أعلن منظمو "مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة" أن الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي ستختتم فعاليات الدورة الثالثة والعشرين، التي تنظم، ما بين 12 و20 مايو المقبل، تحت شعار "الماء والمقدس".

إيلاف من الرباط: قدم المنظمون الفنانة اللبنانية بـ"السيدة ماجدة الرومي"، التي "كأنها ولدت سفيرة للفرح. وهي كذلك، مذ صَدَحَ صوتُها غناءً، وكانت بعد بُرعُمًا، إلى أن أصبحت رمزًا من رموز ثقافتنا العربية. مطربة تعكس في صوتها وحضورها ومضمون أغانيها واهتماماتها اليومية، صورة وطن وشعب. 

وهي تمثل، منذ نحو أربعة عقود، لأجيال سبقتها وجايلتها وستليها، رمزًا وقدوة وعلمًا. أغانيها رفيقة المشاعر جميعًا، ومسارح العالم أجمع تزينت بحضورها. هي، في اختصار، الصوت الإنسان".

يحتفي مهرجان فاس، في دورة هذه السنة، بالماء، في بعده الروحي، كما يستقبل الصين، كـ"ضيفة شرف"، فيما سيكون الجمهور مع 14 موعدًا ثقافيًا، تشمل حفلات وعروضًا موسيقية وفنية، فضلًا عن "منتدى فاس".

ويقترح حفل افتتاح التظاهرة، التي تعرف مشاركة فنانين من مختلف بقاع العالم، عرضًا فنيًا تحت عنوان "روح فوق الماء"، استوحي عنوانه، حسب المنظمين، من أغنية مشهورة لبوب ديلان، مسلطًا الضوء على الماء كمصدر للحياة، في توليفة موسيقية تجمع بين المحاكاة الصوتية وخرير المياه وهدير الأمواج وأغاني الحيتان الضخمة، التي تجعلنا "نراوح بين الحلم المائي والرؤيا القيامية"، في "سيمفونية جديدة مكرّسة للحياة"، و"رحلة عابرة للزمن تعود بنا إلى أصل البشرية المسؤولة عن الخطر الذي يتهددها".

يتضمن برنامج التظاهرة، حسب بيان للمنظمين، لقاءات وتجارب متعددة الثقافات وحفلات موسيقية، تلتقي في روحانيتها من دون أن تتشابه في إخراجها وتوجهها الفني، ينشطها عدد من الفنانين والمجموعات الموسيقية، بينهم لينغلينغ يو، العازفة الصينية البارعة على الإهرو (الكمان) والبيبا (العود)؛ وأوبرا وو من تسهيانغ؛ ومارلوي ميرندا ذات الأصول البرازيلية؛ و"سونغهاي" التي ستجمع بين الأندلس الغجرية وتقاليد مالي الماندينغية، من خلال مشروع فني يجمع بين عازفي القيثارة كامونا والعازف على آلة الهارب كارا المالي توماني دياباتي؛ وعازف القيثارة الأميركي إريك بيب في حفل يعيد الجمهور إلى جذور البلوز وترجيعاته المعاصرة.

إضافة إلى السينمائيين فانسان مون وبريتشيلا تلمون، في مزج بين الصور والأصوات في زمن واقعي؛ وستيليوس بتراكيس، الذي سينقل للجمهور روح الاحتفالات اليونانية؛ فضلًا عن أريستيس إي سورتزو بريستيو؛ وفرقة لينكوم الإيرلندية؛ والموسيقي الكناوي المهدي الناسولي برفقة تيتي روبان؛ ونجمة البوب اللبنانية ياسمين حمدان؛ والملحن بيثينتي أميغو، الذي يعتبر من أمهر العازفين على قيثارة الفلامنكو المعاصرين، فضلًا عن عرض فني، بعنوان "نهر الغانج العاشق"، الذي سيجمع بين أصوات قادمة من فرنسا والهند برفقة مجموعة "رنين" والمغنية بيلفا نايك؛ وكلير زلامانسكي، التي تضفي طابعاً عثمانياً على الريبرتوار اليهودي الإسباني.

يهدف مهرجان فاس، حسب آلان فيبر، مديره الفني، إلى "أن يكون عبارة عن رحلة مسارية تتخللها الموسيقى والشعر والرقص، فالمقدس هو الرابط الذي يصل الإنسان بالطبيعة، كما أشار إلى ذلك كلود ليفي شتراوس، الذي تصور إضفاء القداسة على الكائن الحي شرطًا أساسياً لحماية البيئة. 

فالجانب المغمور من موسيقى الآخرين يستدعي اكتشاف الذات، غموضه هو امتداد لهذا اللا مرئي الذي يعود إلى فترة تكون الأزمنة، وإلى الحقبة التي نشأ فيها الكون، حين كان الإنسان يتوسل إلى الذات الإلهية من أجل تدبير حياته اليومية. وأكثر من ذلك فإن استكشاف موسيقى الآخر يؤدي إلى اكتشاف الذات، والإنصات إلى المجهول يعني التوغل في السر".