إيلاف من بيروت: في الحلقة الأولى من مسلسل "فوق مستوى الشبهات" الذي تعود من خلالة النجمة المصرية يسرا الى السباق الرمضاني بعد غيابها عنه العام الماضي، نتعرف عليها كدكتورة تنمية بشرية مشهورة ومرموقة إجتماعياً، مرشحة لعضوية مجلس الشعب، وخلال قيامها بالفحوصات البدنية والنفسية اللازمة لتثبت أهليتها للترشح، تلتقي بطبيب نفسي كان مسؤولاً عن علاج شقيقتها "مها" التي تقبع حالياً في مصح كمريضة تعاني من ذهان مزمن، والأسباب لا تزال غامضة خيوطها لم تتكشف بالكامل.

تقلق "رحمة" من موضوعية الطبيب وتعتقد بانه قد يتأثر بما قالته شقيقتها عنها، وتتذكر بأنه كان يسجل الجلسات لمرضاه، فتقوم بزيارة مها في المستشفى، في محاولة لمعرفة ما قالته للطبيب، وفيما إذا كانت قد أتت على ذكرها أمامه، تقابلها شقيقتها بصمت وتجاهل يُسقط قناع الهدوء والرقة، ليظهر وجه آخر مليء بالغضب والحقد.

وبما أن عقلها صور لها بأن الطبيب قد يكون عائقاً بينها وبين تعيينها في مجلس الشعب، تقرر زيارته لإستعادة التسجيلات الخاصة بعلاج شقيقتها. ولأنه يشعر بالقلق منها يقوم بتسجيل الحوار بينهما لحماية نفسه.

ما يمكن للمشاهد إستنتاجه من مجريات الحلقة الأولى بأن رحمة تعاني من عقد نفسية تعود جذورها لمرحلة الطفولة، فبعد طلاق والديها، وزواج والدتها مرة أخرى، سافرت الى بريطانيا لتعيش مع والدها الذي اودعها في مدرسة داخلية، عانت خلالها من تنمر بعض زميلاتها عليها، وخلال مشادة بينها وبين من تتنمر عليها بإستمرار، تدفعها رحمة لإبعادها عنها لكن الطفلة تسقط من مكان مرتفع سقطة تؤدي لموتها.

فيتم إيداع رحمة في مصحة نفسية إثر هذه الحادثة، لتقضي فيها خمس سنوات قبل أن تنجح في إقناع الجميع بأنها شفيت، لتخرج وتعود الى مصر لتعيش مع والدتها وشقيقتها.

مشاهد المدرسة الداخلية التي تتعرض خلالها لإضطهاد غير مبرر من قبل زميلاتها وتفضي الى حادثة القتل، ترجمة لعقلية إنسانة ترى أن العالم يتآمر عليها وهي بريئة من كل شر، فلا تفسير لسبب الكراهية الشديدة من زميلاتها لها رغم أنها تبدو طفلة بريئة وفي حالها.

رحمة تصدق فعلياً بأنها ضحية، وهو ما يشعر به المُشاهد، وهي تروي للدكتور هذه الحادثة في محاولة منها لإقناعه بأن ما سمعه من شقيقتها عنها محض إفتراء. وعندما يؤكد لها بانها تعاني من مشاكل نفسية وبحاجة لعلاج، تتنبه إلى انه كان يسجل الحوار بينهما، تثور وتهدد بمقاضاته فيقسم لها بانه مستعد لمسحه فوراً وبأنه كان مجرد تصرف وقائي، تطلب منه تسجيلات شقيقتها، يرفض إعطاؤها لها ويؤكد بأنها ليست أهلاً للمنصب المرشحة له وهي بهذه الحالة الذهنية، وأنها بحاجة لبضعة جلسات معه، يتحول الغضب الكامن داخلها الى نوبة عنف تقوم خلالها بضربه بشكل متكرر بتمثال على رأسه، بوحشية، وببرود قاتلة معتادة على الإجرام.

هكذا تنتهي الحلقة الأولى من المسلسل الذي تشاركها البطولة فيه كل من نجلاء بدر، أحمد وفيق، شيرين رضا، زكى فطين عبد الوهاب، أحمد حاتم، سيد رجب، صفاء الطوخى، باسل الزارو، عابد عنانى، ولاء الشريف، مراد مكرم، ناردين فرج، لبنى ونس، مصطفى عبد السلام، ليلى عز العرب، وسمر مرسى، وهو من تأليف عبد الله حسن، وأمين جمال، سيناريو نجلاء الحدينى، وإخراج هانى خليفة.

تقدم يسرا أداءً يمزج بين الطيبة والرقة الظاهرية وهو القناع الذي ترتديه أمام الناس، وبين الشيطانة الكامنة في داخلها التي تظهر عندما تشعر بالخطر. لا صديق لها سوى كلب يعيش معها في فيلتها يؤنس وحدتها، تحاوره أحياناً عندما تشعر بالغبن أو القلق.

بالتأكيد من المبكر جداً الحكم على العمل ككل لكن المؤكد بأن يسرا تحاول جاهدة للمحافظة على مكانتها في الصدارة درامياً من خلال تغيير جلدها، والظهور بدور مختلف عما سبق وقدمته في السنوات الأخيرة الماضية ولم تحقق فيه النجاح المأمول أو المعتاد منها. مما إضطرها لتحدي نفسها وتجديد أدواتها كممثلة لتتمكن من مجاراة التغيرات التي طرأت على شكل الدراما في مصر في السنوات الخمس الماضية.

 

لمشاهدة الحلقة الأولى