لم يكن الفنان عادل إمام موفقاً في تجربته الجديدة "صاحب السعادة"، ويمكن القول بأنه أقل عمل فني قدمه في مسيرته التليفزيونية من حيث المستوى، حيث يفتقد للتشويق، وسيطر الأداء الباهت على أبطاله.


القاهرة: رغم الميزانية الضخمة التي حظي بها مسلسل "صاحب السعادة" الذي يقوم ببطولته الفنان عادل إمام بالاشتراك مع مجموعة كبيرة من ا منهم لبلبة، احمد عيد، خالد زكي، لطفي لبيب وغيرهم، إلا أن العمل خرج باهتاً لأقصى درجة فأصاب المشاهدين بالنفور من التجربة الدرامية الثالثة للزعيم.

المشكلة الأساسية في العمل الذي ينتمي الى فئة الدراما الإجتماعية أنه يفتقد وبكل وضوح لجميع عناصر التشويق، بالإضافة الى أن كاتبه وقع في فخ المط والتطويل والإغراق في تفاصيل لا معنى لها، وكأنها محاولة منه للوصول إلى 30 حلقة ليس أكثر، خاصة أن هناك حلقات كاملة لا يظهر فيها الفنان عادل إمام على الشاشة سوى في مشاهد معدودة رغم انه بطل العمل.

من جهة أخرى منح الكاتب يوسف معاطي الفنان الشاب محمد عادل إمام مساحة كبيرة في المسلسل دون باقي فريق العمل بما فيهم الفنانة لبلبة حتى الآن، رغم ان طبيعة الدور الذي يقدمه لم تكن تتطلب هذه المساحة، نفس الامر بالنسبة للإسهاب في تفاصيل العلاقة بين وزير الداخلية الذي جسد دوره الفنان خالد زكي وزوجته التي جسدت دورها الفنانة نهال عنبر.

افتقد أداء زكي وعنبر للمصداقية بدرجة كبيرة، فلم يكونا موفقين خاصة خالد زكي الذي أخفق في دور وزير الداخلية بشكل واضح، وبدت الكوميديا مصطنعة ومقحمة على الشخصية، ويبدو أن الفنان محمود ياسين الذي إعتذر عن تقديم نفس الشخصية بعد بداية التصوير بايام معدودة قد أدرك مبكراً ان الشخصية لو خرجت بهذه الطريقة ستكون غير مناسبة له.

بينما استفادت الممثلة الشابة وملكة جمال المراهقات السابقة تارا عماد من مساحة الدور التي حصلت عليها فأظهرت موهبة مميزة، كذلك نادية خيري التي رسخت قدمها كممثلة شابة جيدة يمكن أن يكون لها مستقبل فني كبير إذ احسنت اختياراتها، بينما كان دور الفنان الشاب إدوارد بلا فائدة ولم يضف له أي جديد.

ويبدو أن حظ الفنانة لبلبة مع الدراما سئ، فالعمل هو الاضعف من وسط الاعمال الدرامية الثلاثة التي قدمها عادل إمام للتليفزيون مؤخراً، ورغم انها تعود للتعاون معه بعد غياب اكثر من 6 سنوات منذ ان شاركت معه في فيلم "حسن ومرقص" إلا أن العودة لم تكن موفقة على الإطلاق وجاءت اقل بكثير من المتوقع فنياً.

لبلبة المعروفة برفضها للدراما التليفزيونية وتبرؤها من تجربتها الوحيدة "الحفار" التي قدمتها قبل 18 عام تقريباً يبدو أن السينما ستكون هي بوابة نجاحها مدى الحياة بينما سيسجل التليفزيون اخفاقاتها الفنية.