استحضرت فضيحة الصور العارية المسرّبة لنجمات هوليوود، بعد قرصنة حساباتهن الخاصة على خدمة iCloud، أحداثاً مماثلة وقعت ضحيتها شخصيات نسائية معروفة في الشرق الأوسط، حيث تأثرت حياة بعضهن بشكل مأساوي جراء ذلك.



القاهرة: بينما يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي بموضوع وقوع ممثلات وعارضات هوليوود ضحايا عملية قرصنة إلكترونية، ونشر صورهن في أوضاع خاصة ومخجلة على شبكة الإنترنت، تستحضر الذاكرة العربية تعرُّض شخصيات نسائية معروفة لحوادث مماثلة، كان أبرزها في العام 1995، بتسريب شريط جنسي تم تصويره في المنزل، يجمع الوصيفة الأولى لملكة جمال لبنان نيكول بلان مع صديقها آنذاك مروان كيروز. حيث أن تداول هذا الشريط على نطاق واسع في لبنان، وصل إلى المحاكم التي قضت بإدانة كيروز وبلان، إلا أن الأول دخل السجن، بينما توارت بلاّن عن الأضواء وخسرت مستقبلها الفني جراء الحادثة.
وكان الصحافي اللبناني يوسف دياب، المختص بالشؤون القانونية في دول الشرق الأوسط، قد انتقد بشدة قرار المحكمة اللبنانية في تلك الواقعة، معتبراً القرار انتهاكاً للحرية الشخصية لـ"بلان". موضحاً أن المحكمة كانت تعتقد أن تسريب الفيديو كان بهدف تحقيق مكاسب مالية، لكن، على مستوى الحريات الخاصة، كان الحكم بمثابة انتهاك لحقوقها.
وكان دياب قد قال في مقابلته عبر الهاتف مع "العربية.نت" آنذاك: "سواء نتفق أو نختلف معها، فهي لديها كل الحق في ممارسة حريتها الشخصية كما تريد. ورغم أن القانون اللبناني يصون ذلك، إلا أن التطبيق على أرض الواقع عادة ما يكون محل خلاف".
وفي إشارة إلى استغلال الشبكات الاجتماعية في نشر مثل هذه الفيديوهات، أكد أن القانون فيه ثغرات، وعليه أن يواكب تطور الحياة والتكنولوجيا، ومعالجة هذه الثغرات بالحل دون أن يؤثر ذلك على الحق في حرية التعبير، مضيفاً: "يجب أن تنتشر هذه الثقافة في دول الجوار في المنطقة العربية".

في مصر، كانت الراقصة والممثلة دينا ضحية أخرى لحادث تسريب فيديو حميم يجمعها بزوجها، الذي تم نشره من دون علمها في عام 2002. وتعرضت دينا التي - غالباً ما تثير جدلاً في المجتمع حول الفن الذي تقدمه- لهجومٍ حاد بعد تسريب المقطع المصور لها مع زوجها الذي تزوجته سراً آنذاك. فالزواج الذي لم يعلم أحد بشأنه، قد ساهم في زيادة الهجوم عليها، لأن الفيديو رُوِّجَ باعتباره دليلاً على ممارستها الجنس خارج إطار الزواج، الأمر الذي يعتبر من المحرمات الكبرى في المجتمع المصري.
بدورها، حاولت دينا الدفاع عن نفسها بعد الحادث، وفي مقابلة تلفزيونية روّت جانبها الخاص من القصة، واستنكرت قائلة: "كان زوجي! لم أكن أعرف أنه يصوّرنا، فهو خانني، وهل كان من المفترض أن أبحث في غرفة نومي عن كاميرات؟" ثم عادت دينا وأكدت في مقابلة صحفية أخرى في العام 2009، على ثقتها بنفسها وأفعالها، موضحة أن "مجتمعنا يزدري العديد من المهن بشكل سريع، وليس فقط الراقصات، فحتى مضيفات الطيران يُنظَر إليهن بعين الشك".
واستعرضت دينا وجهة نظرها عن طريقة تفكير المجتمع في امتهانها الرقص الشرقي قائلة: "الناس عادة لا يستوعبون الأشياء بالطريقة التي نقصدها، ومن السهل أن تتخلى عن حياتك في محاولة إقناع الآخرين بوجهة نظرك، ولكني لا أنوي أن أقضي بقية حياتي في هذه المعركة التي تؤثر سلباً عليّ".

وكانت آخر النجمات العربيات اللواتي تعرضن لموقف مماثل، الفنانة اللبنانية رزان مغربي، التي سُرِّبَ لها فيديو حميم من دون علمها، ومع أنه لا يتضمن محتوى جنسياً فاضحاً، إلا أن مغربي تعرضت لهجوم حاد على أثره، رغم تبريرها بأن من ظهر&معها في الفيديو&هو زوجها، واحتاجت وقتاً طويلاً لتخطي هذه الحادثة.

في المحصلة، كل هذه الحوادث والفضائح التي تطال حياة النجمات تطرح تساؤلات عدة حول تعامل القوانين في الدول العربية مع منتهكي الحريات. فهل ستستمر بمحاكمة الضحية بدلاً من الجاني باعتبارات الشرف الاجتماعية؟
&