قال الكاتب الدرامي العراقي، صباح عطوان، إن مغادرته العراق بعد عام 2003 كانت بسبب الملاحقة التي تعرض لها من قبل اشخاص لا يعرفهم، لكنه عاد أخيراً للمشاركة في الجهد الوطني لاحياء وانقاذ الدراما العراقية وتطويرها.


بغداد:أكد الكاتب الدرامي العراقي صباح عطوان أن العراقيين لا يمكنهم إنتاج مسلسلات تلفزيونية شبيهة بالأعمال التركية، لأن الشخصية العراقية مكتظة بالهمّ والغمّ وأحياناً العدائية، بينما المسلسلات التركية فيها قصة لطيفة وممثلون وسيمون وممثلات جميلات وفيها طبيعة ساحرة.
وشدّد على أن نجاح أي عمل فني يعتمد على عاملين أساسيين هما: النص والاخراج اللذان لا يمكن فصلهما، مشيراً الى أنه مغرم بالعناوين، بمعنى أن العنوان عنده أحيانا هو الذي يفجر العمل.
وعبّر صباح عن رأيه في السبب وراء فشل المسلسلات التي تتناول السير الذاتية التي تظهر على الشاشة بانها مبسترة وغرضية، وقال صباح: انا رجل حالم، اكتب النص واحلم بممثلين كبار وجريئين يمثلونه، ولكن عندما يأتي المخرج ويختار ممثلين كومبارس، يقع العملquot;.
عودة ميمونة الى بغداد بعد فراق، أي نشاط سيكون لك فيها؟
لاشك انني سعيد بالعودة الى المدينة الحبيبة على قلبي، بغداد، ووجودي فيها بعد غربة لسنوات في هولندا. هذه العودة هي محاولة لكي تستمر عملية المشاركة في الجهد الوطني لإحياء وانقاذ الدراما وتطويرها لا اكثر، انا جهدي بسيط وربما الكثير مما قدمته تافه، ولكن هذا الذي قدرت عليه، واتمنى ان نحقق شيئاً مميزاً او يأتي غيري ليحققه، وأملي كبير بالاجيال الشابة التي يجب ان تكون متعلمة وان تدرس العمل الفني دراسة موضوعية وان تدرس قواعد الدراما.
لماذا اخترت هولندا ملاذاً ؟
سفري إلى هولندا كان خارجاً عن ارادتي وبسبب الظروف الصعبة التي مررت بها هنا، وهذه هي ضريبة الشهرة وضريبة ان تلتزم قضايا الناس، لقد تعرضت للملاحقة من قبل اشخاص لا اعرفهم، فقامت زوجتي السيدة هدية العقابي بتهريبي من مدينة الى مدينة واخفائي، وذلك لانني كاتب مشهور وكتبت اعمالا لم تعجب جهة على حساب جهة اخرى، ولذلك هربتني الى الشام، ومن الشام ذهبت الى هولندا بناء على ترحاب تلك الدولة، بعد ان عرفوا تاريخي كله من خلال الانترنت.
لنقرأ شيئا من سيرتك الذاتية، كيف كانت طريقك الى بغداد من البصرة ؟
مسرحية قصر الشيخ هي التي اتت بي من البصرة الى بغداد، كان عندي فرقة مسرحية وكانت ضمن نقابة عمال الغزل والكوي والخياطة في البصرة، وهؤلاء كانوا يحتضنون المواهب والكفاءات ويوفرون لها مجال العمل ويقدمون لها ما يمكن تقديمه، فهذه النقابة احتضنت الفرقة المسرحية التي انا رئيسها في البصرة، وقدمنا هناك مسرحيتين: (العاطفة والاحتقار) و(الجسر)، وبدأنا في المسرحية الثالثة التي هي القصر وأرسلتها الى بغداد لإجازتها، ولكن الذين في بغداد ارسلوا لي رسالة قالوا فيها انهم يريدون ان ينتجوها، ان سمحت لهم، كانت الرسالة بتوقيع المرحوم الفنان وجيه عبد الغني، فوافقت وأنتجت في بغداد، وكانت عملا ناجحا في وقته ومميزا وحقق شيئا جعل الاذاعة تتصل بي ايضا وتريد مني اعمالا، ثم بدأ التلفزيون يتصل.
ماذا قدمت للاذاعة والتلفزيون في بادئ الامر ونال الرضا ؟
بعد مسرحية (قصر الشيخ) كلفني الاستاذ الدكتور عبد المرسل الزيدي ان اكتب للاذاعة، فكتبت مسلسلاً بعنوان (ابناء الارض) ثم كتبت تمثيلية (المتمردون) التي اخرجها صبري الرماحي، و(المتمردون) اعجبت المؤسسة في وقتها فقالوا هل من الممكن ان يصير مسلسلاً؟، وبالذات المخرج ابراهيم عبد الجليل الله يرحمه، فاتفقنا ان نكتبه فكتبت (جرف الملح)، ولكن قبله كنت قد كتبت عملين الاول عنوانه (طيور البنجاب) والثاني (اجنحة الرجاء) الذي بقي الأفضل حتى عام 1985 في كل استفتاء سنوي، وكانت مدته 70 دقيقة، والفضل العظيم يعود للاستاذ خليل شوقي وليس لي انا، لانني كنت كاتبا، فيما الحس الاخراجي العظيم الذي يمتلكه والحس الشعبي والمفردات الاضافية التي استطاع ان يقدمها عمّقت محتوى الموضوع وظهر بإطار رفيع المستوى.
هل اصابتك حينها الشهرة ؟
اعتقد ان الاعمال هي التي تشتهر ولست انا، فأنا رجل انجز العمل ولا يهمني.
جئت الى بغداد تحمل اسم (صباح الزيدي) وسرعان ما اصبح (صباح عطوان) اي شعور راودك آنذاك ولماذا؟
كانت الدولة قد اتخذت قرارات في وقتها عندما استفاد بعض الناس من ألقابهم لاحراز بعض النتائج في مؤسسات الدولة، فقررت الدولة إلغاء الالقاب، وشمل القرار الفنانين والادباء، وغضبت حينها وقلت: quot;ماذا يشكل اسم (صباح الزيدي) من خطر؟، فلست مسؤولا في الدولة وليست لي اطماع ولا مصالح ، فلماذا هذا التحفظ على لقبي، فقالوا هناك تعليمات برفع الالقاب، فكنت لا احتمل ان يكون اسم صباح عطوان بدل صباح الزيدي، ولكن الاستاذ الفنان الكبير زهير عباس، وهو اذاعي ممتاز جدا، قال لي: ان الموسيقى لـ (صباح عطوان) اجمل من (صباح الزيدي)، وعندما تعتمد اسم (صباح عطوان) ستجد له جمهورا، لذلك خلال مدة ستة اشهر كتبت سلسلة من الاعمال السريعة باسم صباح عطوان حتى أعوض عشر سنوات من الكتابة باسم صباح الزيدي.
العناوين التي تضعها طالما تكون مثيرة للانتباه وغريبة بعض الشيء، لماذا؟
أنا مغرم بالعناوين، واحيانا هو الذي يفجر العمل، مثلاً: كنت امر دائما من منطقة (الكفاح) وهي من مناطق بغداد القديمة، واستطلعها لان هناك يكون تصوير بعض اعمالي، ومنها مسلسل (عالم الست وهيبة) فجيل المخرجين الذي عملت معه لا يترك المؤلف بل كان ملازماً له، حسن حسني مثلاً اذهب معه الى البصرة ونضع خريطة بالمطاردة من اين تبدأ ونعبر الجسور والانهار، ولفت انتباهي ذات مرة ان الكلمة اسمها (الفردوس) وهي منطقة الحياة فيها مزرية جدا، والناس الذين فيها يعيشون في القاع ومتعبون للغاية، فكتبت عملا عنوانه مفارقة وهو (اعالي الفردوس) وكان رباعية مؤثرة في وقتها، وعملا مميزا لانه تناول حياة الناس من القاع، وانا المعروف عني لا اخترع الاشخاص، على حد مقولة لبيكاسو (انا لا ابحث انا اجد دائما)، نعم .. فأنا اجد دائما، وهم موجودون من حولي وفي كل مكان، في الباص والشارع، فكنت اتسكع يوميا، تقودني اقدامي لأرى هذه المظاهر الانسانية وأتأثر بها تأثرا مباشرا.
هل يعني هذا انك لم تكتب عملا دعائيا معينا ؟
طوال 40 سنة لم اكتب للدولة حتى اكسب رضاها، انا اكتب ما يمليه عليّ ضميري والناس يحترمونني تماما لأخلاصي لمبادئي، واتحاد العمال اشتغلت معه 40 سنة، يعني زهرة شبابي قضيتها معه، لكنني لم اكتب عملا دعائيا للعمال، لا اكتب الا الاشياء الصادقة والصحيحة التي اؤمن بها ، لذلك سأقول ان جميع الكتابات الموجودة والاعمال التي تظهر هي مشاريع كتاب وليسوا كتابا.
كيف تتلقى اعمال الاخرين من الكتاب ؟
لا اريد ان اكون ظالما حين ابدي رأيي ولا اريد ان اكون مجاملا، فانا اتمتع بالاعمال التي تعرض للكتاب، اشاهدها كلها حالي حال اي مشاهد، ولكنها لا تهزني مثلما هزني عمل كتبه (معاذ يوسف)، أو عندما اشاهد (مسألة خاصة في مكتبة عامة) او (الحب وما شاكل ذلك) او (من سيكون معي)، لان الصنعة صنعة معلم ماهر، نحن نحتاج الان الى العمل الذي يجعلنا نهتز، وهذا هو نوع الفنون المطلوب ان تكون على الشاشة.
ولكن هناك كتاب سيكون لهم باع جيد ومستقبل باهر لو يتطور الى خلق الشحنة الدرامية التي تخلق هذه الهزة الوجدانية التي تخلق الرعشة التي تثيرك، فتبقى انت مستثارًا وتمر الايام والسنين وانت لا تنسى العمل ولا المشاهد، نحن نحتاج الى هكذا اعمال، بمعنى نريد عملا دائم الخضرة في ذهن المشاهد وفي اذهان الاجيال، هناك قنوات تعرض الان اعمالا تلفزيونية انتجت قبل 30 سنة، والسبب ان فيها حرفية عالية وكانت فيها هواية وليست احترافا، الفنان عندما يفكر انه محترف سوف يقع في المفهوم التجاري وفي منطق الفخ التجاري، ولا يمكنه ان يبدع على الاطلاق، ولكن عندما يعمل الفنان وهو هاوٍ، سيمارس الشغلة لأنه يحبها.
كيف تنظر الى مؤلفي المسلسلات في الوقت الحالي ؟
الان تغيرت الصورة، دخل بعض الهواة في خانة الوهم الثقافي وبدأوا يفكرون كمحترفين، فالانسان عندما يفكر كمحترف يقل الابداع عنده، يبدأ بالتجاوز على الآخرين ويتجاوز على نفسه ولا يستطيع ان يبدع، ربما في اعمالي لم تتحقق الرعشة ولكن في اعمال المرحوم العظيم معاذ يوسف كانت تتحقق، وللاسف ان هذا الكاتب الكبير اهمل في العراق ولم يتحدث احد عنه ولم تتم اقامة ندوة لاستعادة تاريخه، فمات منسيا وهو كبير الكتاب، ومع ذلك هناك العديد من الكتاب الذين اشاهد لهم اعمالا مثل احمد هاتف وعلي صبري وحامد المالكي وباسل الشبيب وغيرهم.
هل تشارك في اختيارك الممثلين للاعمال التي تكتبها ؟
في الماضي كنت افعل ذلك، ايام ابراهيم عبد الجليل وكارلو هاريتيون وخليل شوقي وحسن حسني، كنت ارشح اسماء الممثلين ولكن لا الزم المخرج لها، وانما هو يسألني عن التصورات، بينما كارلو لا يطلب تصورات بل يقول لي من تختار كي يأتي بهم، اما ابراهيم عبد الجليل في اعمالي الريفية فقد اختار بعض الشخصيات مثل طعمة التميمي في (جرف الملح)، واذكر انه اختار (افراح عباس) لكنها كانت سمينة جدا فقلنا لها نعطيك دور البطولة اذا ما انزلت وزنك 15 كيلو غراما، اما الان فلم يحصل مثل هذا النص يذهب ويظهر على الشاشة، اخر عمل لي لا اعرف كيف اختاروا الممثلين وكيف اتفقوا عليهم ومن اين اتوا بهم، لم يسألني احد وربما ان شاهدت المخرج لا اعرفه، وهذا هو العيب الحقيقي، فليس كل ما موجود في النص هو كل ما في ذهن الكاتب بل انه ربعه، لان الكاتب لو كتب كل التفاصيل في النص لكانت الحلقة الواحدة 150 صفحة، ولكنه يكتب هذا القليل على افتراض انه سيجلس مع المخرج ويتناقشون، وهناك بعض المخرجين لا يقبلون الملاحظات ولذلك يظهر العمل ضعيفا.
تكثر حاليا اعمال السير الذاتية، هل سبق لك ان كتبت منها؟
سبق لي ان كتبت عن المطرب ناظم الغزالي مسلسلاً لا يزال قيد المتابعات، وكتبت ايضاً مادة ادبية ونصا كاملا عن الملا عثمان الموصلي، وهاتان الشخصيتان مهمتان جدا عندي.
ما رأيك في ما يظهر على الشاشة من هذه الاعمال؟
كتابة السيرة الذاتية التي تظهر على الشاشة مبسترة وغرضية، يعني الغرض منها هو ان يقدموا انتاجا عن جهة معينة دون دراسة موضوعية، انا مثلا اشتغلت لمدة اربع سنوات في مسلسل ناظم الغزالي، وهو في خيال كثير يصل الى نسبة 60 % ولكن الخيال نابع من بيئة واقعية، ثم ان لكل كاتب طريقته الخاصة، واعتقد ان بعض الاعمال التي ظهرت في العراق عن شخصيات تاريخية فشلت ولم تحقق نجاحاً، وهذا يعرفه الناس، فمن النادر ان تجد عملا يتناول شخصية تاريخية على صعيد الدراما او التاريخ وحقق نجاحا مميزا الا في ما ندر، ربما مسلسل (ام كلثوم) او مسلسل (اسمهان) قد حققا بعض النجاح.
ما السر في هذا الفشل ؟
بالدرجة الاولى السبب اخراجي، والثاني ان النمط الذي يكتب فيه العمل هو نمط تقليدي، فالذي يتناول شخصية يجب ان يخضع لنفس موازين وقيم ومعادلات الدراما التي تعتمد عملية البناء والشد والتوتر والنقاط المضيئة والنقاط المتفجرة في الشخصية، يجب الاعتماد على هذا العنصر كي تقدم دراما مميزة.
يؤكد الكثيرون ان الدراما العراقية الان اما ان تراوح في مكانها او تتراجع، برأيك اين يكمن السر ؟
هناك عاملان أساسيان النص والاخراج، ولا يمكن فصل الاخراج عن النص، واذا كان النص محكم الصنع والمخرج ضعيفاً فسوف يفشل العمل، والدليل ان لديّ عشرات الاعمال فاشلة لان المخرج كان ضعيفاً، واذا ما كان المخرج كبيرا والنص ضعيفا فسوف تكون المعادلة نفسها، هناك شيء يسمونه تكامل الفضائل، مخرج جيد، نص جيد، ممثل جيد تكون الرواية ممتازة لا تقبل الخطأ، احيانا يقال الانتاج ولكنه ليس مشكلة، تقول زوجة روسيليني انهما باعا سرير النوم كي يشتريا فيلما خاما من اجل تصوير فيلم، صوّروه في الشوارع بالمجان، وانا صباح عطوان استطيع ان اخرج فيلما الان، وانا اختصاصي ودراستي الاخراج، ولا اريد فلوسا ولا انتاجا ومن الممكن ان اعمل فيلما دراميا، وبالفعل عملت فيلما مدته 55 دقيقة، حيث شغلت القطارات وشغلت المحطة العالمية في بغداد وعملت مطاردة بالقطارات وعملت جيشا بريطانيا، وكان غازي التكريتي هو البطل وعواطف ابراهيم هي المدرسة وليس للفيلم ميزانية، ولا دينارا واحدا، واذا ما يعرض الان وتشاهد المطاردات بالقطارات ستقول كم كلفك هذا ؟ ، فموضوع الانتاج الفخم والباذخ ليس عاملا قويا دائما.
يشكو بعض المخرجين من طول المشهد الذي تكتبه، ماذا تقول ؟
نعم هذا صحيح، ويصير المشهد عندي طويلا عندما يكون الحوار قويا ومتدفقا، انا رجل حالم، اكتب النص واحلم بممثلين كبار وجريئين يمثلونه، ولكن عندما يأتي المخرج ويختار ممثلين كومبارس، يقع العمل، انا اكتب المشهد بحوار طويل ولكنه لا يتجاوز صفحة ونصف على الاغلب، ولكن عندي مشهد طويل في مسلسل (الاماني الضالة) بطول 34 صفحة فولسكاب، وصوره المخرج حسن حسني في بيت جمع فيه العائلة ليتقاسموا الوصية، 34 صفحة ولا اعتقد ان احدا شعر بالملل، لان التقطيع سريع والممثلين كبار والزوايا مختلفة، وهناك شد بالرواية.
اذكر لك شيئا، هناك فيلم عنوانه (12 رجلا غاضبا) الذي انتج عام 1957، بطله لي ج .كوب وهنري فوندا، هناك منضدة في صالة ويتناقش المحلفون، هل هذا الذي يحاكمونه مذنب ام بريء؟ طوال الفيلم لم يخرجوا من الغرفة، ساعة ونص داخل الغرفة وعلى هذه المنضدة، لماذا نجح ؟ السبب لان الممثلين كبار والحوار قوي، فالحوار لا يوقع العمل، بل يوقع العمل الممثل الضعيف والمخرج الضعيف.
ما سرّ نجاح المسلسلات التركية بنظرك ؟
لان المسلسل التركي فيه قصة لطيفة يتم انتخابها بعناية، فيه ممثلون وسيمون وممثلات جميلات وفيه طبيعة ساحرة، والاخراج سلس وناعم ورقيق، فيه بيوت جميلة وفيللات راقية واجواء شاعرية وودودة، لذلك ترى العمل سلسا وتمر الساعات عليك وانت لا تريد ان تفارقه، فالمسلسل التركي عبارة عن مقبلات قبل ان يكون مسلسلاً، لذلك ترى المشاهد يشاهد فيه الطبيعة الجميلة والممثلين اللافتين والفيللات الفارهة والحوار السلس البسيط والاخراج المحكم الصنع، فماذا تريد اكثر من هذا.
لماذا لا نعمل نحن العرب مثلما يعمل الاتراك ؟
لان شخصيتنا هجومية، شخصيتنا العراقية مكتظة بالهم والغم، شخصية احيانا عدائية، ولهذا كيف يمكن لك ان تقدم رومانسية في جو من التشنج والعدائية؟ لكن السوريين لديهم اعمال شفافة جدا.
يشكو الكثيرون من ضعف بناء الشخصية الدرامية، كيف ترى هذا الامر ؟
هناك عيب هائل لدينا في بناء الشخصية الدرامية، بينما المشهد الذي يطلع عندي لا ينسونه الناس، عندي ممثل اسمه مطشر السوداني (الله يرحمه) هو صديقي وبدأنا في المسرح العمالي معا، لكنه كان يريد ان يمثل ادوارا طويلة فكنت اقول له: لا انت لا تتحمل، فإن اعطيتك اربعة مشاهد سينكشف ضعفك.
قدم في مسلسل (الدواسر) مشهدا واحدا، وفي (اعماق الرغبة) مثل مشهدا، وفي (سيدة الرجال) مشهدين او ثلاثة، الى ان ظهر كنجم كبير في ايامه الاخيرة، هناك لدينا مجانية في اختيار الممثل احيانا.
هل من طقوس معينة لك عند الكتابة ؟
انا اعمل لمدة 3 اشهر في أي عمل وبمعدل 20 ساعة في اليوم، اكتب ساعة واذهب لأتمدد نصف ساعة، وهذه هي طبيعتي في الحياة، لكن عندما يأتي المخرج يقول اعطه لفلان وفلان يذهب التعب الذي بذلته، وكان من المفترض ان يرسلوا الى المؤلف ويأخذون رأيه ويسمعونه.

ما جديدك حاليا ؟
عندي للعرض بعد اسابيع مسلسل بعنوان (ايام الخلود) اخراج علي ابو سيف وانتجته شركة الخيمة، وهو موضوع جديد في قصته وفي فكرته ولم يعالج عربيا ولا عراقيا ابدا، ويتناول الخلايا الجذعية والخلايا القاعدية تعيد الشباب، فتخطف احدى الفتيات العراقيات في احدى المدن العربية لاجراء عملية جراحية لها لاعادة الشباب لشيخ من شيوخ النفط مصاب بضمور في الخلايا، ولي عمل لاذاعة بغداد بعنوان (اجراس الليل) يتألف من 30 حلقة، ومشاريع للتلفزيون لم يبدأ التصوير فيها بعد منها عمل (الشوك والعنبر) و(احلام الغربة) ولقناة السومرية لدي نصوص .