"إيلاف" من بيروت: يجمع الفيلم الجديد Loving Vincent لوحات الرسام الهولندي فينسنت فان غوخ في بانوراما لمشوار وأعمال الفنان الراحل عبر الرسوم المتحركة. وهو من إخراج البريطاني هيو ويلشمان والبولونية دوروتا كوبيلا ويحكي قصة حياة هذا الفنان حتى وفاته من خلال مقابلات إفتراضية مع الشخصيات في رسوماته.

ولقد عرضه مهرجان بيروت الدولي للسينما ضمن دورته السابعة عشرة التي تمتد من الرابع إلى الثاني عشر من أكتوبر. علماً أنه ينطلق من مقولة الرسام التي كتبها في رسالته الأخيرة قبل وفاته: "لا يمكننا التعبير إلا بواسطة لوحاتنا" ليستمر بعرض اللوحات المتحركة بمشاهد جسدها في بريشته بين الحقول والوديان والطبيعة والأشخاص من حوله ليشكل راويةً مشوِّقة حول طريقة تفكير عقله بخياله الواسع وانفعالاته مع الحزن والقلق والإكتئاب.

ويسرد الفيلم حياته من خلال ابن ساعي البريد أرماند الذي كلفه والده بإيصال آخر رسالة كتبها فان غوخ لأخيه ثيو. فيقرر هذا الشاب التحقيق في كيفية وماهية وفاة صاحب لوحة (ليلة مضيئة بالنجوم -starry night) الأكثر شهرة في العالم. علماً أن أحداثه تبدأ بعد عامٍ واحد من وفاته، ليطرح في غضون 95 دقيقة، فرضية وقوع جريمة قتل أدت إلى وفاته بدلاً من تصديق خبر انتحاره. فيأخذ المشاهد في رحلة بحث عن الحقيقة في تفاصيل لوحاته وانطباعية شخصيته بالاضافة إلى شخصية طبيبه بول جاشيه وابنته مارجريت وساعي البريد جوزيف رولان الذين خلدهم فان غوخ في بورتريهات تكاد تكون ناطقة.

لوحته الشهيرة Starry night

 


يُذكر أن الفيلم نال جائزة الجمهور من المهرجان الدولي للفيلم في فرنسا عام 2017 والجائزة الذهبية من مهرجان شنغهاي للفيلم في الصين للعام الجاري. علماً أن هذا الرسام الذي لُقِب بـ”أبو الفن الحديث“ قد توفي شاباً في عمر 37 سنة بعد انتحاره إثر معاناةٍ طويلة مع الاكتئاب، لكنه لا يزال حياً بأعماله بعد 127 سنة على وفاته. مع الإشارة إلى أن شهرته زادت بعد أن قطع أذنه ونشر لوحة لوجهه مع أذن مضمدة.