إيلاف من بيروت: أسدلت لجنة جوائز الموريكس دور اللبنانية الستار على الدورة ال 16 بالأمس في حفل كبير أقيم على مسرح بلاتيا في جونية، بحضور أسماء مرموقة من نجوم الصف الأول، والثاني والثالث كرموا في مختلف الفئات المنطقية المعتادة منها، والمفصلة خصيصاً حسب الطلب. 

إختيار كارثي لمقدمي الجوائز وإستظراف مفتعل من مقدمي الحفل 

رغم الوعود بأن إيقاع الحفل سيكون أسرع من الأعوام الماضية، لكن كل من شاهده دون شك شعر بالملل من أول نصف ساعة، وهو زمن المقدمات الطويلة لمنظم الجائزة د. فادي حلو، والدعاية المطولة للراعي الرسمي، وإستظراف جوزيف حويك المفتعل، دون ذكر التلعثم وسوء الإلقاء لأغلب من تم إختيارهم لتقديم الجوائز من وجوه مجتمع وسياسة ومن لجنة الموريكس نفسها، فالتلعثم في جملة مكونة من اربع كلمات عشر مرات مسالة غير مقبولة وأنت تقرأ من ورقة، وضعف الإلقاء يفترض أن يلغي من الأساس فرضية الإختيار ولكنها، كذلك وللأسف، مسألة تخضع للمجاملات ويجب تداركها بشكل أو بآخر لأنها كارثة حقيقة.

حفل علاقات عامة يهدف للربح
حفل الموريكس بالأمس لم يكن سوى حفل علاقات عامة، والجوائز خضعت لمدوالات عديدة في الكواليس نعلمها ويعلمها المعنيون. سنرصد تداعياتها في لقطات متفرقة من الحفل.

اللقطة الأولى: إسثناءات غير مبررة
بعض اللامعقول الذي حدث بالأمس مثلاً أنه في جميع الفئات، لم يتم ذكر المرشحين عن كل فئة ومن ثم إعلان الفائز بها كما يجري في جميع المهرجانات العالمية، وهو العرف السائد منذ أعوام، والجميع يدرك عدم جدوى هذا الأمر لأن لا مفاجآت هناك ولا "Suspense"، فالنتائج تتسرب قبل موعد الحفل بأسابيع، ويتبلغ بها الفنانون خلال المفاوضات، ويغيب من خسر ويحضر من ربح، وقد يغيب من ربح ويحضر من خسر حسب الظروف والشروط والمفاوضات.

غياب الروح الرياضية لدى الفنانين 
والحقيقة اللوم هنا يقع على الفنانين بالدرجة الأساس الذين لا يتمتعون بروح التنافس وتقبل الخسارة، مما يجعل مهمة منظمي الموريكس شبه مستحيلة في دفع المرشحين عن كافة الفئات لحضور الحفل دون معرفة النتيجة، وهي مسالة تقبلناها على مضض وتجاوزناها منذ أعوام، ولكن ما لم نفهمه هو لم إختار القيمون على الحفل أن تعرض أسماء كافة المرشحين عن فئة "أفضل أغنية" فقط دوناً عن بقية الفئات؟!! وهي بالمناسبة أغنية جميلة جداً وتستحق الجائزة، والسؤال هنا ليس للتشكيك بالأحقية، ولكن عن سبب الإستثناء.
لا مبرر سوى أنها ترضية لأنغام أو أحد ما في الكواليس أراد أن يوصل للحضور بأنها تفوقت على سميرة سعيد، ونوال الزغبي وسعد لمجرد الخ... خصوصاً وأن سميرة سعيد إنتزعت جائزة أفضل ألبوم وهو أمر منطقي قياساً لنجاحه وإنتشار أغانيه، والضجة التي أحدثها على وسائل التواصل الإجتماعي، والتفاعل الغير مسبوق من قبل معجبيها مع أغلب أغاني العمل من خلال الفيديوهات التي إنتشرت عبر إنستغرام وفيسبوك وتويتر، فلم تكتف أنغام بجائزة أفضل مغنية عربية وأفضل أغنية ويبدو كانت عينها على جائزة أفضل ألبوم فتم اللجوء لهذا الإستثناء لإيصال الرسالة لمن يهمه الأمر ... هل من تفسير آخر؟.

وما زاد الطين بلة أنه خلال تقديم الجائزة قيل أن الأغنية حققت أرقاماً غير مسبوقة في نسب المشاهدات على اليوتيوب بعشرة ملايين مشاهدة، وإذا كنا سنعتمد اليوتيوب كوسيلة للدلالة على نجاح الأغنية وإستحقاقها للجائزة فإن من يستحقها فعلياً هو سعد لمجرد لأن أغنيته المعلم هي التي حققت أرقاماً غير مسبوقة على اليوتيوب ولكنه سبق وكرم العام الماضي فتم تجاوزه رغم أن هذا لا نراه في الغرامي فالفائز قد يتكرر لسنوات. 
المحصلة بأن المجاملات تؤدي إلى مغالطات، وتضر ولا تنفع.

اللقطة الثانية: خيار وفقوس
منذ بدء الحفل ومقدميه جوزيف حويك وبياريت القطريب يعيدان ويكرران أن الإختصار مطلوب، وأن الوقت مسألة حاسمة، وأن هناك توقيت موحد للجميع، والحقيقة أنهما أكثر من ثرثر بلا داع وأضاع الوقت.
القانون الذي أعلن عنه في بداية الحفل بأن هناك وقت محدد إن تم تجاوزه سيتم بث نغمة موسيقية مؤذنة بذلك، لكن حتى هذه القاعدة خضعت للمجاملات وكان هناك خيار وفقوس في تطبيقها، فتيم حسن مثلاً قُمِع، وتقريباً تمت إزاحته عن المسرح بأسلوب يفتقر للذوق، مع أن كلمته لم تكن طويلة ولم تتجاوز كلمات بقية المشاركين، بينما أخذ عاصي الحلاني وقته و "كتر" دون أن تطبق عليه نفس الشروط. وهي مسألة غير مفهومة تكررت مع العديد من اللبنانيين ممن إعتلوا المسرح فكان هناك تمييز واضح في هذه المسألة.

اللقطة الثالثة: تامر أم حماقي؟

تامر حسني فاز بجائزتي "نجم الغناء العربي وأفضل مغني ممثل عن فيلم أهواك" هذا هو التوصيف المعتمد في كتيب الموريكس دور، ورغم أن لا أحد يختلف على شعبيته ونجاحه، ولكن إذا كنا نتحدث عن غناء وألبومات بنقد فني موضوعي ومحترف فإن محمد حماقي يستحق هذه الجائزة أكثر منه، لأن ألبومه "عمره ما يغيب" حقق نجاحاً كبيراً على المستويين الجماهيري والنقدي. وكان المنطقي أن ينال حماقي جائزة أفضل مغني عربي، وينال تامر جائزة أفضل مغني ممثل عن فيلم أهواك.

اللقطة الرابعة: جوائز الدراما عانت أزمة هوية وتحكمت بها المجاملات
من ضمن الأمثلة على أن الموريكس حفلة علاقات عامة أنيقة، وجوائزه جوائز ترضية، ما حصل في فئة جوائز الدرما وتحديداً في فئة ما سمي بـ "أفضل مسلسل لبناني-عربي" وغياب فئات أفضل مسلسل عربي أو مسلسل لبناني، وكأن الخلطة اللبنانية العربية التي إبتدعها منتجين بعينهم فرضت تقسيمة جديدة فرض عين.

وكان المنطق أن تقسم الفئات كالتالي: أفضل مسلسل عربي، وأفضل مسلسل لبناني، وأفضل مسلسل بإنتاج مشترك (لبناني - عربي)، عندها لم يكن ليعترض أحد لكن ضرب الجائزة بـ "الخلاط" بهذه الطريقة غير مبرر.
فالمشكلة أنه بهذا التصنيف الهجين تم إلغاء قائمة طويلة من مسلسلات مصرية رائعة إنتجت على مدار العام الماضي، وتتفوق بالتأكيد كنسب مشاهدة وجودة على مسلسل "تشيللو" المحتفى به، ولكن ولأننا عالقون في منطقة اللامنطق، فما زاد الطين بلة أن هناك شركتي إنتاج متنافستين تود اللجنة إرضاءهما فبالتالي لابد من وجود فائزين إثنين ليخرج الجميع راضياً، فكانت فئة عجيبة أخرى هي فئة: " أفضل إنتاج درامي لبناني عربي" لتكريم مسلسل "علاقات خاصة"؟!!! 
والأكثر عجباً من كل ما سبق أن تفوز منة شلبي بجائزة" أفضل ممثلة (عربية) في (الدراما المصرية) عن دورها في حارة اليهود، وهي جائزة مستحقة دون شك فمنة ممثلة بقدرات هائلة وحارة اليهود مسلسل ممتاز، ولكن العجيب أن لا وجود لفئة أفضل مسلسل عربي أو مصري في القائمة؟!!! وأن هذه التسمية الغريبة ممثلة عربية في دراما مصرية وهي ممثلة مصرية ما هي إلا تمهيد للطامة الكبرى في جائزة نادين نسيب نجيم ... فما معنى أفضل ممثلة عربية في الدراما اللبنانية؟!! والفائزة هي ممثلة لبنانية؟ ونذكرأن (المسلسل فاز بجائزة مسلسل لبناني عربي مشترك ؟!!).
إذن عدا أن هذه الفئة لا معنى لها فنياً فلم نسمع يوماً في جوائز الأوسكار عن جائزة فيلم أميركي بريطاني اذا كان جيمس بوند الأميركي يقوم بدوره دانييل كريغ البريطاني، أو عندما تنتج هوليوود فيلما تكون هيلين ميرين بطلته.
ولو ترجمت هذه الجائزة لغوياً بما أننا نصنف في كل الفئات على أساس (محلي) لبناني و (عام) عربي ... إذن عربية هنا تقع على كل ما هو غير لبناني وبالتالي أن الفائزة يفترض أن تكون ممثلة ليست لبنانية وإنما مصرية أو سورية أو خليجية أو تونسية الخ ، وتكرم عن دورها في مسلسل من إنتاج لبناني... لكن أن تفوز بها لبنانية هي نادين نسيب نجيم فهي مسألة غير مفهومة بما أننا من الأساس فصلنا العربي عن اللبناني ثم عدنا لخلطه من جديد... وتفسيرها الوحيد أن فئة أفضل فنانة عربية محجوزة وهي فئة واضحة لا لبس فيها، وبالتالي لأن الخسة كبرت براس نادين وتريد أن تقول للجميع أن شهرتها باتت عربية، فصلت هذه الجائزة خصيصاً لها لأنها تريد أن تضع رأسها براس سيرين عبد النور (عقدتها) التي لا تعترف بها. 
ولو أردنا تطبيق هذه التسمية العجيبة على الغناء مثلاً فنوال الزغبي التي فازت بجائزة أفضل مغنية لبنانية (وشهرتها عربياً تتجاوز نادين نسيب نجيم بسنوات ضوئية) كان يجب أن توصف جائزتها كالتالي: أفضل مغنية عربية عن أغانيها اللبناية ؟!!! 

اللقطة الخامسة: ظاهرة لا تعني الأفضل بالضرورة
أفادنا كتيب الموريكس أن حليمة بولند حصلت على "جائزة الإعلامية العربية للعام والتي شكلت ظاهرة في الخليج"؟!!! لاحظ عزيزي القاريء الجمع ثم الفصل المتناقض في الجملة فهي محلية وشكلت ظاهرة في محيطها خليجياً (بعض النظر عن كونها ظاهرة مستهجنة أو مستحبة) ولكنها تكرم عن فئة أفضل إعلامية عربية رغم أن ملايين العرب وأنا منهم لانتابعها ولا نعرف عنها شيئاً، بالتالي من صوت لها ومن تنافس معها في هذه الفئة المفصلة خصيصاً؟ ومن كان ضمن القائمة في منافسة معها سؤال نتركه برسم القاريء ولجنة التحكيم والمعنيين بشكل عام.

اللقطة السادسة: جوائز مستحدثة بعد غلق التصويت
إبتسام تسكت نالت جائزة موريكس الجمهور (أعلى نسبة تصويت) هكذا يصف الكتيب الجائزة ... وهي للعلم جائزة إستحدثت بعد أن توقف التصويت عن كل الفئات.

بعد كل ما سبق هل هناك شك بأننا بصدد حفل علاقات عامة فج.