ان الفنان صاحب رسالة يوجهها للذين يفهمونها ، فللاسف اكثر من 90 % من قنواتنا لا تعنى بالثقافة ، وصدقني لو كانت اغانيي تحمل طابع (البسبسة) لكانت اخذت مجالها ، لكنني متفائل بالمستقبل .

في الذاكرة ثمة شخصيات نتفقدها، اي في ذاكرتك منها؟
هناك اعلام كبار في تاريخنا الموسيقي مهملون جدا ولا نعترف بفضلهم على الاغنية العراقية ، ومنهم صالح الكويتي، هذا الرجل اليهودي، الذي صنع شخصية الاغنية العراقية، للاسف اسمه لا يذكر وهو صاحب تاريخ عظيم، الرجل الذي رحلوه من العراق وهو يبكي ، حرقوا نوتاته امام عينيه وهو يبكي، لا يهمني من رحله، لكنه عراقي ، صنع الحب والرفعة والعنفوان والجمال منذ العشرينيات وصعودا الى الى عام 1952 حين سفروه ، فمتى يمن ان نكرم هذا الرجل ، بغض النظر عن دينه ، فنحن جميعا عبارة عن اديان ومعتقدات مختلفة من السومريين الى الان ، الرجل عراقي ويحب العراق ، اخي طاهر التقى ابنه وكم كان يحب العراق، في النية ان اعمل له مهرجان كبير في اميركا ، فهنا لا يسمحون لنا بذلك ، فهو يستحق الاجلال والاكبار فمن لا يعرف اغاني مثل (تاذيني، قلبك صخر جلمود ، هذا مو انصاف منك ، الهجر مو عادة غريبة) وهو الذي قدم اكثر من مئة اغنية ، وللاسف من يغني اغانيه يقول عنها من التراث ، الرجل ليس صهيونيا بل عراقي ، وهناك شخصية كبيرة ايضا وهو العملاق ناظم نعيم الذي يعيش في اميركا الان ، الذي عطاؤه استمر منذ الخمسينيات الى عام 1982 حينما غادر العراق عمره الان 90 سنة ، ولم يكرمه احد ، وهو الذي قدم اجمل الاعمال ، وهو الذي عرف الناس بناظم الغزالي العملاق، واغانيه مثل (احبك واريد انساك، سلمت القلب بيدك، ساعي البريد، احب كل من يحبك، ام العيون السود) ما انه صحب الاغنية الجميلة لعفيفة اسكندر (هلك منعوك لو انت ابعدت عني) ، انه هناك ولكن من يأتي به الى العراق.

احتفى بك ملتقى الاذاعيين والتلفزيونيين،ما شعورك؟
بصراحة .. لا اعرف كيف اعبر عن شعوري بهذه الاحتفائية الجميلة وحضوري في قاعة الجواهري في اتحاد الادباء ، ووقوفي امام نخبة من العمالقة من فنانين واعلاميين، كنت سعيدا على الرغم من الحزن الذي كان في نفسي بسبب رحيل اخي، شعرت ان الكلمات تعجز ان تصف شعوري بالحفاوة الحقيقية ،ولا يسعني الا ان اشكرهم جزيل الشكر ولا يمكن ان انسى محبتهم الغامرة .